أبريل 28, 2024

أكد العميد جهاد السعدي مدير إدارة المرور في تصريح لـ”تشرين” أن الدولة بأجهزتها المختلفة تهتم اهتماماً بالغاً بالتصدي للمشكلة المرورية بأبعادها كلها ووضع الحلول الكفيلة للحد من آثارها السلبية، وخاصة في ظل النمو السكاني المتزايد واتساع رقعة المدن وارتفاع الكثافة السكانية بها وتحول السيارة من وسيلة ترفيهية إلى وسيلة ضرورية تلعب دوراً أساسياً في شتى المجالات والأنشطة اليومية للمواطن، ونظراً للأهمية التي تحتلها المشكلة المرورية فإن مواجهتها تستلزم تضافر جهود الأجهزة المعنية في الدولة لوضع سياسة ثابتة ومحددة لمواجهة هذه المشكلة تأخذ في حسبانها العديد من الجوانب (الإدارية– التنظيمية– التعليمية–الصحية– التشريعية) وتبني سياسة إعلامية واضحة ومستمرة تستهدف أفراد المجتمع وتعمل على توظيف كل وسيلة من وسائله لمواجهة المشكلة في إطار الأهداف الإقناعية الخاصة بمضمون الرسالة الإعلامية في مجال المرور.
وأشار العميد السعدي إلى أن رجال المرور يبذلون جهوداً مضنية على مدار الساعة ولا يمكن تحميلهم مسؤولية الحوادث المرورية لأنه من المتعذر في أي بلد وضع شرطي مرور في كل شارع وتقاطع، فالأمر يعتمد على أهمية احترام أنظمة المرور من مستخدمي الطريق وقناعتهم بتطبيقها وإلمامهم بها ليكونوا رقباء على أنفسهم، لافتاً إلى أن أهم أسباب الحوادث المرورية؛ السرعة الزائدة، حيث تشكل 44% من نسبة الحوادث، بالإضافة إلى تجاوز الإشارة الضوئية وتناول المسكرات، واستخدام الهاتف النقال أثناء القيادة يمثل ما نسبته 23% من الحوادث، حيث أوضحت إحدى الدراسات العالمية أن استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة يضاعف 4 مرات من إمكانية وقوع حادث سير لأنه يشتِّت تركيز السائق ويضعف من مجال الرؤية من 100% إلى 35% .
وبقية المخالفات (قيادة قبل الحصول على إجازة سوق، المرور الممنوع, استعمال النور المبهر، التوقف المفاجئ.. إلخ)، وأيضاً عدم تقيد المشاة بالسير على الأرصفة وعبور الطريق من غير الأماكن المخصصة والتحدث بالجوال أثناء العبور، ونزول الركاب من الحافلة أو الصعود إليها أثناء المسير، ويضاف إلى الأسباب السابقة ازدياد عدد السكان والمركبات في المدن نتيجة الظروف الراهنة .
وعن الإجراءات الواجب اتخاذها للحد من الحوادث المرورية أكد العميد السعدي أنها تتمثل في التطوير والصيانة الدائمة للشبكات الطرق وإجراء صيانة دورية للإشارات الضوئية والشاخصات المرورية والتشدد في ضبط المخالفات المرورية وخاصة المخالفات الخطرة التي تؤثر على السلامة العامة، مع ضرورة الاهتمام الكافي بإعداد السائقين وتوعيتهم والتشدد في عملية الحصول على إجازة السوق من خلال مدارس تعليم قيادة المركبات ورفع مستوى الوعي، وأيضاً رفع الوعي المروري لدى المواطنين من خلال إجراء الندوات الإعلامية للتعريف أكثر بقوانين السير وضرورة الالتزام الطوعي بالقوانين النافذة وعدم مخالفتها, مضيفاً: إن قيامنا ببعض حملات التوعية المرورية لرفع مستوى الوعي المروري لدى المواطنين للتعريف أكثر بقوانين السير وضرورة الالتزام الطوعي بها وعدم مخالفتها هي من أهم الأمور للتخفيف من الحوادث المروية .
وعن الأساليب المتبعة في التوعية المرورية أشار العميد السعدي إلى ضرورة التوعية الإعلامية، حيث إن ما يميزها الوصول لأكبر عدد من الجماهير بأسرع وقت ممكن، يضاف إليها التوعية الأسرية و المدرسية والتوعية الدينية، حيث إن لخطباء دُور العبادة الدور الكبير في إيصال مضمون مثل هذه الحملات التوعوية لشرائح المجتمع كافة من خلال حثهم على الالتزام الطوعي بقواعد وأنظمة المرور والحفاظ على سلامة مستخدمي الطرق.
حيث يتم التنسيق بين وزارتي الداخلية والأوقاف لتخصيص إحدى خطب الجمعة والآحاد من كل شهر لبث رسائل ذات مضامين مرورية توعوية على أن يتم تزويد هذه الجهات بالإحصاءات والبيانات اللازمة، وتعود أهمية هذه الوسيلة نظراً للمصداقية التي يتمتع بها رجال الدين لدى الأغلبية العظمى من الناس، ما يؤدي إلى تقبّل الرسالة والعمل بها من المتلقي ولانتظام عدد كبير في حضور خطب الجمعة والآحاد على اختلاف ثقافاتهم، ما يؤكد سرعة الانتشار، بالإضافة إلى الأسلوب المبسط الذي ينتهجه الخطباء والذي يسهم في حمل المتلقين على سرعة الاستجابة لمضامين الرسالة .

اقرأ ايضاً

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك