أبريل 30, 2024

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الاثنين إلى إنشاء “منظمة سياسية أوروبية” لضم أوكرانيا خصوصا بالتوازي مع آلية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي التي قد تستغرق “عقودا”، في حين أكد زعيم انفصاليي دونيتسك أن البت في مسألة الانضمام إلى روسيا سيتم بعد إكمال السيطرة الميدانية على حدود المقاطعة، التي أعلنت نفسها جمهورية مستقلة في فبراير/شباط الماضي.

كما دعا ماكرون -أمام البرلمان الأوروبي في أول خطاب له حول أوروبا منذ إعادة انتخابه رئيسا لفرنسا- إلى أنه في سبيل إنهاء الحرب التي يشنها الجيش الروسي في أوكرانيا يجب بناء السلام دون “إذلال” روسيا.

وأكد ماكرون أن بلاده ستستمر في دعم أوكرانيا، والتنسيق لفرض عقوبات جديدة على روسيا، وتلافي عودة الحرب إلى القارة الأوروبية، مبديا أمله في أن تكون أوروبا مستقبلا أكثر قوة أمام التحديات التي قد تواجهها.

من جهته أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز عن أمل بلاده في أن تستأنف المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بأسرع ما يمكن، وأن تصل إلى نتائج إيجابية.

وشدد شولتز -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ماكرون في برلين اليوم الاثنين- على ضرورة تحقيق وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، التي تقف ألمانيا إلى جانبها بلا هوادة، على حد تعبيره.

من ناحيتها قالت إيفا ماريا ليميتس وزيرة خارجية إستونيا -في مقابلة مع الجزيرة- إن أوكرانيا “تقاتل بالنيابة عن الديمقراطيات الأوروبية”، مؤكدة أنها لا تعتقد أن روسيا مقبلة على مواجهة مع حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO)، وأن هناك الكثير من الجهود للتنسيق والتعاون بشأن كيفية إيجاد خط غاز بديل للخط الروسي.

وقد دعا الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية وسحب قواته وبدء مفاوضات السلام.

وقال ستولتنبرغ -في تصريحات لصحيفة “فيلت” الألمانية- إن الناتو يقف بحزم إلى جانب أوكرانيا، وسيواصل مساعدتها في فرض حقها في الدفاع عن النفس، رافضا اتهامات موسكو لتحالف الدفاع الغربي بـ”العدوانية”، ومذكرا بأن الحلف تمكن خلال أكثر من 7 عقود من منع الحرب عن حلفائه.

تحقيق النصر

كما أعلنت الخارجية الأميركية أنها تعمل على تعزيز موقف أوكرانيا على طاولة المفاوضات حتى تتمكن من “تحقيق النصر”، مشيرة إلى أن كييف أجبرت موسكو على تغيير خططها، وأن واشنطن ستستمر في دعمها في وقت تواصل فيه تصديها للعدوان الروسي.

وقد دعا وزير الدفاع البريطاني بن والاس المجتمع الدولي لمساءلة الروس، قائلا -خلال كلمة له بمتحف الجيش الوطني في لندن- إن الرئيس فلاديمير بوتين والمحيطين به يجسدون الفاشية والطغيان اللذين سادا قبل 70 عاما، ومشددا على أهمية أن يلقى بوتين مصير الهزيمة نفسه الذي لقيه النازيون خلال الحرب العالمية الثانية.

على صعيد آخر، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن أوكرانيا قريبة جدا من الاتحاد الأوروبي، وإن مستقبل أوروبا هو مستقبل الأوكرانيين.

وقد أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي -عبر قناته على “تلغرام” (Telegram) بعد محادثات عبر الفيديو مع المسؤولة الأوروبية- أنه تلقى إشارات دعم واضحة لبلاده من قبل المفوضية الأوروبية في مسار العضوية في الاتحاد.

انضمام لروسيا

ميدانيا، قال دينيس بوشيلين رئيس الانفصاليين في مقاطعة دونيتسك إنه سيبت في موضوع الانضمام إلى روسيا بعد إكمال السيطرة على حدود مقاطعة دونيتسك، وهو أمر يحتاج إلى رأي سكانها، وفق تعبيره.

وأضاف بوشيلين أن الهدف الأساسي الآن هو إكمال السيطرة على كامل المقاطعة، ثم إعادة إعمار المدن التي تمت السيطرة عليها أخيرا، مشيرا إلى أن توجهاتهم معروفة جيدا منذ عام 2014.

من جانبهم، قال الانفصاليون في لوغانسك إنهم سيطروا على قرية “نيجني” بعد معارك مع القوات الأوكرانية؛ وبثوا صورا قالوا إنها من داخل القرية بعد سيطرة قواتهم عليها.

في المقابل، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية تواصل شن هجماتها لبسط سيطرتها الكاملة على لوغانسك ودونيتسك، وتعيد تجميع قواتها وتجهيز وحدات هجومية إضافية، وتقوم بعمليات استطلاع مستمرة في إيزيوم جنوب خاركيف.

كما أعلنت أن الجيش الروسي نفذ 48 غارة جوية على منطقتي خاركيف ودونيتسك خلال الـ24 ساعة الماضية.

وذكر رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال اليوم الاثنين -خلال اجتماع مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل- أن نحو 70 سفينة محاصرة في موانئ البلاد بسبب الحرب الروسية على بلاده.

وفي جنوبي أوكرانيا، قال عمدة مدينة خيرسون الموالي لروسيا فلاديمير سالدو -في حوار مع وكالة “تاس” الروسية- إن منطقة خيرسون بالكامل تخضع لسيطرة الجيش الروسي، وإن تحولاً إلى النظام الروسي سيجري مستقبلا لبناء هيئات السلطة من الأعلى للأسفل.

وأضاف أنه لا توجد خطط لتغيير الهيكل الإداري للمدينة أو الانضمام لشبه جزيرة القرم، وأن المدينة لم تتعرض للدمار وجميع مؤسساتها ومرافقها آمنة وسليمة.

تراجع وإعادة انتشار

أما في شرقي البلاد، فقد نفى بافلو كرولينكو حاكم مقاطعة دونيتسك -في حديث للجزيرة- احتمال أن تشهد جبهات دونيتسك تراجعا أو إعادة انتشار على غرار ما حدث في لوغانسك، قائلا إن الجيش الأوكراني أعد العدة جيدا لهذه المواجهة منذ عام 2014.

وعن عمليات الإجلاء في ماريوبل، قال كرولينكو إن السلطات الأوكرانية تبذل كل ما في وسعها لإنقاذ المحاصرين في آزوفستال، نافيا خروج جميع المدنيين من المصنع.

وفي خاركيف شرقي البلاد، قال عمدة المدينة إن 3 أشخاص قتلوا وأصيب 9 في قصف روسي استهدف مناطق مختلفة من المقاطعة.

وأضاف أن القوات الأوكرانية سيطرت بالكامل على بلدة “تسيركوني” ضمن تقدمها على محاور عدة، وأنها تواصل هجومها المضاد بهدف دفع القوات الروسية باتجاه الحدود الروسية الأوكرانية.

بدوره أعلن الجيش الأوكراني أن روسيا تواصل حشد قوات في مدينة بولغورود الروسية المحاذية لمقاطعة خاركيف.

وفي جزيرة الأفعى الواقعة بالبحر الأسود والتي سيطرت عليها روسيا خلال الأيام الأولى للحرب، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن كييف قامت خلال اليومين الماضيين بمحاولات يائسة لإنزال قواتها بحرا وجوا، وأن قواتها تكبدت خسائر كبيرة خلال محاولاتها السيطرة على الجزيرة.

كما قالت إنها تمكنت من تدمير 6 مروحيات أوكرانية في مطار عسكري بمنطقة أوديسا جنوبي البلاد.

اقرأ ايضاً: أفضل اشتراكات القنوات العربية (عالية الجودة)

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك