مارس 29, 2024


 لا يمكن تجاهل بلوغ درجة التنسيق والتعاون بين الولايات المتحدة اﻷمريكية وروسيا الاتحادية إلى مستوى قريب من الشراكة الاستراتيجية العسكرية في الملف السوري عبر ممثلي الطرفين: قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري، مما يعني تغييراً أكثر جذرية من أي وقت مضى، تغيير يتطلب من القوى التي تقاتل اﻷسد تفعيل أداة توافقية جامعة لتأمين حد مقبول من الفعالية في إطار قواعد لعبة جديدة وخطيرة. فاﻷمريكيون الذين يحققون نتائج جيدة في العراق في حربهم على تنظيم الدولة، يأملون عبر حلفائهم من اﻷكراد والعشائر على ضفتي سايكس بيكو العراقية والسورية تأمين تزامن ضروري بين معركتي الموصل والرقة، بينما يأمل الروس انعكاس ذلك بصورة مباشرة تدعم تمدد النظام على حساب الجيش الحر في مختلف الجبهات. وإذا ما سارت اﻷمور كما هو مخطط لها في مواجهة تنظيم الدولة، وتسارع تراجع وانحسار التنظيم، فإن الخطة اﻷمريكية الروسية قد تكون أكثر خطورة بالسماح لقوات سوريا الديمقراطية بإعادة تطبيق خطة المطرقة والسندان التي نفذوها بالتعاون مع قوات النظام والميليشيات الشيعية في ريف حلب الشمالي؛ هذا التطبيق ليس في أحياء حلب الشرقية وحسب وإنما في إدلب، وهنا تكمن الضربة الاستراتيجية القاصمة أمام خذلان حلفاء المعارضة لها، واكتفائهم بتصريحات أصبحت مثيرة للاشمئزاز. أمام ذلك السيناريو الخطير ينبثق خيار المواجهة كخيار وحيد لا بديل عنه، ولكن هذه المواجهة التي لا بديل عنها يجب أن تكون ضمن قواعد جديدة للعب، بعيداً عن حساسيات الرايات وتجاذبات الاختلاف والتضاد غير المبرر بين الرؤى الدينية.إنه خيار العودة إلى الداخل والتشبث بقواه على اﻷرض، فقواعد اللعبة تتطلب فعلاً غطاء سياسياً جامعاً أكثر قبولاً على المستويين اﻹقليمي والدولي، غطاء توافقي قادر على تمثيل كل السوريين الطامحين إلى متابعة الطريق نحو رقبة بشار اﻷسد، إلى آخر رمق وآخر رصاصة وآخر قطرة دم.


المصدر: كيف نواجه الشراكة الروسية اﻷمريكية في سوريا؟

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك