مايو 16, 2024

عبد الرّزاق الصّبيح: كلّنا شركاء

أقام ناشطون في ريف إدلب الجنوبي ندوة حوارية لتقييم المراحل التي مرت بها الثورة السّورية على مدى سنواتها الست، وذلك في الذكرى السنوية السادسة لانطلاقتها أمس الأربعاء (15 آذار/مارس*، وحضر الندوة شعراء وناشطون سّياسيون وعدد كبيرٌ من المدنيين.

وتناول المحاضرون في النّدوة المراحل التي مرّت بها الثّورة السورية، منذ انطلاقتها في بدايات العام 2011، وانتقالها، من الشّكل المدني السّلمي إلى الشّكل المسلّح، وما رافق ذلك من إرهاصات عدية مرّت بها الثّورة السّورية، ودفع فيها السّوريين الثّمن باهظاً من دمائهم ومعاناتهم.

وأشارت أغلب المداخلات التي تخلّلت النّدوة، إلى وجود خللٍ كبيرٍ في الثّورة السّورية في أغلب مراحلها، وأن هذا الخلل ازداد مع انتقال الثّورة السّورية إلى شكلها المسلّح، والتي كانت ذريعة لنظام بشار الأسد والدّول الحليفة معه، للدخول بشكلٍ مباشرٍ عسكرياً، لقتل أكبر عدد من السّوريين وتهجيرهم وتدمير منازلهم.

وفي حديث لـ “كلنا شركاء” قال رضوان الأطرش، رئيس الهيئة السياسية في محافظة ادلب: “لا يوجد جدول زمني للثّورات في العالم، ومع استمرار الثّورة في سوريا، ومع التقدم في الثورة يتم تصحيح الأخطاء، حتى الوصول إلى الأهداف التي قامت من أجلها.

وأضاف الأطرش، أنّ الهدف الرئيس للثّورات هو تحرير الإنسان من القيود والانتقال إلى فكرٍ حرٍّ وسليمٍ، وبالتّالي الانتقال إلى مجتمع سليم ومعافى.

وعن التدخّلات الدوليّة قال رئيس هيئة إدلب السياسية: “على الرغم من تدخّل الرّوس بشكل مباشر لصالح النظام، وتدخّل العديد من الدّول الغربيّة، وتعطيل مجلس الأمن ومنعه من الوقوف على مأساة السوريين، بعد استخدام روسيا حق النقض الفيتو سبع مرات في مجلس الأمن، وعلى الرغم من مئات المجازر بحقّ السوريين، إلا أن الشّعب السّوري أثبت أنه حيّ، وأنه مستمرّ في نضاله حتى تحقيق أهداف الثّورة كاملة”.

الناشط السّياسي خالد القاسم وفي مداخلة له قال بدوره إن “الثّورة الفرنسيّة خسرت أضعاف ما خسرته الثّورة في سوريا، ودفع فيها الفرنسيون الكثير من دمائهم، وكانت هي الأخرى ضحيّة لتآمر العديد من الدول الغربيّة، وكانت تقف ضدّها، ولكنها انتصرت في النّهاية”.

وخلال الندوة ألقى بعض الشّعراء القصائد الثوريّة، والتي تدعوا لشحذ الهمم وعدم الرجوع إلى الخلف، وتدعوا أيضاً لمواصلة الطّريق نحو الحريّة والعدالة.

واختتمت الندوة بعدّة توصيات، طالب فيها الحضور أن تكون جدول أعمال للثّورة في المراحل اللاحقة، وأن يتم مراجعتها بين الحين والآخر، من أجل الوقوف على تطبيقها.

من (الثّورة اليتيمة) إلى (مأساة العصر)، انتقلت الثّورة السّورية من اسم إلى آخر، ومن شكل إلى آخر، إلّا أن السّوريين لايزالون يصرّون على متابعة هذه الثّورة حتى تحقيق أهدافها، من أجل الوصول إلى بلد تسوده الحريّة والعدالة، كما يقولون.

المصدر : كلنا شركاء

انشر الموضوع