أبريل 30, 2024


إياس العمر: كلنا شركاء
لم يعد خافياً على أحد ما وصل إليه الحال من جمود للجبهات في الجنوب السوري، ولا سيما في محافظة درعا، والتي كانت رائدة بالعمل الثوري منذ اليوم الأول لانطلاقة الثورة وحتى منتصف العام الماضي عندما بدأت الجبهات في محافظة درعا تتراجع، حتى وصلت إلى حالة من الجمود في نهاية شهر شباط/فبراير من العام الجاري.
وللحديث عن أسباب جمود الجبهات في محافظة درعا، التقت “كلنا شركاء” المقدم محمد خير الحربات قائد أول مجلس عسكري تم تأسيسه في محافظة درعا عام 2012، وكان معه هذا الحوار:
بدايةً ما هي قراءتك لما يجري في الجنوب السوري، ولماذا وصلت محافظة درعا لهذه الحال؟
لا أحد في هذه الأيام يستطيع أن ينكر الواقع الذي أصبحت عليه سوريا، فالدول العاملة بالقضية السورية استطاعت تقسيم الواقع السوري إلى ثلاث أجناس (نظام، معارضة مسلحة، إرهاب)، بعد أن كانت 90 في المئة من هذه الأجناس تندرج تحت الواقع الذي هز العالم ألا وهو الثورة الشعبية السلمية السورية، وبعدها قالوا للسوريين اذهبوا حيث ما شئتم فلن يفلت أحد منكم، وبحسب مثل شعبي (وين ما رحت رباط العدل بإيدنا).
اتفقت هذه الدول على إخراج هذا المسلسل الدموي الطويل، ولكل منها دور ولكل منها مصلحة ترضيها، وأظن أن ما يرسم للجبهة الجنوبية من قبل هذه الدول هو نهاية تشبه نهاية رجل شجاع.
عندما كانت درعا وجاراتها يمثلها جسد واحد هو المجلس العسكري، كانت الإنجازات أفضل بكثير بالرغم من شح الدعم الدولي للمجلس، مع العلم أنه يوجد في هذه الأثناء فصائل منفردة يحصل كل فصيل منها أكثر بعشرات المرات مما حصل عليه المجلس العسكري من دعم، وعندما بدأت الدول الصديقة تأخذ بيد كل قائد على حده باتجاه يجهله القائد الآخر، هنا تضاربت الأهداف عند القادة، وانحرفت البوصلة وأصبح كل قائد همه الأكبر الحصول على الدعم الأكثر، وفرض سيطرته على المحمية التي رسمها في خياله، وأنزل سوريا إلى مستواه الفكري المحصور دون أن يرتقي بفكره إلى مستوى سوريا، وأصبح هم بعض العناصر النجاة مع قائده بما كسب، وأغلب العناصر أصبح ولاؤهم لعائلاتهم وأطفالهم طريق نجاتهم من جحيم الواقع، والمجتمع المدني أصبح يفقد الكثير من الآمال التي رسمها وعول على القادة بتحقيقها، حتى أن بعض ضعفاء النفوس منهم لجأ إلى المصالحة في الآونة الأخيرة.
هل تعتقد بأن هناك منافسة ما بين الدول الداعمة أثرت على الجبهات في محافظة درعا؟
لا أظن أن هناك أي نوع من أنواع التنافس بين الدول، بل على العكس، هناك اتفاق حميمي يرقى إلى مستوى المصالح المتبادلة فيما بينها، لأن التنافس والخلافات يظهر لها قرائن على الأرض، كأن يمتلك فصيل دون الآخر سلاح مضاد للطائرات مثلا، أو أن نشهد اندماجاً حقيقياً بين فصيلين مدعومين من قبل دولة داعمة لهاذين الفصيلين.
وماذا عن الاتفاقات الدولية؟
أظن بأن الاتفاق الدولي على طريقة عرض الأحداث في سوريا عن طريق الإعلام أثر على الجبهات، فلا يخفى على أحد بأن الوقت الإعلامي أصبح مقسم بين معارضة مسلحة ونظام وإرهاب، وبالتالي ممكن أن يكون هذا الشي أنتج نوعاً من الوعي عند القيادات والعناصر والمجتمع المدني على الأرض، حيث أنهم شعروا بأنهم وقود حرب استنزاف إعلامية وانعكاساتها دائماً على هذه الشرائح على الأرض، وهذا من أهم الأسباب التي جعلتنا ننظر إلى الجبهة الجنوبية نظرة شبه دونية عن باقي الجبهات في هذا الوقت تحديدا.
ماهي الحلول المطروحة للخروج من الوضع الراهن؟  
من أهم الحلول المطروحة لمحاولة الخروج من هذا الواقع في الجنوب هو الضغط على الدول الداعمة من أجل فرض آلية تعامل جديدة مع قيادات الجنوب، من خلال تشكيل مجلس قيادة موحد يتمتع بهيكلية تنظيمية يجمع فيها كل الفصائل، بدلاً من قطع الدعم عن الفصائل حاليا، ويستغل هذا الدعم ليكون أحد أسباب الوحدة، ودعم الضباط المنشقين على مختلف الرتب والاختصاصات للقيام بهذه المهمة، لأن ثقة الاهالي بهم لازالت موجودة حتى اللحظة.
ماهي رسالتك لقادة التشكيلات الثورية في محافظة درعا؟
رسالتي للقيادات في حوران، أنتم لستم خونة وأنتم تعلمون بأن دماء الذين سبقوكم هي التي صنعت منكم قادة وليس الدعم الذي حصلتهم عليه، احترموا هذه الدماء واعملوا ما يرضي ضمائركم، وأول ما تصنعوه هو الاتفاق على غرفة عمل مشتركة للعمل على هدفين اثنين لا ثالث لهما، إزرع في درعا، ومدينة البعث في القنيطرة، وأي عمل آخر في هذه المرحلة هو مسح على اللحى وتلاعب بمشاعر الناس، وعودة إلى حرب الاستنزاف التي لا تحسم، بل هي إضعاف لقدرات الفصائل.
ورسالتي لكل الأحرار، صبرا، ثوار حوران الأحرار الشرفاء سيزأرون وستعود حوران بحلتها الجديدة الثائرة المنتصرة الرائدة، حوران أم اليتامى، حوران الخير حوران الثورة.
اقرأ:
4 مدنيين ضحايا قصفٍ متبادلٍ بين الثوار وقوات النظام بدرعا



المصدر: قائد المجلس العسكري الأسبق بدرعا لـ(كلنا شركاء): ما يرسم للجبهة الجنوبية أشبه بنهاية رجلٍ شجاع

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك