مايو 16, 2024

كريسشان ساينس مونيتور: ترجمة محمود محمد العبي- كلنا شركاء
لدى الولايات المتحدة وشركائها العرب بعض النجاح بدعم الثوار في جنوب سوريا. ولكن إذا انتصر نظام الأسد في حلب، ويمكن أن يتحول باتجاه الجنوب – مغيراً مظهر الحرب.  
عمان، الأردن – يمكن أن تقع قريباً البقعة الوحيدة المشرقة للثوار المدعومين من الولايات المتحدة في سوريا تحت التهديد إذا استمر نظام الأسد المدعوم من روسيا باكتساب المزيد من الزخم والقوة.
منذ ثلاث سنوات، يعمل حوالي 30000 من الثوار المفحوصين في مساحات واسعة من الجنوب. ويتم توجيههم وتزويدهم بالسلاح من قبل تحالف يضم الولايات المتحدة والأردن والمملكة العربية السعودية، كانت ميليشيات الـ 57- المعروفة باسم الجبهة الجنوبية- القوة المقاتلة الأكثر فعالية في سوريا.
وفقاً لمصادر من الثوار ومسؤولين على مقربة من قيادة العمليات العسكرية لقوات التحالف في عمان، الأردن، بعد منذ منتصف عام 2015، خفضت المملكة العربية السعودية التمويل، وحولت واشنطن تركيزها على تنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت النتيجة حالة من الجمود في الجنوب، بسبب عدم قدرة الثوار على التقدم وانشغال نظام الأسد في الشمال في حلب. لكن أعطت غارات النظام الجراحية في يناير/ كانون الثاني- بدعم من القوات الجوية الروسية- شعوراً لما يمكن أن يحدث إذا حولت قوات الأسد اهتمامها جنوباً: سقطت بلدة الشيخ مسكين الاستراتيجية وانقطعت خطوط إمداد الثوار.
وبهذه الطريقة، معركة حلب هي أكثر من مجرد المدينة المهمة جداً في حد ذاتها. إنها فيما إذا سيكون بشار الاسد قادراً على التوجه إلى الجنوب. لو فعل ذلك، يمكن للحرب أن تُنتِج طرق جديدة. من استثمار التحالف في الجبهة الجنوبية إلى الأسئلة الحساسة حول الحدود السورية الجنوبية مع الأردن وإسرائيل، يمكن أن يصبح الصراع دولياً بشكل أكثر – راسماً بذلك مجموعة جديدة من اللاعبين والتوترات.
يقول عبد الهادي ساري، وهو ضابط سابق في سلاح الجو السوري وعضو في مجلس الجبهة الجنوبية العسكري في درعا: “إذا سقطت حلب وتم تركنا لوحدنا، فإن النظام سيعيد احتلال الجنوب وسنخسر كل شيء”. وأضاف: “ذلك سيكون هو عندما تبدأ الأزمة الحقيقية”.

الأردن وإسرائيل
كانت الجبهة الجنوبية في الصراع السوري منذ خمس سنوات الأكثر هدوءاً في الآونة الأخيرة. لكن يحذر مسؤولون وخبراء من أنه يمكن أن تصبح الأكثر تعقيداً، في جزء كبير بسبب الديناميكيات على طول حدود سوريا الجنوبية.
على سبيل المثال، وضعت الأردن جميع الفصائل على أهبة الاستعداد: حدودها خط أحمر. ووفقاً لثوار ومسؤولين، قد عملت مع الثوار على مواصلة القتال على بعد ستة إلى اثني عشر ميلاً من الحدود وتعاملت مع تدفق اللاجئين.
يقول محمد المومني المتحدث باسم الحكومة الأردنية ووزير الشؤون الإعلامية: “سيُعتبر أي عمل من شأنه أن يؤدي لتدفق اللاجئين باتجاه حدودنا مع سوريا أو يقرب القتال من حدودنا عملاً من أعمال الحرب من جانب الأردن”. ولدعم هذا الكلام، فقد استخدمت الأردن ضربات صاروخية لمهاجمة المركبات والدبابات والجماعات القريبة جداً من حدودها.
الأردن مصممة ليس فقط على منع امتداد القتال، ولكن أيضاً على احتمال هروب الآلاف من المقاتلين- وكثير منهم من الأردن- إلى  أراضيها تحت ستار لاجئين. ويؤكد مسؤولون أردنيون أنه من المستحيل المبالغة في حساسية حدودها.
وبالنسبة لإسرائيل، يمكن لتهديد أكبر أن يصل حدودها: وهو حزب الله. حيث نشرت حركة المقاومة الشيعية اللبنانية- التي تخوض حرب مع إسرائيل- أكثر من 2000 مقاتلاً على دفعات في الجنوب لمساعدة الأسد في الهجمات المضادة ضد الجماعة المسلحة القوية جبهة فتح الشام وكذلك الجبهة الجنوبية.
لكن ترى إسرائيل أن حزب الله يقوم بأكثر من مساعدة النظام. فهي ترى أن حزب الله يسعى لفتح جبهة جديدة في حربه على إسرائيل.
ويقول إيتمار رابينوفيتش، وهو أستاذ في جامعة تل أبيب، والمفاوض الرئيسي الإسرائيلي السابق مع سوريا: “من الواضح أن حزب الله وأسياده يرغبون في تعزيز خط المواجهة مع إسرائيل من لبنان على طول الطريق إلى الجولان. وهذا الأمر إسرائيل عازمة على منعه”.
تفضي شبكة المصالح الدولية المعقدة في الجنوب إلى برميل بارود محتمل.
ويقول أندرو تابلر، الخبير في الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “لديك في الجنوب ثالوث المصلحة الإسرائيلية والأردنية ضد مجموعة من المصالح السورية التي لم يعد من الممكن اعتباره بلد واحد. الشمال أيضاً معقد، ولكن في الجنوب هناك مقاومة أكثر من قبل إسرائيل والأردن ضد الجماعات المدعومة من إيران”.
روسيا
ما يعقد الصورة هو روسيا.
اعترافاً بعودة ظهور روسيا كلاعب في سوريا، كانت كل من الأردن وإسرائيل سريعة الوصول إلى موسكو.
ووفقاً لتقارير، أسس الأردنيون مركز تبادل معلومات مع الروس لمنع الخلل في الاتصالات أو الحوادث بين الطائرات المقاتلة الروسية وقوات الحدود الأردنية. ويتضمن ترتيب مماثل بين إسرائيل وروسيا “خط مباشر” بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومع ذلك، لا تزال مشاعر عدم الثقة قائمة.
ويقول خبراء: تغطي أنظمة الصواريخ المثبتة من قبل روسيا في سوريا ما يقارب كل إسرائيل ومعظم الأردن. وانتهكت الطائرات الروسية المجال الجوي الإسرائيلي مراراً وتكراراً. وعبر مسؤولون أردنيون بصورة شخصية عن “الإحباط” إزاء قصف روسيا على  الشيخ مسكين، وفي وقت لاحق، على ثوار مدعومين من وكالة المخابرات المركزية بالقرب من الحدود الأردنية.
يقول جنيفر كافاريلا الخبير في الشؤون السورية في معهد دراسات الحرب: حتى الآن، خفف الحوار من التوترات. ولكن ما يثير القلق هو أن الأمور يمكن أن تتغير بمجرد سقوط حلب. “لا توجد إشارة إلى أن روسيا ستلتزم بهذه الاتفاقات، وستتبع روسيا مصالحها المفضلة دون حذر”.
داعش
وسط كل هذه المناورات، يبدو تنظيم الدولة الإسلامية للعيان كورقة مسعورة/ وحشية.
تختلف فروع الدولة الاسلامية في جنوب سوريا مما هي عليه في أي مكان آخر. في أجزاء أخرى من سوريا، استولت المجموعة على مساحة من الأراضي بالقوة. ولكن في جنوب سوريا، نشأ تنظيم الدولة الإسلامية بطريقة عضوية. وتعهدت جماعات منشقة من الثوار بالولاء واحدة تلو الأخرى.
وبدلاً من مواجهة النظام علناً، قصرت فروع الدولة الإسلامية نفسها حتى الآن على الاستفادة من خسائر الثوار، حيث انقضت من وراء تقدم النظام لتأمين مزيد من المساحات.
تقول قوات الثوار ومسؤولون أردنيون: يجب توجيه قوات الثوار، يمكن لمناطق تنظم الدولة الإسلامية أن تتوسع على طول الأردن والجولان إلى الغرب. بمجرد خسارة الرقة، يمكن أن ينزح تنظيم الدولة الإسلامية جنوباً.
يقول السيد ساري، الضابط السوري السابق في القوات الجوية: “اذا كسب نظام الجنوب، سيذهب الكثير من [المتشددين] لمسار ثالث – تنظيم القاعدة أو داعش”.
وقد أدى افتقار الجبهة الجنوبية للتقدم خلال العام الماضي بالفعل بإصابة العديد من المدنيين السوريين بخيبة أمل بالثوار.
يقول محمد، البالغ من العمر 25 عاماً من محافظة درعا، الذي يفكر بدعمه لجبهة فتح الشام، المعروفة سابقاً باسم جبهة النصرة: “نريد محاربة النظام، والدفاع عن أنفسنا من النظام، وهزيمة النظام. نحن على استعداد للتعاون مع النصرة، أو داعش، أو حتى مع الشيطان نفسه للتخلص من الأسد”.
بأسلحة ثقيلة مناسبة، تزعم الجبهة الجنوبية أنه يمكنها نسبياً هزيمة قوات أصغر من تنظيم الدولة الإسلامية في “يومين أو ثلاثة أيام.” ومع ذلك، المخاوف من وقوع الأسلحة في أيدي الدولة الإسلامية أو النصرة وقد ترك وزارة التجارة تحجم بشدة عن دعم الجبهة الجنوبية.
قد يعتمد ما سيحدث بعد ذلك على الرئيس المقبل للولايات المتحدة.
يُعتَبر دعم الولايات المتحدة ضروري من أجل ضربات عسكرية إسرائيلية أو أردنية على نطاق أوسع، وإنشاء منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي في الجنوب، أو أي مقاومة للمناورات الروسية.
ويقول مسؤولون في المنطقة أنهم سيعملون من تلقاء أنفسهم لو اضطروا لذلك. ويقول مسؤول حكومي أردني “نحن نعمل من دون قيادة من [الولايات المتحدة]… ونحن في بعض الأحيان عاجزون. لكن إذا تم تهديد استقرارنا، فإننا سنتخذ إجراءاتنا”.  
رابط المادة:
http://www.csmonitor.com/World/Middle-East/2016/1102/America-s-modest-success-in-Syria-and-why-it-s-under-threat
عنوان المادة من المصدر: نجاح أميركا متواضع في سوريا، والسبب في ذلك هو أنه تحت التهديد
المصدر: www.csmonitor.com  



المصدر: مترجم: إذا سقطت حلب سيعيد النظام احتلال الجنوب السوري

انشر الموضوع