للمرة الثانية يتكرر المشهد ذاته في بعض مدارس قرى محافظة اللاذقية التي لم تقترب منها أي إجراءات احترازية ولا غير احترازية للحفاظ على صحة و سلامة الطلاب فيها.

داخل مدرسة الشهيد عادل حوا في قرية الشيخ حسامو في ريف اللاذقية، يعيش طلاب الحلقة الأولى واقعاً أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه سيصل للمأساوي إذا ما وضعته الجهات المعنية وبسرعة في حساباتها ، حيث ناشد أهالي الطلاب و المدرسون عبر ( تشرين ) المعنيين في المحافظة للنظر في واقع مدرستهم التي لا يمكن لجدران وخصوصاً في دورات المياه الآيلة للسقوط في أي لحظة أن ترحم جسد طالب صغير يعيش أهله كل يوم كابوساً حتى ينقضي يومه الدراسي على خير.

واشتكى عدد من الأهالي ل (تشرين ) سوء حال المدرسة التي تعاني أسقف صفوفها من الرشح، حيث تمتلئ الغرف الصفية بالمياه أثناء تساقط الأمطار في فصل الشتاء و عدم صلاحية استخدام دورات المياه التي ما أن يسند أي طفل يديه عليها فستسقط جدرانها المهترئة كما يقولون ، وبيّن الأهالي في شكواهم أن من تعاقب على إدارة المدرسة من مديرين لم يبخلوا بأي جهد لتحسينها و لكن من دون جدوى لأن تكاليف الإصلاح كبيرة ، وهذا ما أكده المعلمون الذين يواظبون كما الطلبة على متابعة العملية التعليمية برغم سوء حال المدرسة و الذين يحاولون الحفاظ على سلامة الطلاب بمراقبتهم المستمرة في كل لحظة مشيرين إلى أن وضع ساحة المدرسة سيئ، حيث لا زفت و لا إسمنت يغطيها و هناك خوف على الطلاب أثناء وجودهم فيها.

(تشرين) تواصلت مع منير قصيبة مختار قرية الشيخ حسامو، الذي أكد سوء حال المدرسة وخطورتها على الطلاب البالغ عددهم أكثر من 150طالباً ، والتي يمكن في أي لحظة أن تسقط جدرانها على الطلاب و خصوصا دورات المياه، مضيفاً: ناهيك عن المياه التي تتسرب من الأسقف و الجدران نتيجة تشقق البناء حيث إن السطح يحتاج إلى عزل .

كما أشار إلى أنه خلال السنوات الماضية تم إرسال عدة كتب عن طريق المدرسة إلى المحافظة ومديريتي التربية والخدمات الفنية وبناء عليه أرسلت مديرية التربية لجنة واطلعت على حال المدرسة وأكدت اللجنة أنه سينظر في حال المدرسة، و لكن كما يقول قصيبة لم نر شيئاً و الوضع يزداد سوءاً و خصوصاً في فصل الشتاء حيث تتسرب مياه الأمطار من شقوق الحيطان و السطح.

وتابع قصيبة : في آخر رد وصلنا من مديرية الخدمات الفنية يقول: إن المدرسة بناء شعبي قديم ولا يوجد مخصصات لترميمها خلال هذا العام و إنما تمت الموافقة على صيانتها وترميمها في عام 2021 مشيراً إلى أن أهل القرية تبرعوا منذ سنتين بإضافة ثلاث غرف صفية بجانب المدرسة، مؤكداً على ضرورة الإسراع في معالجة وضع المدرسة لأنها أقرب للانهيار على طلابها .

بدوره، قال مدير التربية – عمران أبو خليل ل ( تشرين ): طلبنا من مديرية الخدمات الفنية صيانة المدرسة وهي موضوعة بالخطة لديهم لكن على ما يبدو لا يوجد اعتمادات، و ستتدخل مديرية التربية بالصيانات الخفيفة للحمامات بطريقة أو بأخرى.

وفي كتاب لدائرة الأبنية المدرسية في مديرية التربية حصلت (تشرين )على نسخة منه يبين أنه بتاريخ 2\11\2020 تم الكشف عن مدرسة الشهيد عادل حوا وإعداد كشف تقديري لعمل الصيانة اللازمة بقيمة قدرها حوالي خمسة ملايين ليرة ، وحسب الكتاب تم تحويل الكشف أصولاً لمحاسب الإدارة في مديرية الخدمات الفنية الذي بيّن عدم توافر الاعتماد اللازم للأعمال لهذا العام .

طباعة