مايو 14, 2024

رصد: كلنا شركاء
تزداد وتيرة الأحاديث عن دمج يُحضَّر له بين فصائل سورية مسلحة أبرزها جبهة (فتح الشام) وحركة أحرار الشام الإسلامية، وفي حال إتمام المشروع، فقد يحدث تغيّراً لافتاً في موازين القوى شمالي البلاد.
وأشارت صحيفة (العربي الجديد) إلى عدم وجود إعلان رسمي بهذا الخصوص، إلا أن تقاطُع بعض المعلومات عن مصادر مقرّبة من هذه المباحثات التي تحدثت عن شكل هذا الاندماج من حيث تقاسم المناصب القيادية، ترجح حصوله، لكن تبقى القضايا “الفكرية العقائدية” والتوجهات الجديدة غير واضحة إلى اليوم بسبب خلافات حاصلة بين الطرفين. وظهرت بعض إرهاصات هذه المشاكل مع أنباء حدوث انشقاقات محدودة في صفوف جبهة “فتح الشام” بعد إعلان فك ارتباطها بتنظيم “القاعدة”.
وتحدث العديد مما يسمونهم “الشرعيين” وقيادات في هذين التنظيمين عن جهود تُبذل في إطار عملية الدمج المقرّرة، مشيرين إلى وجود بعض العقبات “لكن المباحثات لا تزال مستمرة”.
وغرّد “مزمجر الشام”، المعروف باطلاعه على قضايا الفصائل الإسلامية في سورية عبر حسابه على موقع تويتر، أن “الفصائل الكبرى في الشمال تواصل مباحثاتها للاندماج في ما بينها. الكثير من المسائل العالقة تم حلها والمباحثات مستمرة حول جزئية واحدة فقط”، لافتاً إلى أن زعيم “فتح الشام” أبو محمد الجولاني” أجرى جولة مكوكية لقادة الفصائل في الشمال، وبدا حريصاً على توحيد الفصائل، متنازلاً عن إمارة الكيان الجديد” بحسب أدبيات هذا التنظيم.
ويتابع “مزمجر الشام” أن الجولاني “أظهر تغيراً كبيراً في خطاب جبهة فتح الشام وعقلية منفتحة، ومرونة كبيرة في مناقشة المسائل المثيرة للجدل”.
وبحسب تغريدات الأخير، فإن “الجولاني يواجه على الطرف الآخر تحدياً مع تواصل انشقاق بعض القيادات عن جبهة فتح الشام، وكان آخرهم الفاروق السوري، وهو وجه بارز في تنظيم القاعدة سابقاً، وسبق أن أعلن رسمياً انشقاقه عن جبهة فتح الشام رداً على قرار الجولاني بالانفصال عن القاعدة”. وتحدث المصدر ذاته على حسابه عن أن “بعض المنشقين عن جبهة فتح الشام بدأوا بالتفكير جدياً في إنشاء فرع سري جديد لتنظيم القاعدة، وهذا ما قد يضعهم في مواجهة مباشرة مع الجولاني نفسه”. ولفت المزمجر إلى أن “إحدى المسائل التي لا تزال عالقة في المباحثات هي دخول جيش الإسلام في هذا التوحد المرتقب، ورقعته الجغرافية، وليس هناك نية لاستبعاد أي طرف”.
ووفقاً لمقربين من المباحثات، فإن بعض النقاط العالقة جرى حلها، كأن يكون “متزعم الفصيل المقرر إنشاؤه من حركة أحرار الشام، على أن يكون نائبه والقائد العسكري والأمني من فتح الشام، أما المكتب السياسي فسيتم اقتسامه مناصفة بين الطرفين ورئيسه من الحركة”. ويرى متابعون أن جبهة فتح الشام تريد إبقاء السلطة العسكرية بيدها لعدم ثقتها بالفصائل الأخرى، ما يجعل لها الكلمة العليا مع وجود القوى العسكرية بيدها.
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم حركة أحرار الشام أحمد قره علي، في حديث مع الصحيفة، إن “الاندماج لا يزال أفكاراً يتم تداولها بين جميع الفصائل، ولا يمكن حصر الأمر بالأحرار وفتح الشام، مع العلم أنه لا يوجد شيء رسمي حتى الآن”، مشيراً إلى أن “الموضوع لم يأخذ صفة رسمية حتى الآن، ونحن نأخذ بعين الاعتبار كل الظروف المحيطة بأي خطوة نتخذها”.
اقرأ:
الثوار يبدأون معركة للسيطرة على (معان) شمال حماة



المصدر: مساعي الاندماج بين (فتح الشام) و(الأحرار)… تباينات شرعية وسياسية

انشر الموضوع