أبريل 19, 2024

عبد الرزاق الصبيح: كلنا شركاء
“لقمة الشحادة لا تسمن ولا تغني من جوع”، هو الشعار الذي بدأت تبرزه بعض المؤسسات الخدمية في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام في ريف إدلب، واضعةً مبدأ “الاكتفاء الذّاتي” فوق كلّ اعتبار، ساعيةً ليكون دعمها ذاتياً بدل استجداء الداعمين والتقيّد بشروطهم.
منتصف العام 2016 الماضي كان المركز الصحي في ريف إدلب الجنوبي من أوائل المؤسسات التي اتبعت مبدأ الاكتفاء الذاتي، واستطاع رغم الخدمات المجانية التي يقدّمها النهوض ولو بالحدّ الأدنى من احتياجاته ومتطلبات مراجعيه.
ويعتمد المركز الصّحي الواقع في بلدة كفرسجنة بريف إدلب الجنوبي في تمويله على التدريبات المهنية، حيث يتقاضى مبالغ مالية من المتدربين، لقاء التّدريب على مهنٍ حرّة تعود على المتدربين بالنفع عن طريق مدرّبين مختصّين، ومن ثم يتم استثمار هذه المبالغ كرواتب للعاملين، ونفقات في المركز الصحي.
ويعمل المركز منذ أكثر من عام، ويقدم خدمة مجانية للمرضى، وبعض الخدمات الاستشارية في مجالات الرعاية الصحية وتمكين المرأة.
وفي حديث لـ “كلنا شركاء”، قال “محمد الجوباسي” أحد المشرفين على المركز: “بعد فقدان الأمل في الحصول على دعم لمركز كفرسجنة الصحي، وخوفاً من توقّف المركز، لجأنا إلى إقامة دورات مهنيّة، مقابل رسوم رمزية، لتغطية النفقات”.
وعن طبيعة الدّورات قال “الجوباسي”: “أقمنا دورات للخياطة ودورات كوافيرة ودورات تمريض للنساء، وكذلك دورات تعليم لغة إنكليزية ودورات حلاقة رجالية ودورات دهان”.
وفي جوابه عن الخدمة التي يقدمها المركز الصّحي… قال “الجوباسي”: “نقدم خدمة معاينة للمرضى، والمعاينات والاستشارات لمرضى النسائية، وخدمة مرضى حبة السّنة (الليشمانيا)، كما نقدم بعض الأدوية”.
وفي المقابل، أغلقت العديد من المؤسّسات الخدمية في سوريا أبوابها إثر خروج العديد من المنظمات الإنسانية، والتي كانت تعتمد بشكل أساسي على التمويل المقدّم من هذه المنظّمات.
ويفضِّل الكثير من ناشطي المجتمع المدني هذه الطريقة، والتي تعتمد فيه المؤسسات على تطوير موارد دخلها، وتضمن اتخاذ قرارات داخليّة مستقلة، دون الحاجة إلى تبعيّة خارجية، واستمرارية عمل المؤسّسات الخدمية.
“ساقيةٌ جاريةٌ خيرٌ من نهرٍ واقفٍ، وليرة من عرق الجبين خير من سواها” هو المثل الذي يقول العاملون في هذا المركز إنهم لجؤوا إليه على مبدأ “مكره أخاك لا بطل”، بعد أكثر من ستّة سنوات من عمر ثورة بات فيها الكثير من القرارات المصيرية التي تمسّ حياة السوريين تأتيهم جاهزةً ومعلبةً من الخارج دون الحاجة لمعرفة رأيهم فيها.




المصدر: مؤسساتٌ خدميةٌ بإدلب تواجه شحّ الدعم بطرقٍ إبداعية

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك