أبريل 30, 2024

كنان النجاري: كلنا شركاء
لم يعد يخفي على أحد ان جيش النظام الأسد باتت مهمته الأولى التقاط صور السيلفي في البدلات العسكرية النظيفة جداً بالمناطق المدمرة من قبل الطيران الروسي أو قصف الحشد الشعبي وحزب الله وغيرهم.
وهذا الحال الذي وصل اليه جيش الأسد من فراغ تام للقرار والقدرة بالتحرك على الأرض اصبح معلوماً لحلفاء الأسد مثل ما هو معلوم لمعارضيه.واصبحت موازين القوى مختلفة تماماً.
ايران اصبح تنسيقها الرسمي مع قوات الحشد الشعبي والكتائب الطائفية العراقية و الافغانية فضلاً عن مراكز انتشار حزب الله اللبناني.
أما الروس فقد تحول لدور المصلح السياسي والعسكري بين الأطراف رافعاً شعاره القديم بالبقاء على النظام الأسدي الضامن الوحيد لاستقرار الساحل السوري او الشاطئ الروسي كما يحلو للروس رؤيته.
لكن الأحداث الأخيرة والتي تتزامن مع شهر العسل الروسي التركي.ورغبة الطرفين في الانتقال لمرحلة جديدة في الاحداث السورية.جعلت الروس يبتعدون عن المخطط الأيراني المقدس ويقتنعون من الأتراك بضرورة اقناع الشارع العربي وبعض حكوماته بنوايا روسيا العلمانية وأن ليس لروسيا شان بما تحلم به إيران من حروب مقدسة وانتقامات لأجل الحسين وأخواته.
بل أن الأتراك اعتبروا ان التطرف السني سببه ممارسات ايران وحلفاءها واقنعوا الروس بأن السوريين قد يقبلون بالعيش كما هو سابقاً جانب العلويين لكن سيجدون الدعم الكبير والأسباب الكثيرة لفتح جبهات.والحصول على عشرات الفتاوي للاستمرار في قتال الكتائب الشيعية داخل سوريا.
بالمقابل فأن معركة حلب الأخيرة والتي انتصر فيها الروس بشكل أسرع مما كان هو متوقع.والتي لعب فيها الأتراك دوراً مهماً في عملية درع الفرات وافراغ حلب من مقاتليه قد جعل الروس مقتنعين تماماً ان الالتفاف على كتائب المعارضة ومصافحة الأتراك هو الطريق الأسهل كما حدث في حلب.هذه المدينة والتي ظلت لسنوات متحصنة من جميع محاولات القوى العسكرية الموالية لإيران.
إذا تركيا قادرة ان تقدم بعض الحلول والمعارضة السورية والكثير من الكتائب تثق بتركيا وتثق بضمانتها وتقبل بها كطرف مفاوض.والروس يبحثون عن خارطة طريق لبداية الدخول إلى مرحلة جديدة في الصراع على سوريا.والعامل الزمني مهم للروس قبل اي صحوة أميركية قد تغيير الكثير من اوراق اللعب في سوريا.
التحركات الأخيرة كانت واضحة بإهمال الدور الإيراني في سوريا سواء من قبل الروس أو الأتراك.وطبعاً النظام الأسدي لاحول له ولا قوة.وهنا كان للإيرانيين محاولاتهم واقتحموا احياء حلب الشرقية دون اي تنسيق وازداد عدد القتلى منهم مع تغطية إعلامية مكثفة جداً لتحركاتهم انتهت بزيارة قاسم سيلماني قائد فيلق القدس.ليتوج نفسه منتصراً وليعطي الأوامر بعرقلة ما أمكن من اتفاقية الباصات الخضر.
الروس اطلقوا تهديدات بضرب كل من يخرق الهدنة ومن الطرفين وهم حتماً لم يقصدون الجيش الحر والكتائب المعارضة فهم اصلاً  تحت الضربات اليومية.بل كانت رسالة لكل الأطراف بأن الروس فقط هم الطرف الضامن والضابط لكل شيء في سوريا الأسد.
المناورات والمضايقات ما زالت مستمرة وإيران ستبحث عن توسيع تحالفاتها في الساحة السورية.ولكن بنفس الوقت هم لا يبحثون عن صدامات مباشرة وخصوصاً مع تركيا وإلا فأن الطريق الكردي سالك وبسهولة الآن.
يبقى سر التحرك الداعشي الأخير نحو تدمر وضرب الروس في مناطق تدمر العسكرية.ولمصلحة من هذا التحرك المفاجئ والغريب.اذا في المدى المنظور قد يكون من المفيد مراقبة ماذا تريد أيران لمعرفة تحركات داعش.
وبذلك فأن الخيار الإيراني الأول توسع الإرهاب خارج الحدود السورية وترسيخ فكرة بشار الأسد بالحرب على الإرهاب واعتبار كل من يحمل السلاح غير النظام هو خطر على الجميع.وهي ما يعني الفوضى في كل شيء وفي كل مكان.
اما الخيار الثاني ان تفتح روسيا وتركيا الباب للإيرانيين مقابل تنازلات إيرانية ميدانية وهنا سننتظر لمعرفة من هو التنظيم الشيعي الضحية لأجل إيران.



المصدر: كنان النجاري: هل تنقذ داعش الإيرانيين؟

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك