مايو 17, 2024


الخليج أونلاين-
ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن أعلنت فصائل الثورة السورية، رسمياً فكّ حصار حلب بالكامل، لتلتحم الشعوب بمشاعر فيّاضة تهنئ بها أهالي حلب بهذا الانتصار.
وعبّر كثيرون من الشعوب العربية، الآمنة والمحاصرة، عن تضامنهم مع حلب، وقدّموا أمنياتهم بالنصر الكبير للسوريين على من سفك دمهم، وكان أبرز من تضامن وتفاعل أهالي قطاع غزّة.
وفكّت فصائل الثورة السورية، في معاركها الضارية المتواصلة لليوم السابع على التوالي، الحصار عن الأحياء الشرقية من مدينة حلب، وذلك عقب تقدمها السريع، وتحريرها عدداً من المواقع الاستراتيجية التي تضم مقرات ومستودعات أسلحة وتدريب لقوات الأسد في المدينة.
وأعلنت غرفة عمليات فتح حلب، في تغريدة لها على حسابها الرسمي على تويتر: “تحرير حي الراموسة بالكامل، وبهذا يكون قد تم فك حصار مدينة حلب بالكامل بفضل الله”.
وغُمر “تويتر”، و”فيسبوك”، بتبريكات أهالي غزّة وآمالهم بأن تكلّل فرحتهم بتحرير حلب، بنصر لهم على الاحتلال وفكّ حصارهم.
– أسباب التفاعل والتعبير عنه
وعن أسباب التفاعل الكبير من أهالي القطاع مع تحرير حلب، تقول فاطمة حسام من غزّة: “إن أهل غزة يمتازون بالوعي التام بعقيدة الولاء، أي إن أي أمر يخص المسلمين في بقاع الأرض يهتمون بشأنه، بالإضافة إلى أننا شعب عانى ولا زال يعاني من الحصار والقتل والدمار، وهو ما مرّ ولا يزال يمرّ به أهل سوريا”.
وتتابع فاطمة لـ”الخليج أونلاين” أن أهل القطاع حين تلقّوا خبر تحرير حلب، شعروا وكأنّ النصر حليفهم، وسألوا الله كما نصر حلب وفكّ حصارها أن يفكّ حصار أهل غزة”.
وتقول: إن “فرحة شديدة غمرتنا، فبعض أهل غزة عبّر عن هذه الفرحة بسجدة شكر لله، ومنهم من قدّم الحلوى، ومنهم من كبّر وهلّل، ومنهم من ابتهل بالدعاء للتفريج عنّا”.
من جهته، قال محمد نشبت من غزّة: “نحن مجتمع قابع تحت نيران الحصار منذ 10 سنوات، وذُقنا كل صنوف العذاب، ما ترك فينا أثراً بالغاً، ومن الطبيعي أن نشعر بالظلم الواقع على البلدان التي عانت مما عانيناه، وحلب لم تكن ببعيدة عنا بشكل خاص، وعموم سوريا بشكل عام، منذ بداية الثورة السورية”.
وتابع نشبت لـ”الخليج أونلاين”: كُنا موقنين بتحرير حلب، وشعورنا حين نرى فرحة الناس برفع الظلم عنهم بعد التحرير لا يوصف، وأضاف: “شاركنا الحلبيين فرحة الانتصار، وحتى إن كان في القلب غصّة لواقعنا المؤلم، إلا أننا نؤمن أن حصارنا سوف ينتهي يوماً ما”.
وجدير بالذكر أن الاحتلال فرض الحصار على القطاع الذي يعاني من أوضاع إنسانية صعبة، عقب نجاح حركة “حماس” في الانتخابات التشريعية، في يناير/ كانون الثاني 2006، وشدّده في منتصف يونيو/ حزيران 2007، إثر سيطرة الحركة على القطاع.
كما أغلقت السلطات المصرية معبر رفح، الواصل بين قطاع غزة ومصر، بشكل شبه كامل منذ تموز/ يوليو 2013؛ لدواعٍ تصفها بـ”الأمنية”، وتفتحه على فترات متباعدة لسفر الحالات الإنسانية.
وشبّه أحد الناشطين على “فيسبوك” عملية تحرير حلب بـ”العصف المأكول”، كناية عن تشابه الجهود المبذولة من أجل البلاد، في غزة وحلب. والعصف المأكول هو الاسم الذي أطلقته فصائل المقاومة الفلسطينية على الحرب التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة عام 2014.

ووزّع أهالي غزّة الحلوى احتفالاً بانتصار حلب، وتعبيراً عن مدى سعادتهم بهذا الحدث.

وأطلق أحد الغزيين على ابنته اسم “شام”، بعد تحرير حلب، محتفياً بالنصر.
وجدير بالذكر أن العملية التي شنتها فصائل جيش الفتح والجيش الحر في حلب، تحت اسم “ملحمة حلب الكبرى”، هدفت إلى فك الحصار بشكل كامل عن حلب، الذي تواجهه منذ إغلاق طريق الكاستيلو الواصل بينها وبين الحدود التركية مطلع الشهر الماضي.
وانطلقت معركة “الغضب لحلب”، الأحد 31 يوليو/ تموز، بقيادة جيش الفتح (تجمع يضم أكثر من 20 من فصائل الثورة).



المصدر: (كسر الحصار).. معركة المحاصَرين وفرحتهم من حلب إلى غزة

انشر الموضوع