مايو 17, 2024

كلنا شركاء: فور برس- ترجمة صحيفة التقرير
تستعد تركيا عبر عملية “درع الفرات”، بدعم داخلي من فصائل الجيش الحر السوري، لمعركة مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، لطرد تنظيم الدولة، بعد أن باتت على مسافة أقل من كيلومترين.
وأعلنت فصائل الجيش الحر، أنها استعادت بلدة قباسين القريبة من الباب بعد ساعات فقط من إعلان تنظيم الدولة، أن عناصره طردوا المعارضين منها، ولقباسين أهمية استراتيجية في معركة الباب المقبلة.
وستسمح قباسين لفصائل المعارضة بتضييق الخناق أكثر على آخر معاقل تنظيم الدولة في مدن الريف الحلبي، كما أنها تسمح لهذه الفصائل بقطع الطريق أمام تقدم قوات سورية الديمقراطية، المدعومة من الأكراد.
وأعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أن بلاده سترد على الهجوم في سوريا، الذي أدى إلى مقتل 3 جنود أتراك، وقال يلدريم للصحفيين في العاصمة أنقرة، “إنه من الواضح أن بعض الناس غير راضين عن هذه المعركة التي تخوضها تركيا ضد (تنظيم الدولة)، بالتأكيد سيكون هناك انتقام من هذا الهجوم”.
التحرك التركي
وفي سبتمبر الماضي، أعلنت صحيفة “حرييت” التركية، أن الجيش التركي يستعد لمعركة “الباب”، وأنه يعتزم إرسال قوات إضافية للمنطقة، استعدادا لطرد تنظيم الدولة من أهم معاقله بمحافظة حلب، ونقلت الصحيفة عن مسؤول تركي، أنه في إطار التحضير لمعركة مدينة الباب ستتم زيادة عدد الرجال، وأن القوات الخاصة التي ستكون في الصف الأول ستعززها طائرات حربية ودبابات وستليها قوات برية.
كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن أن عمليات درع الفرات سمحت بتطهير نحو 900 كلم مربع من الأراضي السورية من وجود عناصر إرهابية، مضيفًا: “هذه المنطقة الأمنية ستبلغ مساحتها قريبا 5000 كيلومتر مربع”.
وكشفت “حرييت”، أن تقارير سرية للجيش تقول: “إن الهدف الأول على طريق الباب وهو بلدة دابق، وقد يكون بالغ الخطورة للعسكريين الأتراك نظرًا للألغام المضادة للأفراد التي زرعت، والقنابل اليدوية الصنع المنتشرة بالمنطقة”.
رمن جهة أخرى، أكد  وزير الدفاع التركي، فكري أشيق، أن بلاده لن تشارك بقوات برية في عملية “درع الفرات” شمالي سوريا، مشيرا إلى أن أنقرة ستواصل تقديم الدعم للجيش السوري الحر.
وقال أشيق: “لو تطلب الأمر الذهاب إلى مدينة (الباب) شمال شرق محافظة حلب، سنفعل”، لافتًا إلى أن هذه المهمة سيتولاها الجيش السوري الحر، الذي قال إن عدد المنضمين إليه ارتفع بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة.
وشدد أشيق على أن بلاده ترغب في أن تحرر المعارضة السورية المعتدلة والجيش السوري الحر أراضيها بشكل كامل من مسلحي تنظيم الدولة، وعناصر وحدات حماية الشعب  “ي ب ك” الجناح المسلح لتنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي، مضيفا: “هذه الأراضي تخص السوريين العرب، وتركيا لن تسمح أبدا لإرهابيي داعش، ومنظمة ي ب ك باحتلالها”.
موقف معقد
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن قوات سورية الديموقراطية تقدّمت فعلًا في محيط منطقة العريمة الواقعة بريف منبج الغربي، وطردت تنظيم الدولة من عدد من القرى القريبة منها، ما يضعها على احتكاك مباشر بفصائل الجيش الحر المنضوية في “درع الفرات”، والعريمة قريبة جدا من قباسين، ما يوحي بأن هذين الطرفين المتخاصمين يمكن أن يكونا في سباق نحو الباب، في حال أخلاها تنظيم الدولة بسرعة دون قتال شرس، كما فعل عندما انسحب من بلدات أخرى في الريف الشمالي.
وما يزيد الصورة تعقيدًا، أن صفحات موالية للحكومة السورية نشرت في الوقت ذاته صورًا لتعزيزات للقوات النظامية في قاعدة كويريس الجوية في ريف حلب الشرقي، وسط معلومات عن إمكان تقدمها أيضًا نحو الباب، وقاعدة كويريس تقع إلى الجنوب من الباب، لكن مواقع القوات النظامية لا تبعد عن هذه المدينة سوى قرابة 11 كيلومترًا، وربما تكون الحكومة السورية قلقة أيضًا من أن سقوط الباب في أيدي الجيش الحر سيعني أنه بات على احتكاك مباشر مع القوات النظامية في ريف حلب الشرقي.
ونقلت شبكة “شام” الإخبارية، عن بيان مشترك لـ”الهيئة السياسية والمجلس العسكري والمجلس المحلي في مدينة منبج”، نفي أي انسحاب لقوات سورية الديمقراطية من منبج، وأكد البيان، أن ما تم هو إرسال مؤازرات من قوات سورية الديمقراطية في منبج باتجاه ريف الرقة الشمالي للمشاركة في العمليات العسكرية هناك ضد تنظيم الدولة”، وأضاف أن الإعلان عن الانسحاب هدفه إيهام الرأي العام بأنه (الطرف المنسحب) لم يعد محتلاً مدينةَ منبج، متعهدا بتطهير المدينة من قوات سورية الديمقراطية.
ومعلوم أن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تشكّل المكوّن الأساسي في قوات سورية الديمقراطية، أعلنت أول من أمس انسحابها من منبج، التي باتت إدارتها تتبع للمجلس العسكري فيها، أي للفصائل العربية المنضوية في سورية الديمقراطية، والمتحالفة مع الأكراد، لكن الفصائل المتحالفة مع تركيا ما زالت تصر، كما يبدو، على أن الأكراد هم القوة المهيمنة في منبج، والتي ستكون الوجهة المقبلة لـ”درع الفرات” بعد الانتهاء من معركة الباب.
اقرا:
فور برس: بوتين يحرر مدينة حلب من المستشفيات والأطفال



المصدر: فور برس: كيف ستخوض تركيا معركة (الباب) ضد تنظيم داعش في سوريا؟

انشر الموضوع