أبريل 20, 2024

رزق العبي: كلنا شركاء
في إحدى أحياء مدينة مرسين التركية، منتصف السوق، يوجد عشرات المحال التي تبيع المون بالمفرق، إحدى تلك المحال يتفنّن في عرض منتجاته، لذا من الضروري أن تجد عشرات السوريات يقفن أمامه، بنظرات لا تشرحها إلّا امرأة أخرى.
تقول “نهى” إنّ منظر القديد (باذنجان محفور مجفف) يذكرّها بأيام المونة في سوريا، وأيام لمّة الأهل في إعداد المونة.
كانت سيدة البيت السورية تعتبر المونة من أهم حاجيات البيت، وكان السوريون يأخذون مؤنهم معهم أينما سكنوا، سواءً في دول الخليج أو أوروبا، إلّا أن الحال تغيّر مع استمرار النزوح والتهجير، فضلاً عن انقطاع التواصل الشخصي ما بين أهالي الداخل والخارج.
وتقول “هالة” التي تسكن في تركيا: “إن أمر تجهيز المونة لم يعد يعني لي شيئاً، خصوصاً مع عدم الاستقرار في المكان الذي نعيشه، فمنذ ثلاث سنوات تنقّلت أنا وعائلتي بين عدّة مدن تركية، وهذا يعيق إعداد المونة”.
وتتابع: “ليس المانع فقراً فالحمد لله أوضاعنا المعيشية جيدة، وبالأساس المونة توفّر الكثير من المال، ولكن هنا في تركيا نجد كلّ شيء يومياً ولا داعي للمونة”.
“لم يعدِ المكدوس من المؤن، ففي أي وقت تراه يباع في المحال”، يقول “أبو خالد” الذي اعتبر ذلك أمراً مريحاً في المصروف، لأن المعيشة في تركيا مكلفة، ولا يمكن للكثير من الأسر أن تضع المونة، وبالتالي (يشترون كلّ يوم بيومه).
كلّ شيء مجفّف وعلى أصوله، (بامية، فليفلة، شنكليش…)، في السوق لا في البيت، تقول “فريال” في حديثها لـ (كلنا شركاء): “إن المونة أصحبت من المنسيات، فقديماً كان في بيتنا مكان في المطبخ نضع فيه مونة الشتوية، وكنا نجتمع عند أمي أنا وإخوتي، ونصنع مونة الشتاء والصيف للجميع، ونتقاسمها، أما اليوم أصبح إعداد المونة أمراً مملاً ومكلفاً فلا داعي له، ونشتري كلّ شيء من السوق، حتى الثوم صرنا نشتريه مفصص وجاهز”.
وتفضّل “فريال” التي تسكن في مرسين، أن تشتري المونة من السوق للاستعمال اليومي، لأن في ذلك اختصار للوقت، واتزان في المصروف، إلا أن لجارتها حديث آخر، والتي قالت: “أنا علمتني أمي أن ست البيت التي لا تهتم بالمونة لا تعرف كيف تدير مطبخها، عودتنا أمي على أن المونة شيء مهم في البيت، ولا نأكل من السوق وهي ليست جديدة بل كانت متوفرة منذ كنا نسكن في سوريا، حتى أن هناك محال في سوريا كانت تبيع البقدونس مفروم، ولكن ليس بالضرورة أن نشتريه، فإذا لم تصنع سيدة البيت مونتها، فأين نفسها في الطبخ ولمساتها في بيتها”.
وتوافقها في ذلك، منال، التي اشترت الباذنجان وصنعت مكدوس البيت والفليفلة الحمراء، واشترت معدات المونة حسب قدرتهم المالية كما تقول، معتبرةً أن ذلك من الأساسيات في المنزل أينما سكن السوري.
اقرأ:
شيبس (ديربي) يختفي تدريجياً من سوريا ويغزو متاجر تركيا




المصدر: ليس فقراً… بيوت السوريين في تركيا بلا مؤن

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك