أبريل 23, 2024

كثيرا ما نتصرف ،نحن العرب والشرقيون، انطلاقا من رغباتنا وعواطفنا. تدفعنا مآسينا الحالية وذاكرتنا لما صنع الغرب بنا. استعمارا وسرقة لثرواتنا ودعما لحكومات دكتاتورية تنفذ مصالحه. وصولا إلى زرع إسرائيل. وتمزيق العراق ثم سورية.

يضاف إلى ما سبق وضع الحرب على الإرهاب ،الذي غذته سياستهم منذ أفغانستان إلى احتلال العراق، كأولوية. -إذ وضع الغرب -تضحيات أهلنا وتمزيق مجتمعاتنا وهدم مدننا على الرف.

إرهاب أصبحت  آثاره تهز مجتمعاتهم وتؤثر في توازنات سياستهم الداخلية لصالح اليمين المستفيد الأول منه. يمين يجعل الإسلام بلباس الإرهاب، حصان طروادة للوصول إلى السلطة.

من هنا يمكننا فهم صدام الغرب مع ارد وغان .أي أن معظمه موجه للصراع الداخلي بين القوى السياسية المختلفة .ان كان داخل الغرب ام كان متعلقا بتركيا.

أردوغان يريد الفوز في الاستفتاء ويحقق رغبته في نظام رئاسي يجعله عمليا  حاكما متفردا.

وما إرسال مساعديه إلى تجمعات المهاجرين الترك في اوربا، الذين يعدون بالملايين ،إلا خوفا من خسارة ممكنة للاستفتاء.

المعركة داخلية بامتياز لأردوغان كي يقوي سلطته. وللاحزاب اليمينية الغربية  التي تستغل الفوبيا الإسلامية كي يصلوا إلى السلطة ،أو ترسيخها حيث يحكمون. كما هو الحال في هولندا وبولندا والمجر.

هنا يخطئ أردوغان. لأن حربه الإعلامية الخطابية ستصب في صالح اليمين الغربي .

لقد غير سقوط الاتحاد السوفييتي دور تركيا وتأثيرها. رغم كونها  إقليميا -أكرر إقليميا-دولة قوية اقتصاديا  إضافة إلى تجربتها الديمقراطية. لذلك نرى تأرجح  مواقف تركيا بين تطلعها للغرب وأمريكا  الذي تربطهم بها علاقات تاريخية وأطلسية بشكل خاص، وبين روسيا .

التساؤل الذي تفرضه موازين القوى الحالية والمستقبلية يجعل موقف أردوغان متأرجحا غير مضمون النتائج. في ظل صراعات إقليمية للمسالة السورية دور كبير في تأرجحها ونتائجها.

أضف إلى ذلك اهتزاز اللحمة الاجتماعية التركية عبر الانفجار الجديد للقضية الكردية. وتململل القوى السياسية التركية المعارضة لحزبه. تململل يؤرق أروغان وخوفه من نتائج الاستفتاء . وبالتالي بدء عملية هبوط مستمر لقوته الانتخابية والبرلمانية.

لعبة الأمم، في النهاية والقوى المهيمنة عالميا، أكبر من الأدوار الإقليمية. تركية كانت أم عربية ام إيرانية .

المنطقة كلها على كف عفريت المصالح التي تأتي أولا.

المصدر : مروان الأطرش: كلنا شركاء

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك