أبريل 19, 2024


في المرات الكثيرة التي كنت أستمع فيها إلى أحد رجالات السلطة في الحكومة أو في الحزب، عندما كان يمدح بشار الأسد وهو لازال في حيطان الثلاثينيات، ويثني على حكمته وحنكته في اتخاذ قراراته، وقيادته العظيمة للبلد، كنت أتصبب عرقاً من الخجل ولا أعرف أين سأواري وجهي من العيب.. فالمتحدث في أغلب الأحيان، يكون ذا مهابة، وتبدو عليه ملامح الوقار وقد اعتلى الشيب رأسه.. فمن أين يستحضر كل هذه الوضاعة..؟!! التضحية بالجمهوركلاهما، المعارضة والنظام، أخطأا بحق مناصريهما، عندما اشتغل كل طرف، وأوهم جمهوره، أن القضاء على الطرف الآخر، مسألة أسابيع أو أشهر في أسوأ الحالات.. فمن هجر من بيته وكان معارضاً، اعتقد أن هجرته مؤقتة وسيعود قريباً وبظروف أحسن من السابق، ومن قاتل إلى جانب النظام واصطف معه، اعتقد أنه سيحظى بمكانة مرموقة بعد القضاء على الثورة وسوف تتحسن ظروفه المعاشية والوظيفية.. وفي النتيجة بقي النظام وتمدد، وبقيت المعارضة وتتمدد هي الأخرى، بينما تمت التضحية بمناصريهما..ابنة الشيخ محمد حبش.. تغني..!!وجدت مواقع النظام الفرصة للنيل من الدكتور محمد حبش، الذي اتخذ موقفاً مناصراً للثورة، من خلال ابنته حنان، التي قامت بتسجيل أغنية إنسانية للثورة بمرافقة الموسيقى.. هذه المواقع لم تجد ما تقدمه، سوى العنوان أعلاه بإشارات تعجب، بينما لم تستطع أن تعرض الأغنية التي انتشرت على “اليوتيوب” لتدلل على كلامها.. كيف تعرضها والأغنية مناصرة للثورة..؟!المهندس خميس.. يُحيي العظامكعادة وسائل إعلام النظام، كلما تم تعيين رئيس وزراء جديد، فإنهم يرفعونه للقمة، ويصبح بلسماً للجراح، ومصححاً لأخطاء سلفه، وعابداً زاهداً في المنصب.. لكن هذه الحالة لا تدوم سوى بضعة أشهر، ويبدأ بعدها النتف به مع أول موجة غلاء توجه بها أجهزة المخابرات الحكومة.. فينقلب النبي إلى شيطان رجيم يجب التخلص منه وتغييره بسرعة.. عبد الفتاح وزيادكان النظام إذا أراد أن يتخلص من شخص حظي ببعض الشهرة وتسلطت عليه الأضواء، قام بتسليمه منصباً رفيعاً، لدرجة يعتقد الناس أن النظام وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لكنه سرعان ما يقوم بالتخلص منه بعد بضعة أشهر مع إيحاءات للجمهور، بأن من رأيتم فيه شخصاً مناسباً، تبين أنه عاطل ولا يعرف رأسه من رجليه.. ثم تبدأ رحلة عذاب هذا الشخص بعد أن يتم تجريده من منصبه الرفيع.. فهو أمام احتمالين.. إما أن يتحول إلى معارضة.. أو أن يعيد الكرة مرة أخرى ويصلح علاقته مع النظام وبشروطه هذه المرة.. وقلما نجح أحدهم في إعادة نفسه إلى طاحونة النظام..!!هذا ما يحصل اليوم مع الصحفي عبد الفتاح العوض الذي تسلم منصب مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لبضعة أشهر، بعد أن حاز شهرة تفوق شهر بشار ذاته.. وكذلك الأمر بالنسبة للصحفي زياد غصن، الذي تسلم رئيس تحرير جريدة تشرين لنحو عام، ثم تم التخلي عن خدماته.. الجديد في الأمر أن عبد الفتاح وزياد يقاومان في احتمال ثالث، غير الاحتمالين الذين ذكرناهما أعلاه.. وهو تنصيب نفسيهما مدراء لمشروع خاص بهما وهو صحيفة “صاحبة الجلالة” التي أصدراها مؤخراً.. أما المواد المنشورة في هذه الصحيفة، فهي حتى الآن، بلا لون ولا طعم ولا رائحة.. وأقصد لجهة انتمائها السياسي.. فلا هم معارضة ولا هم نظام ولا هم محمد حبش صاحب فكرة الطريق الثالث.. فمن أنتم..؟!


المصدر: لقطات للتاريخ.. مسؤولون وضيعون

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك