أبريل 26, 2024

نقل موقع axios عن مصادر سودانية أن مسؤولين أمريكيين وإماراتيين وسودانيين سيعقدون اجتماعاً حاسماً في أبو ظبي الإثنين 21 سبتمبر/أيلول 2020، بشأن اتفاق تطبيع محتمل بين السودان وإسرائيل.

الموقع الأمريكي أضاف وفقاً لمصادره أنه إذا لبّت الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة طلبات السودان للحصول على مساعدات اقتصادية، فيمكن أن يتم الإعلان عن اتفاقية تطبيع مع إسرائيل مماثل للاتفاقات التي عقدت مع الإمارات والبحرين في غضون أيام.

وبهدا تكون السودان قد ذهبت وراء مصالحها بعيدا عن مطالب الفلسطينيين الذين يريدون من دول المنطقة الالتزام بمبادرة السلام العربية، وهي مقترح سعودي تبنته القمة العربية في العاصمة اللبنانية بيروت عام 2002.

وتقترح المبادرة العربية إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، في حال انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 1967، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

من سيمثل كل دولة في أبوظبي: أضاف الموقع أن مدير شؤون الخليج في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض العميد الجنرال ميغيل كووري سيمثل الولايات المتحدة في الاجتماع، وهو الذي شارك في جهود صياغة الاتفاقية الإسرائيلية الإماراتية.

وسيمثل الإمارات التي تستضيف الاجتماع مستشار الأمن القومي طحنون بن زايد المسؤول أيضاً عن المحادثات مع إسرائيل، وسيمثل السودان أعضاء من الفرعين المدنيين والعسكريين للحكومة – وبصفة رئيسية رئيس الوزراء عبدالله حمدوك ووزير العدل نصر الدين عبدالباري وهو مواطن أمريكي أيضاً.

وفي 15 سبتمبر/أيلول الجاري، وقعت الإمارات والبحرين، اتفاقيتي التطبيع مع إسرائيل في البيت الأبيض، برعاية أمريكية، متجاهلتين حالة الغضب بالأوساط الشعبية العربية.

مطالب الخرطوم: بحسب مصادر سودانية فإن حكومة السودان تطلب مساعدة اقتصادية مقابل صفقة تطبيع مع إسرائيل تشمل أكثر من 3 مليارات دولار من المساعدات الإنسانية والمساعدات المباشرة للموازنة من أجل التعامل مع أزمة اقتصادية وتداعيات الفيضانات المدمرة.

والتزام الولايات المتحدة والإمارات بتزويد السودان بالمساعدات الاقتصادية على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

وتتابع إسرائيل اجتماع الإثنين عن كثب. منذ الاجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان في فبراير/شباط الماضي في أوغندا، واصل البلدان المحادثات الهادئة بشأن إمكانية التطبيع، حسب الموقع.

الموقع قال أيضاً إن قضية التطبيع أثيرت بين السودان وإسرائيل الثلاثاء الماضي في اجتماع في واشنطن بين نتنياهو ووزير الخارجية مايك بومبيو. وتشجع إسرائيل إدارة ترامب على الالتزام بطلب السودان للحصول على مساعدات اقتصادية كجزء من أي صفقة تطبيع.  

بالإضافة إلى المساعدات الاقتصادية، تريد الحكومة السودانية من إدارة ترامب وفق الموقع إزالة السودان من قائمة وزارة الخارجية للدول الراعية للإرهاب، وهذه القضية مرتبطة بشكل غير مباشر بصفقة التطبيع مع إسرائيل.

ووفقاً لمسؤولين أمريكيين يؤيد بومبيو شطب السودان من القائمة وتحديد نهاية أكتوبر/تشرين الأول كموعد نهائي لهذه الخطوة، ولكن لكي يحدث ذلك، يجب استيفاء شروط بينها أن تدفع السودان 300 مليون دولار كتعويض لأسر المواطنين الأمريكيين الذين قتلوا في الهجمات ضد السفارات الأمريكية في إفريقيا عام 1998، وضد المدمرة الأمريكية كول عام 2000.

ويحتاج مجلس الشيوخ الأمريكي إلى تمرير مشروع قانون من الحزبين بقيادة السناتور كريس كونز (ديمقراطي من الولايات المتحدة) والذي يمنح السودان حصانة من الدعاوى القضائية المستقبلية في الولايات المتحدة ويعيد وضع السودان كدولة لا ترعى الإرهاب.

كما يضغط بومبيو على أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديمقراطيين لدعم مشروع القانون والتصويت عليه بحلول منتصف أكتوبر/تشرين الأول ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن اتفاقية التطبيع بين السودان وإسرائيل ستقنع الكونغرس بدعم مشروع القانون هذا.

وسيعقد الاجتماع في أبوظبي الإثنين على هامش زيارة البرهان للإمارات. ومن المتوقع أن يجتمع مع ولي العهد الأمير محمد بن زايد لبحث اتفاق التطبيع المحتمل مع إسرائيل مقابل مساعدات أمريكية وإماراتية للسودان.

المصادر قالت إن البرهان  يدفع للتطبيع مع إسرائيل على أمل أن يساعد ذلك السودان على الخروج من الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي يواجهها، ويمثل البرهان فقط الفصيل العسكري للحكومة. وكان للفصيل المدني ورئيس الوزراء حمدوك تحفظات على هذه الخطوة لفترة طويلة خوفاً من الاحتجاجات الداخلية.

الموقع قال إن مصادره قالت “إن حمدوك اقتنع بأن التطبيع مع إسرائيل سيخدم مصالح السودان ومنح البرهان الضوء الأخضر للمضي قدماً إذا تمت تلبية طلبات السودان للحصول على مساعدات اقتصادية”.

صائب عريقات ورسائل للعرب: في سلسلة تغريدات عبر “تويتر”، تساءل صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قائلاً: “هل أصبح دعوة الدول العربية إلى التمسك بمبادرة السلام العربية جريمة تتطلب الصهينة والوصول للقول فلسطين ليست قضيتي وإسرائيل حليفتي”.

أضاف عريقات أن بلاده تحدث مع الجميع بمصداقية وشفافية، وتثمن كل من يرفض التطبيع قبل إنهاء الاحتلال، وتجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضايا الوضع النهائي كافة بما فيها قضية اللاجئين على أساس قرار (مجلس الأمن رقم) 94″.

وتابع متسائلاً هل يتطلب هذا الموقف كل هذه الاتهامات والشتائم؟ في إشارة لاتهامات بعض المغردين له والقيادة الفلسطينية بـ”الخيانة، ونكران الجميل” لرفضها تطبيع الإمارات والبحرين مع إسرائيل.

وفي السياق، قال عريقات، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حقق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما يريد، وهو استمرار الصراع مع الفلسطينيين والتطبيع مع الدول العربية قبل إنهاء الاحتلال قال إن نتنياهو يؤمن أن إسرائيل القوية بحاجة إلى استمرار الصراع مع الفلسطينيين وعقد معاهدات سلام مع الدول العربي”.

وأكمل: “لذلك كنا نعتمد على نقطة ارتكاز، ونقول لهم (للإسرائيليين): لن تتوصلوا إلى معاهدات سلام مع الدول العربية قبل إنهاء الاحتلال، ولكن الرئيس ترامب كانت له القدرة على نصرة نتنياهو بما يريد”.

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك