مايو 8, 2024

محمد كساح: كلنا شركاء
تسعى تركيا لتشكيل فصائل مقاتلة في ريف حلب الشمالي ذات تبعية مباشرة للجيش التركي ومدربة بتقنيات عالية المستوى، فيما رجحت مصادر عسكرية أن هذه التشكيلات عبارة عن نواة للجيش السوري الوطني الذي سيدير أراضي (درع الفرات) المحررة على الحدود مع تركيا.
كانت تركيا قد أطلقت عملية (درع الفرات) في 24 تشرين الأول 2016 شمالي سوريا، حيث يقاتل الجيش الحر وفصائل أخرى تابعة للمعارضة تنظيم “داعش” والميليشيات الكردية في الريف الشمالي لحلب.
وتجري العمليات بمشاركة دبابات تركية إضافة لغطاء من سلاح الجو التركي. وأعلن رئيس هيئة الأركان التركية، الجنرال خلوصي أكار خلال تصريحات يوم الجمعة الماضي أن عملية (درع الفرات) حققت أهدافها بعد تحرير مدينة الباب. مشيراً إلى أن المساحة المحررة خلال العملية بلغت ما يقارب 2225 كيلومتراً مربعاً من أراضي شمال سوريا
جيش وطني!
وقال مصدر عسكري يقاتل في (درع الفرات)، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن أنقرة عملت خلال الأسابيع الماضية على إنشاء فصيلين من مقاتلي المعارضة في ظروف استثنائية ودورات مكثفة، أطلق على أحدهما اسم “لواء سمرقند”، بينما حمل الآخر اسم “جيش الأحفاد”.
وأضاف المصدر في تصريح خص به “كلنا شركاء”: “هذه التشكيلات تتمتع بتبعية تركية بحتة. لا توجد صلة بغرف الموك أو الموم أو الولايات المتحدة الأمريكية أو حتى أي دولة عدا تركيا، حيث يطلق عليهم عندنا (الجيش الرديف) إشارة إلى أنهم شبه جيش تركي، لكن ليس على أرض تركية، وبدون جنسية تركية”.
وأشار المصدر إلى أن أعداد هذين الفصيلين ما زالت قليلة. موضحاً أن “كل فصيل لا يتجاوز الـ 300 مقاتل”. مشيراً إلى أن “أغلب المقاتلين المنضمين للواء سمرقند وجيش الأحفاد هم من ريف حلب”.
ولفت المصدر إلى أن عدد المقاتلين قليل “بسبب التشديد الكبير في الإعداد العسكري لهؤلاء المقاتلين، حيث يتم الإعلان عن دورات تدريبية تستمر لمدة شهر في تركيا، يتعرض خلالها المقاتلون لظروف قاسية بغية تخريج مقاتلين أفضل من باقي الفصائل”.
وحول الميزات التي يتمتع بها المقاتلون المنضمون لهذه التشكيلات، قال المصدر إن منها “الراتب المرتفع وهو 300 دولار أمريكي، علماً أن مقاتلي درع الفرات الآخرين لا يتقاضون سوى 100 أو 150 دولاراً في الشهر”. مضيفاً أن “هناك التزام بالرباط لدى عناصر هذه التشكيلات بشكل أكبر، إضافة إلى أنهم ملزمون بتطبيق قوانين الجيش التركي أكثر من غيرهم”.
وشدد المصدر بالقول: “ليسوا جيشاً تركياً لكنني أعتقد أن تركيا تهيؤهم ليصبحوا العدد الأكبر في المستقبل، حيث ستتبخر الفصائل القديمة وتحل مكانها هذه التشكيلات الجديدة”.
وأضاف “بالنسبة للتسمية أتت من شباب كل فصيل ولا تتدخل تركيا بفرض اسم معين”، متوقعاً “ظهور أسماء جديدة من هذه التشكيلات في المستقبل، على أن تلغى هذه التسميات حين سيندمج الجميع في جيش وطني”، على حد تعبيره.
ما الذي يجري؟
نقلت صحيفة الشرق الأوسط في وقت سابق عن مصدر عسكري في الجيش السوري الحر تأكيده بدء توحيد قسم كبير من الفصائل المقاتلة العاملة في الشمال السوري تحت اسم (الجيش الوطني السوري) بدعم مباشر من أنقرة.
وقالت الصحيفة إن المصدر ألمح إلى أن “هذا الجيش عبارة عن 6 فصائل قريبة من تركيا، لافتاً إلى أنه يجري حالياً تعبئة الاستمارات الأمنية للعناصر والقادة، على أن يكون الهدف الأول لهذا الجيش مواجهة جبهة فتح الشام في ريفي محافظة حلب الشمالي والغربي”.
وتابعت الصحيفة أن أحد القياديين في عملية (درع الفرات) أكد لها أن مشروع (الجيش الوطني) الذي يجري العمل على تشكيله حالياً هو “مشروع تركي بدأ تطبيقه فعلياً منذ نحو شهر”، لافتاً إلى أنّه سيكون بمثابة “حاضنة لكل فصائل الجيش الحر”.
وتابع بأن “جيش الأحفاد” هو أساس هذا الجيش، على أن يتولى المنطقة التي تسعى قوات (درع الفرات) إلى تحريرها من تنظيم “داعش” على الحدود شمال سوريا. وفقاً للصحيفة.
المصدر: ما الذي تريده أنقرة من تأسيس (لواء سمرقند) و(جيش الأحفاد) شمالي سوريا؟

انشر الموضوع