مايو 17, 2024

كلنا شركاء: ناشيونال إنتيريست- ترجمة منال حميد- الخليج اونلاين
ناقشت مقالة للكاتب الأمريكي أندرو بووين، نشرت بمجلة “ناشيونال إنتيريست” الأمريكية، الاثنين، إمكانيات إقامة مناطق آمنة في سوريا لاستيعاب ملايين النازحين والمهجرين.
جاء ذلك على إثر تصريح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مقابلة أجريت معه الأسبوع الماضي، أعلن فيها نيته إقامة مناطق آمنة للسوريين. وتساءل الكاتب عن الدول التي ستدير هذه المناطق، خاصة في ظل تعدد أطراف الصراع في سوريا.
وأوضح كاتب المقال أن خيار إقامة مناطق آمنة في سوريا يبدو خياراً معقولاً في ظل الأوضاع التي يعاني منها السوريون، إلا أن ذلك يتطلب الإجابة عن عدة تساؤلات تتمثل في إمكانيات إقامة مثل هذه المناطق فعلاً.
تصريحات ترامب، يقول الكاتب: “شكلت مفاجأة كبيرة ليس للنظام السوري وحسب، وإنما أيضاً للشركاء الإقليميين الذين لم يتوقعوا أن يلجأ ترامب وإدارته الجديدة إلى هذا الخيار بهذه السرعة”.
القرار الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تجري حالياً عملية مراجعته، وهو يأتي بالتزامن مع طلب ترامب من وزارة الدفاع تقديم خطة مفصلة خلال 30 يوماً حول كيفية مواجهة تنظيم الدولة. لكن الكاتب تساءل أيضاً “أين يمكن أن تقام هذه المناطق؟”.
وأضاف: “يوجد ملايين النازحين السوريين في دول الجوار السوري، خاصة تركيا ولبنان والأردن، بالإضافة إلى وجود نازحين في مناطق أخرى داخل البلاد، وتحديداً في شمال وشمال غرب سوريا، ومن ثم فإن أماكن إقامة مثل هذه المناطق ستكون حتماً على تخوم تلك الحدود التي تربط سوريا بدول الجوار”. متسائلاً مرة أخرى: “من سيدير تلك المناطق الآمنة؟”.
وتابع: “تبدو تركيا والأردن الأقرب لإدارة مثل هذه المناطق، ولكن هذا لا يعني استثناء أطراف أخرى من إدارتها، مثل روسيا، أو حتى الأمم المتحدة لتوفير الأمن، إلا أنه من غير الواضح من سيدفع فاتورة تلك التكاليف”.
ويرى الكاتب أن نظام بشار الأسد لا يمكنه أن يشارك في إدارة مثل هذه المناطق؛ الأمر الذي يحتم على إدارة ترامب أن تعمل مع الحلفاء الإقليميين لإقامة مثل هذه المناطق وإدارتها وفقاً للمعايير التي تتطلبها.
فاتورة إقامة مثل هذه المناطق بالتعاون والتنسيق مع دول الجوار، كما يشير الكاتب، ستتطلب أيضاً من واشنطن أن تدفع جزءاً من فاتورة تلك المناطق لأنقرة وعمّان وبيروت، التي تحملت طيلة الفترة الماضية العبء الأكبر من تدفق المهاجرين السوريين.
وبحسب الكاتب، فإن ترامب قد يلجأ أيضاً الى دول الخليج العربية، السعودية وقطر والإمارات؛ لدفع ثمن إقامة مثل هذه المناطق.
نجاح مثل هذه المناطق، بحيث تكون جاذبة للسوريين الذين نزحوا إلى دول الجوار أو إلى أوروبا، بحاجة إلى ضمانات اقتصادية كبيرة؛ فليس من السهل إقناع من غادر سوريا إلى أوروبا مثلاً بالعودة، ومن ثم فإن الأمر بحاجة إلى خطة متعددة الأطراف، تشارك في بناء سوريا التي دمرتها الحرب.
وتبقى المناطق الآمنة التي أعلن عنها ترامب هي الاختبار الحقيقي للإدارة الأمريكية الجديدة في التعامل مع أزمات منطقة الشرق الأوسط.


المصدر: مترجم: من سيدير المناطق الآمنة في سوريا؟ …نظام (بشار الأسد) لا يستطيع

انشر الموضوع