مايو 13, 2024

مشتاوي: كلنا شركاء
نشأ وترعرع فهد الشاكر في بلدة وادي العيون التابعة لقضاء الدريكيش حيث نهل من ثقافة اجداده مهنة التشليح والتشبيح ما نهل حتى اضحى اسمه مضرب مثل في السرقة واللصوصية . اقترن هذا الاسم مع منطقة تدعى العوجة واصبح شائعا التشليح عالعوجة في تلك المرحلة الزمنية كانت تمر قوافل التجار من المنطقة الغربية متجهة الى حماة وحمص مرورا من العوجة محملين بالحرير وبعض الصناعات الخفيفة وكان فهد دائما لهم بالمرصاد يشلح ويشبح ويقتل من يواجهه بدم بارد .
والعوجة هي منحدر كثير الثنايا والاعوجاج اتخذه مكان له واصبح فهد الشاكر رمزا من رموز اللصوصية وكثرت الروايات والقصص عنه حتى اصبح مثلا بالمنطقة كلها وكثرت سرقاته في منطقة مشتى الحلو وفي احد الليالي من أربعينيات القرن الماضي دخل فهد الشاكر خلسة احد البيوت في مشتى الحلو ولسوء حظه كان البيت محصنا برجال أشداء وأحدهم مسلح أطلق عليه النار وأرداه قتيلا نقلت الجثة إلى خارج البيت ووضعت على الطريق والقاتل مجهول ؟ تجمهرت الناس حوله منهم من بصق ومنهم من قذفه بركلة عدا السيد نقولا جرجس الحلو الاقطاعي الكبير بمنطقة المشتى ومالك أجمل القصور في ذلك الزمن فقد كرر عدة رفسات على الجثة قائلا باللغة العامية … هون نزول يا ابن الكلب جا وقتك يا حمار .. سمع أهالي وادي العيون وجاء وفد من الشبيحة وأخذو الجثة متوعدين بشر الانتقام واقبح الافعال ووشى احد المصلحين عن ما قام به نقولا من تصرف للشبيحة اللذين توعدو بالثأر بالوقت المناسب وأعتبرو ما فعله نقولا أكبر من مقتل فهد الشاكر فهي اهانة كبيرة وتمثيل بالجثة وهذا محرم بالدين
العلوي حسب أقوالهم .
مرت الأيام إلى أن أتى يوم الأنتقام وتمكن رجلين من إحكام كمين بالصخور المقابلة للقصر المتربع على تلة بمفرده في نهاية القرية بعد مراقبة المنزل لعدة أيام ومعرفتهم بأنه عند الفجر يطل نقولا على الشرفة المواجهة لكنيسة السيدة ليرسم الصليب باكرا ويتضرع للعزراء مريم ،
ولكن في ذلك الفجر لم يكن نقولا هو من تضرع للعزراء بل كانت زوجته متوشحة بلباس لا يمكن التمييز ان كان رجل أم إمرأة والقاتل متربص بين الصخور المطلة أطلق طلقة واحدة كانت كافية أن ترديها قتيلة ، هرب القتلة وبقيت الزوجة تصارع الموت على الشرفة إلى أن أستيقظ نقولا وكانت المأساة .
نقولا كان وفيا لزوجته صنع لها تمثالا من الرخام الإيطالي بقي حتى اللحظة موجود في ذلك القصر المهجور نعم هجر القصر بعد مقتل سيدة القصر وذهب نقولا الجرجس الحلو إلى لبنان ليكمل ما تبقى من عمره وبقي التشبيح والتشليح خالدا الى يومنا هذا ..



المصدر: مشتاوي: فهد الشاكر التشبيح بالفطرة

انشر الموضوع