مايو 18, 2024

العربية.نت-

باستقالة ديفيد كاميرون من عضوية البرلمان البريطاني، يكون الرجل الأشهر في بريطانيا قد غادر كل مناصبه في الدولة طواعية، وبمحض إرادته واختياره، وأصبح مواطناً عادياً كملايين البريطانيين الذين يعيشون في المملكة المتحدة، حيث تأتي استقالة كاميرون من عضوية مجلس العموم بعد نحو شهرين ونصف فقط على استقالته من رئاسة الحكومة.
وينهي كاميرون حياته السياسية بمحض اختياره، بعد أن فشل في إقناع البريطانيين بالبقاء في الاتحاد الأوروبي، حيث راهن على الاستفتاء العام الذي أجري في الخامس والعشرين من حزيران/ يونيو الماضي، إذ كان يتزعم الحملة الداعية للبقاء في الاتحاد الأوروبي وحاول إقناع الناخبين بالبقاء في الاتحاد، إلا أن النتائج جاءت عكس ما كان يرغب، فاستقال من منصبه بعد ساعات قليلة من تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد.
ويأتي خروج كاميرون من السلطة بمحض إرادته واختياره في الوقت الذي تشهد فيه العديد من الدول العربية صراعاً دموياً على السلطة، حيث يتمسك زعماء من المفترض أنهم منتخبون بالسلطة والحكم على الرغم من أن الناخبين “المفترضين” رفعوا غطاء الشرعية عنهم، حيث أثار خروج كاميرون من السلطة طوعاً الكثير من المعلقين والمراقبين في العالم العربي الذين قالوا إن بعض الحكام العرب يقبل بأن يذبح شعبه ويجلس على جثثهم من أجل يبقى خالداً مخلداً في السلطة.
وكتب وزير الإعلام الكويتي الأسبق والكاتب الصحافي المعروف سامي عبداللطيف النصف تغريدة على “تويتر” يقول فيها إنه “بينما ديفيد كاميرون يتقدم باستقالته من منصبة كنائب بمجلس العموم بعد تركة لرئاسة الوزراء، فإن لدينا من يبيعون وطنهم لأجل الكرسي!”.
أما الكاتب الصحافي إياد أبوشقرا فربط بين استقالة كاميرون وبين خمس سنوات من سفك الدماء في سوريا من أجل أن يتمسك بشار الأسد بمنصبه كرئيس، حيث كتب يقول: “كاميرون غادر البرلمان بعد رئاسة حكومة بريطانيا.. لم يقتل، لم يدمّر، لم يهجّر.. أما بشار الأسد فصلى في داريا المدمّرة بعد قتله 500 ألف إنسان!!”.
ويقول الكاتب الصحافي السعودي عبدالله المزهر معلقاً بسخرية على الخروج الطوعي لكاميرون من السلطة: “أين هو من الزعيم بشار الذي ضحى بأكثر من نصف شعبه بين مقتول ومشرد ولاجئ احتراماً وتقديرا للمنصب. وأين احترام كاميرون للزعامة من احترام الأخ علي عبدالله صالح لها، فمن أجلها حول اليمن كله إلى أرض محروقة إجلالا وتقديرا لمنصبه الذي لم يمكث فيه سوى ثلاثة عقود لا غير”!
ويضيف المزهر في مقالته التي نشرتها إحدى الصحف المحلية في السعودية: “آخرون كثر غير الأسد وصالح لديهم الاستعداد أن يضحوا بكوكب الأرض بما ومن فيه من أجل بقاء يوم آخر في المنصب”.
يشار إلى أن دراسة صدرت أخيراً عن المركز السوري للأبحاث السياسية أظهرت أن 11.5% من الشعب السوري قتلوا خلال الحرب التي يشنها النظام ضد الشعب الذي بدأ في العام 2011 المطالبة بالإصلاحات ثم تحول إلى المطالبة بإسقاط النظام، فيما تقول الدراسة إن العدد الإجمالي للضحايا يتجاوز 470 ألف شخص، وأن 70 ألفاً توفوا متأثرين بالجراح التي أصيبوا بها.
وكان كاميرون قد استقال في الـ26 من حزيران/ يونيو الماضي من رئاسة الوزراء، كما استقال الاثنين الــ12 من أيلول/سبتمبر من عضوية مجلس العموم البريطاني بعد 15 عاماً متواصلة في المجلس كان خلالها ممثلاً لبلدته الأصلية “ويتني” في أكسفورد، قبل أن يصبح في العام 2010 رئيساً للوزراء بعد أن تمكن حزبه من الفوز بالانتخابات وتسجيل هزيمة كبيرة ضد حزب العمال الذي حكم بريطانيا قبل ذلك سنوات طويلة.



المصدر: كاميرون يترك السلطة طوعاً.. ماذا عن بشار الأسد وصالح؟

انشر الموضوع