أبريل 25, 2024


إياس العمر: كلنا شركاء
زعمت وسائل الإعلام المحسوبة على النظام خلال الأيام الماضية أن عدداً من المناطق في محافظة درعا أتمت عمليات المصالحة مع النظام، وأن النظام ركز على ثلاث مناطق استراتيجية في المحافظة وهي (البلدات الواقعة على أوتوستراد دمشق – عمان، والبلدات الواقعة على طريق دمشق – درعا القديم، ومنطقة الجيدور) والتي تعتبر الأهم في المحافظة، وفي حال تمت المصالحات فيها يكون النظام قد حقق تقدماً عجزت آلته العسكرية عن تحقيقه.
أوتوستراد دمشق – عمان
أوتوستراد دمشق – عمان يعتبر من أهم المواقع لقوات النظام في محافظة درعا، فبعد إغلاقه لمدة 66 يوماً منتصف عام 2013 من قبل ثوار درعا، زج النظام بالمقالتين الأجانب وميلشيا حزب الله للمرة الاولى في معارك الجنوب، من أجل فتح الأوتوستراد، الذي يعتبر خط الإمداد الوحيد لقوات النظام في مركز المحافظة، وفعلاً فتح الأوتوستراد عقب خسائر كبيرة في صفوف قواته، وسيطر على بلدة نامر ومدينة خربة غزالة وهجر جميع أهالي كل منهما.
وقال الناشط أبو غياس الشرع لـ “كلنا شركاء” إن محاولة النظام لإتمام المصالحة مع أهالي البلدات الواقعة على أوتوستراد دمشق – عمان تأتي لأهمية المنطقة، كون الأوتوستراد هو شريان الحياة الوحيد لقوات النظام في مركز المدينة، بالإضافة لكونه يربط بين ريفي درعا الغربي والشرقي، كما يهدف النظام إلى إعادة حركة السير باتجاه معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وأكد الشرع أن هناك رفض قاطع من قبل الثوار للفكرة، وأنهم سيعودون لمدينتهم خربة غزالة بكرامة.
طريق دمشق – درعا القديم
لم تتوقف منذ أشهر محاولات النظام لإتمام المصالحات مع أهالي البلدات الواقعة على طريق دمشق – درعا القديم نظراً لأهمية الطريق بالنسبة لقوات النظام، حيث يصل مدينة الشيخ مسكين التي سيطرت قوات النظام وميلشياته عليها مطلع العام الجاري، بمركز مدينة درعا وجمرك درعا القديم.
وقال الصحافي بشر أحمد لـ “كلنا شركاء” إنه وعقب سقوط مدينة الشيخ مسكين وبلدة عتمان مطلع العام الجاري، حاولت قوات النظام إتمام المصالحات مع أهالي مدينة داعل وبلدة ابطع، من أجل السيطرة على البلدتين، حيث أصحبتا محاصرتين من ثلاث جهات، ويريد النظام السيطرة على باقي البلدات الواقعة على الطريق دون عمل عسكري، وتمرير الموضوع عبر المصالحات.
وأضاف بأن النظام عندما كان يسعى للمصالحة بداية العام، طلب رفع علم النظام في وسط مدينة داعل، ورفع حينها ثوار المدينة علم الثورة على الدوار الواقع وسط المدينة، لتكون تلك هي رصاصة الرحمة للمصالحة التي كان النظام يسعى لها.
وما يجري في الوقت الحالي مختلف، فالنظام يقوم بتسوية أوضاع مجموعة من المطلوبين من غير الثوار، ولكن العملية تتم وسط حملة إعلامية كبيرة تروج إلى أن أهالي حوران يصالحون النظام، والمسلحين هم من يمنعوهم، والنظام يريد إيصال رسائل لباقي المحافظات الثائرة بأن الثورة في درعا انتهت، بحسب الصحافي “أحمد”.
وأشار “أحمد” إلى أنه لا يوجد أي منخرط حقيقي في الثورة ذهب للمصالحة، ومن ذهب للمصالحات هم من الموظفين المفصولين أو المطلوبين لأسباب غير ثورية، والنظام سوق الأمر بأن الثوار هم من قاموا بعملية المصالحة.
الجيدور
المنطقة الثالثة التي عمل النظام بشكل كبير على إتمام المصالحات فيها هي منطقة الجيدور شمال درعا، والتي تعتبر من أهم المناطق بسبب قربها من معاقل النظام في مدينة الصنمين، ولا سيما الفرقة التاسعة، إضافة إلى قربها من منطقة مثلث الموت البوابة نحو العاصمة دمشق.
الناشط محمد الشلبي عضو المكتب الإعلامي في مدينة انخل قال لـ “كلنا شركاء” إن محاولات النظام لإتمام المصالحات في المنطقة تنبع من أهمية المنطقة، حيث تشرف على أهم مواقع قوات النظام في الجنوب السوري، لذلك يسعى النظام من خلال المصالحات لضمان الهدوء في الجبهات القريبة من منطقة جيدور.
وأشار إلى أن العروض من قبل قوات النظام لأهالي محافظة درعا ولاسيما منطقة الجيدور هي إيقاف القصف والغارات الجوية على المنطقة، وأن أهم وتر تلعب عليه قوات النظام هو ملف المعتقلين، حيث وعدت بإخراج المعتقلين من السجون مقابل قبول أهلهم الحضور إلى المصالحات التي قام النظام بعقدها.
ومن جانبه، قال عضو الهيئة السورية للإعلام عمار الزايد لـ “كلنا شركاء” إنه على الرغم من تحضيرات النظام للمصالحات في عموم محافظة درعا إلا أن النتائج كانت صادمة، فعروض النظام للمناطق الثائرة قوبلت برفض شعبي كبير، وكان ذلك واضحاً من خلال الخطاب الإعلامي للنظام، فبعد حملة الترويج التي استمرت لأيام تحدث عن تسوية أوضاع 200 شخص في عموم محافظة درعا، بعد أن كان في مسرحيات المصالحة الماضية يروج لأعداد أكبر بكثير، ففي شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي روج بأن أعداد الذين سلموا أنفسهم وصلت إلى 700 شخص معظمهم من المسلحين.
وأشار إلى أن جهود النظام تتركز لزرع الفرقة بين الثوار والأهالي واستغلال هدوء الجبهات في محافظة درعا من أجل أن يوصل رسالة بأن محافظة درعا تسعى للمصالحة، وهذا بعكس الواقع، فأهالي المحافظة في حالة من الغليان بسبب جمود الجبهات مع قوات النظام.
ويذكر أن النظام جهز لعملية المصالحة في ثلاثة مناطق رئيسة في محافظة درعا وهي (مدينة الصنمين – مدينة ازرع – درعا المحطة) وحضر العملية عدد من الشخصيات البارزة في صفوف النظام، كان منهم المفتي أحمد حسون.

اقرأ:
غاراتٌ تعلن فشل مساعي المصالحة في درعا




الخبر كاملا هنا: ما حقيقية المصالحات في درعا وماهي المناطق المستهدفة؟

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك