مايو 18, 2024

إياس العمر: كلنا شركاء
بعد فترة من الهدوء على معظم جبهات محافظة درعا استمرت لقرابة الستة أشهر، حاولت قوات النظام يوم الجمعة 2 أيلول/سبتمبر التقدم باتجاه الكتيبة المهجورة غربي الأوتوستراد الدولي الواصل بين دمشق وعمان بالمقربة من بلدة ابطع، وجاء تحرك قوات النظام عقب محاولات النظام إتمام مصالحات محلية في المنطقة.
وبعد الاشتباكات، استهدفت قوات النظام مدن وبلدات (ابطع – داعل – طفس – علما – الصورة – الغارية الغربية) بعشرات الصواريخ والقذائف، بالمقابل استهدفت تشكيلات الثوار مواقع قوات النظام ومنها (الفوج 175 – اللواء 12 – الفرقة الخامسة – بلدة قرفا – مدينة الشيخ مسكين – حواجز قوات النظام على الأوتوستراد الدولي).
أهمية المنطقة المستهدفة
تعتبر الكتيبة المهجورة نقطة استراتيجية لتشكيلات الثوار في محافظة درعا ولقوات النظام والميلشيات الموالية لها، وقال الناشط أحمد الديري لـ “كلنا شركاء” إن أهمية الكتيبة المهجورة للثوار تكمن في كونها تشرف على أوتوستراد دمشق – عمان الشريان الوحيد لقوات النظام في مركز محافظة درعا، كما أنها تشرف على نقاط لقوات النظام بمدينة خربة غزالة، وأما بالنسبة لقوات النظام، فمن خلال السيطرة على هذه النقطة تهدف إلى إبعاد الثوار مسافة تتجاوز 4 كم عن الأوتوستراد، وذلك بهدف إبعاد نيران تشكيلات الثوار عن الشريان الرئيسي لقوات النظام في محافظة درعا، كما أن السيطرة تتيح لقوات النظام كشف الأحياء الشرقية من بلدة ابطع ومدينة داعل في ريف درعا الغربي، وتساعد قوات النظام على تضييق الخناق على تشكيلات الثوار.
أهداف قوات النظام
الهدف الرئيسي لقوات النظام على المدى المتوسط هو إحكام السيطرة على طريق دمشق – درعا القديم، حيث أن مخططات قوات النظام قد بدأت منذ أواخر العام الماضي، وقال الناشط هاني العمري لـ “كلنا شركاء” إنه منذ منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، بدأت عمليات قوات النظام لاستعادة السيطرة على طريق دمشق – درعا القديم، وذلك عبر معركة مدينة الشيخ مسكين، وعقب فشل قوات النظام بتحقيق أي تقدم يذكر، دخل الطيران الروسي على الخط أواخر العام الماضي لتسيطر قوات النظام والميلشيات الموالية على مدينة الشيخ مسكين أواخر شهر كانون الثاني/يناير، وبذلك تكون قوات النظام قد سيطرت على أولى المدن على طريق دمشق – درعا القديم.
وأضاف بأن قوات النظام سيطرت عقب سيطرتها على مدينة الشيخ مسكين مباشرة، على بلدة عتمان بداية شهر شباط/فبراير الماضي، لتكون بذلك قد تمكنت من تضيق الخناق على تشكيلات الثوار المتواجدة على طريق دمشق – درعا القديم.
بدوره، قال الناشط عبد الرحمن الزعبي لـ “كلنا شركاء” إن اتفاق وقف الأعمال العدائية أواخر شهر شباط/فبراير الماضي جعل قوات النظام تتبع أساليب جديدة من أجل استكمال السيطرة على الطريق الاستراتيجي، فبدأت بترويج للمصالحات المحلية في عموم محافظة درعا، وبشكل خاص في البلدات الواقعة على طريق دمشق – درعا القديم، وكانت المحاولة الأولى مطلع شهر آذار/مارس الماضي، وبعد فشل النظام في المرة الأولى، عاود المحاولة مطلع شهر آب/أغسطس الماضي، ونتيجة الفشل في إتمام اتفاق مصالحة رغم العروض الكبيرة المقدمة من قبل قوات النظام، مارست قوات النظام الضغط على الأهالي من خلال إشعال الجبهات، فالنظام يهدف لمحاصرة كل من بلدة ابطع ومدينة داعل من ثلاثة محاور، وهي مدينة الشيخ مسكين شمالاً ومناطق سيطرته على امتداد أوتوستراد دمشق – عمان شرقا، وبلدة عتمان جنوبا، لذلك أشعلت قوات النظام الجبهات من جديد، بعد فشلها من تحقيق أي تقدم بملف المصالحات، على عكس ما كان يروج إعلام النظام.
قوات النظام تعمل على تحديد مكان المعركة
القيادي الميداني في الجيش الحر سامر الرفاعي قال لـ “كلنا شركاء” إن قوات النظام من خلال فتح الجبهة في محيط بلدة ابطع تسعى لسحب مقاتلي تشكيلات الجيش الحر إلى هذه المنطقة، فهي خلال الأشهر الماضية كانت تعمل على استكمال السيطرة على طريق دمشق – درعا القديم، من خلال مجموعة من الوسائل، وذلك من أجل فتح خط إمداد ثاني لقواتها في مركز مدينة درعا، كما أنها تسعى لإبعاد تشكيلات الجيش الحر عن ريف درعا الشمالي الموصول بأرياف ريف دمشق والقنيطرة، لذلك قوات النظام تسعى لإشغال الثوار بمعارك بعيدة عن منطقة مثلث الموت، ذات الأهمية الاستراتيجية.
اقرأ:
مقتل 6 من الثوار بانفجار عبوة ناسفة بريف درعا



المصدر: لماذا تسعى قوات النظام إلى إشعال جبهات درعا من جديد؟

انشر الموضوع