أبريل 29, 2024

على مدى قرون سحيقة ظل بئر برهوت يشغل هاجس البشر على امتداد مئات الكيلو مترات حول هذه البئر, وكثرت الأقاويل والقصص من هنا وهناك, فمنهم من قال أنها الملاذ الآمن للأروح الشريرة وبني الجان, ومنهم من أكد أنه تجري فها مياه ملعونة تقتل كل من يشربها.

فقالوا أن ماءها شديد البرودة تارة وشديد الحرارة تارة أخرى, ومنهم من قال أنها تحتوي على إكسير الحياة الأبدية, وبعضهم قال أن ماءها كماء ديار قوم لوط.

وبرهوت بضم الهاء وسكون الواو وتاء فوقها نقطتان: وكما يقال هو واد باليمن يوضع فيه أرواح الكفار، وقيل برهوت بئر بحضرموت. كما قيل أنها أبغض البقاع إلى الله وفيها شر ماء على وجه الأرض وقيل منها سيكون دمار الأرض.

قيل عن برهوت

قال الزمخـشري: بئر برهوت هي بئر بحضـرموت، يقـال إن بهـا أرواح الكفـار، واسـم للبـلد التـي فيها هذا الـبئر، أو أراد بـاليمن.

كما قال ياقوت الحموي في معجم البلدان: «بُرهوْت» بضم الهاء وسكون الواو وتاء فوقها نقطتان: وادٍ باليمن يوضع فيه أرواح الكفار.

وقيل برهوت بئر بحضرموت، وقيل: هو اسم للبلد الذي فيه هذه البئر، ورواه ابن دريد «بُرْهوت» بضم الباء وسكون الراء، وقيل: هو واد معروف.

كما رُوِيَ عن علي بن أبي طالب قوله أن: «أبغض البقاع إلى الله تعالى وادي برهوت بحضرموت فيه بئر ماؤها أسود منتن يأوي إليه أرواح الكفار»، ولقد ذكرها الامام الشافعي في مذهبه،

ومن القصص التي تروي عن هذه البئر ما ذكرها الأصمعي عن رجل حضرمي أنه قال: إنا نـجد مـن نـاحية برهوت رائحة منتنة فظيعة جداً فيأتينا الخبر أن عظيماً من عظماء الكفّار قد مات

. ويحكى أن رجلاً بات ليلة بهذا الوادي؛ قال: فكنت أسمع طول الليل “يا دومة يا دومة” فذكرت ذلك لبعض أهل العلم فقال: إن الملك الموكل بأرواح الكفار اسمه دومة.

وأخيرا كشف لغز بئر برهوت لأول مرة في التاريخ وهذا ما وجدوه بداخل.

كشف اللغز

كشف فريق عُماني أسطورة “بئر برهوت”، الواقع في منطقة شحن بمحافظة المهرة (شرقي اليمن)، والذي كان يزعم الكثير إنه مثلث رعب ومنطقة مسكونة بالجن والشياطين.

وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو، توثق نزول فريق استكشاف عُماني البئر، حاك حوله حكايات وأساطير صدقها الكثير من اليمنيين وغيرهم من المجتمع العربي.

‏وتمكن فريق الاستكشاف العماني، من فك لغز البئر ودحض كل الخرافات والأساطير ، ويعد أول فريق استكشاف يقوم بالنزول إلى عمق البئر.

وبحسب المصادر فإن الفريق العُماني استكشف في البئر وفق المعلومات الأولية ما يلي:

  • عمق الحفرۃ (112 متر)
  • قطر فوهة الفجوة من الأعلی (30 متر)
  • قطر القاع الأسفل (116 متر)
  • نسبة الأكسجين (طبيعي جدًّا)
  • نقاوة المياه (عذب جدًّا)
  • درجة الحرارۃ (30 درجة مئوية)
  • عدد الشلالات ‏(أربعة) والمياه تخرج من جدران البئر وتنزل إلى قاع حفرته؛ وتتسرب في تجويف جانبي بطول 4 متر فقط، بدون أي زيادة في مستوى سطح المياه.

كما وجد الفريق العماني عبارات مكتوبة في جدار البئر باللغة الإنجليزية، وهو ما يرجح بأن الإحتلال البريطاني كان يستخدمه لأغراض عسكرية، ومن المتوقع أن يكون بئر برهوت مزار سياحي بعد دحض كل الخرافات.

قالوا قديماً عن البئر

قال المناوي: قال الهيثمي: رجاله ثقات. وصححه ابن حبان وقال ابن حجر: رواته موثوقون، وفي بعضهم مقال، لكنه قوي في المتابعات. وقد جاء عن ابن عباس من وجه آخر موقوفا: زمزم فيه طعام من الطعم.

أي إشباع أو طعام شبع من إضافة الشيء إلى صفته، والطعم بالضم: الطعام (وشفاء من السقم) أي: شفاء من الأمراض إذا شرب بنية صالحة. وفيه تقوية لمن ذهب إلى تفضيله على ماء الكوثر.

(وشر ماء على وجه الأرض ماء بوادي برهوت) أي: ماء بئر بوادي برهوت، بفتح الباء، والبئر بئر عميقة بحضرموت، لا يمكن نزول قعرها، وقد تضم الباء وتسكن الراء، وهي المشار إليها بآية: وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ [الحج: 45]. (بقية حضرموت كرجل الجراد من الهوام تصبح تتدفق وتمسي لا بلال لها)

كما قال الزمخشري: برهوت بئر بحضرموت، يقال إن بها أرواح الكفار، واسم للبلد التي فيها هذا البئر، أو أراد باليمن. اهـ. في الفردوس عن الأصمعي عن رجل من أهل برهوت: أنهم يجدون الريح المنتن الفظيع منها،

وفيه أنه يكره استعمال هذا الماء في الطهارة وغيرها، وبه قال جمع من الشافعية. انتهى. من كلام المناوي باختصار.

وقيل: هو اسم للبلد الذي فيه هذه البئر، ورواه ابن دريد برهوت بضم الباء وسكون الراء، وقيل: هو واد معروف، وقال محمد بن أحمد: وبقرب حضرموت وادي برهوت، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: إن فيه أرواح الكفار والمنافقين، وهي بئر عادية في فلاة واد مظلم.

كما روي عن علي رضي الله عنه أنه قال: أبغض بقعة في الأرض إلى الله عز وجل: وادي برهوت بحضرموت، فيه أرواح الكفار، وفيه ماؤها، أسود منتن، تأوي إليه أرواح الكفار، وعنه أنه قال: شر بئر في الأرض: بئر بلهوت في برهوت، تجتمع فيه أرواح الكفار.

بالإضافة إلى ذلك حكى الأصمعي عن رجل من حضرموت قال: إنا نجد من ناحية برهوت الرائحة المنتنة الفظيعة جدا، فيأتينا بعد ذلك أن عظيما من عظماء الكفار مات،

فنرى أن تلك الرائحة منه، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن أرواح المؤمنين بالجابية من أرض الشام، وأرواح الكفار ببرهوت من حضرموت. ومعنى قوله: كرجل الجراد: أي جماعة الجراد، وبقية ألفاظ الحديث معروفة. والله أعلم.

من الخرافات التي تحكـى وتروى عن هذه البئر التي سمعنا بها من بعض القاطـنين لهذه المنطقة ان هذه البئر حفرها ملوك الجن من أجل ان تكون سجون لهم يضعون فيها من يخـالفهم او يعصيهم واسـتدلوا على صـحة هذ الخرافة بالظلمة الحالكة في قاع البئر احياناً في النهار والغازات والابخرة التي تتصـاعد أحياناً من قاع هذه البئر.

الخرافة الثانية
أما الخرافة الثانية فتقول ان احد مـلوك الدولة الحمــ.ــيرية القديمة استعـان بالجن في حفر هذه البئر من اجل إخفاء كنـوزه وعندما مات هذ الملك استـوطن اتباعه من الجن هذه البئر ولهذا السبب اطلق عليها «برهوت» حيث وان اسم برهوت في اللغة الحميرية القديمة معناه أرض الجن او مدينة الجـن.

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك