مايو 10, 2024

وهيب اللوزي: كلنا شركاء
أقام مجموعة من المدرسين السوريين المتطوعين، وبالتعاون مع مدرسين أردنيين، دورات تقوية للطلاب السوريين في الأردن بهدف مساعدتهم في تجاوز المصاعب التي تواجههم في المنهاج الأردني، إضافة إلى مبادرات لرفد الأهالي بمهارات التعامل مع المنهاج الأردني لمساعدة أبنائهم.
وقال مدير مشروع الدورات “إسماعيل المصري” لـ “كلنا شركاء”: “نحن مجموعة من الناشطين السوريين، جميعنا مدرسون ومن مختلف الاختصاصات، يشاركنا مجموعة من الكوادر الأردنيين من ذوي الخبرة والكفاءة العالية”.
وأردف: “أثرت الحرب السورية على كافة قطاعات الحياة، ولمسنا أن القطاع التعليمي هو أكثر القطاعات تأثرا، وواجه الطلبة السوريين اللاجئين في الأردن صعوبة كبيرة من ناحية التعامل مع المناهج الأردنية، لاختلافها في غالبيتها عن المناهج السورية، ونظراً للانقطاع عن التعليم سنوات نتيجة الحرب في سوريا”.
وأضاف: “في بداية عام 2013 بدأت بدورات تعليمية خاصة في مادة الرياضيات للطلاب السوريين اللاجئين في مدينة إربد الأردنية، كوني أحمل شهادة بكالوريوس رياضيات من جامعة دمشق، وكانت الدورات مجانية، وفي عام 2014 توسع نظام الدورات لدينا ليشمل كافة المواد بما فيها الرياضيات والفيزياء والكيمياء والعربي والانكليزي وعلم أحياء والحاسوب وغيرها، وكانت مدة الدورات ثلاثة أشهر خلال عطلة الصيف وأربعة أشهر أثناء الفصل الدراسي الأول،  وأربعة أشهر أخرى خلال الفصل الدراسي الثان، يتم ذلك من خلال مركزين في مدينة إربد الأردنية، ذات الكثافة السكانية الأكبر من حيث أعداد السوريين اللاجئين إلى الأردن، وهما مركز البواسل الثقافي، ومركز إيضاح للدراسات وحقوق الإنسان“.
وأشار “المصري” إلى أن “كوادر مشروع الدورات يعيشون ظروفاً مادية صعبة، بسبب الحاجة لتغطية أجرة المراكز، إضافة إلى الحاجة للقرطاسية مثل حبر وأقلام وغيرها، ما اضطرنا لفرض رسوم رمزية على الطلاب، لكننا اصطدمنا بواقع مأساوي مرير يعيشه السوريون في الأردن، فغالبيتهم أثقلت الحرب كاهلهم، وهنا كنت شخصياً أمام قرار صعب، هل أتنحى وأبحث عن عمل خاص؟ أو أفكر في السفر كباقي الناس من جهة، أم أحاول الالتفاف على الصعوبات حتى وإن كان ذلك كالنحت في الصخر”.
وأضاف: “بدأنا نبحث عن مصادر تمويل لتغطية نفقات العمل، وكانت الوعود كثيرة لكن المصداقية شبه معدومة، لكن ذلك لم يثننا عن متابعة مبادراتنا، فكان منها مبادرة (نلتقي لنرتقي) أواخر عام 2015، والتي استهدفت الأهالي وكبار السن، ولاقت قبولاً كبيراً لدى الشارع السوري”.
وعن هدف مبادرة “نلتقي لنرتقي”، قال “إسماعيل المصري”: “إن الهدف من المبادرة هو رفد الأهالي بمهارات التعامل مع المنهاج الأردني، فيصبحوا كأنهم مدرسون لأبنائهم، فتنعكس الفائدة على شريحة أكبر، سواء أبناءهم أو أبناء جيرانهم في الحي”، مشيراً إلى أن “المبادرة كانت مجانية وتضمنت تعليم أساسيات الرياضيات واللغة العربية واللغة الإنكليزية”.
وأكمل “المصري” قائلا: “في صيف عام 2016، أطلقنا مبادرة (ادفع قدر المستطاع)، والتي استهدفت كافة الطلبة السوريين من سن الرابعة أي مرحلة الروضة، وحتى سن الـ 17، وهم طلاب مرحلة البكالوريا، مرورا بباقي المراحل”.
وأكد “شعارنا (العلم رسالة)، ونعمل في هذه المراكز كمتطوعين، ونعتمد في استمرارية العمل على دعم شحيح من أشخاص وليس منظمات، فعملنا في الدرجة الأولى إنساني بحت، فأبنائنا السوريون بحاجة لدورات تقوية بشكل مستمر، وإلا فخياراتهم محدودة، إما الفشل أو ترك المدارس أو الالتحاق بامتحانات الائتلاف السوري، والتي تمنح شهادات غير معترف بها“.
وعن أهدافهم المستقبلية، قال مدير الدورات والمبادرات: “في الوقت الراهن نحن بصدد العمل على مبادة تستهدف السوريين المنقطعين عن الدراسة لأسباب قانونية، منها عدم اكتمال الأوراق المطلوبة، ما دفعهم للانقطاع عن العملية التعليمية”.
وختم “المصري قائلا: “المركزين المذكورين أعلاه في خدمة الطلبة السوريين في أي وقت، وأصحاب هذه المراكز من أهل الخير يقدمون لنا كل الدعم المعنوي دون اشتراط أي مبلغ مالي، ريثما يتم تبني هذا العمل من منظمات ذات صلة”.
اقرأ:
(مثنى الحاج علي) شابٌ سوريٌ زيّنت رسوماته جدران معرضين في الأردن




المصدر: لمضاعفة فرصهم بالنجاح… دورات تقويةٍ ومبادراتٌ للطلاب السوريين في الأردن

انشر الموضوع