مايو 17, 2024

فواز تللو: كلنا شركاء
بدأت الثورة فبدأت القصة، وكان الصمود فكبرت القصة، وفي الحصار باتت القصة قصصاً جميلة، وبعد الخروج قسراً استمرت القصة ولم تنتهي، هل هي قصة حب في الثورة أم قصة ثورة حب؟ لا يهم فالحب والثورة وجهان لحلم واحد … الحرية.
يغادران وهما يرسمان تاريخ ثورتهما وتاريخ قصتهما، يدها تحمل فرشاة لتكتب الشعارات على الحيطان كما بدأت الثورة سلمية، ويده تحمل بندقية لتحمي ثورته وحبه وحلمه كما كان لابد للثورة أن تستمر.
هم “المتطرفون” الذين يسعى العالم لقتلهم فإن لم يستطع فتهجيرهم، ذنبهم أنهم متطرفون في حبهم، يحبون إيمانهم وربهم ووطنهم والحرية، متطرفون في حلمهم فكيف لهم أن يحلموا ببعض كرامة وأمان وحرية ومستقبل، متطرفون في لباسهم فكيف لها ان تلبس حجاباً وكيف له أن يطلق لحيته وكيف لهما ان يصلوا لربهم وكيف لهما أن يصرخا “الله واكبر” وهما يتظاهران خارجين من الجوامع، وهما متطرفان لأنهما يقاتلان دفاعاً عن إنسانيتهما، وهما متطرفان لأنهما ينتظران القذائف التي تترصد الإرهابيين أمثالهما بينما يتعانقان ويرددان عهود الحب النقية والشهادتين.
هما متطرفان لأنهما ينتميان ويذكران بانتمائهما بهوية سوريا الحضارية والثقافية والتاريخية، العربية الإسلامية، لأنهما يحملان تلك الهوية التي لا تستحق بنظر العالم إلا الموت والذل والسحل والنهب والقتل والتعذيب والتهجير، وتستحق أن يسرق ويتقاسم الآخرون وطنها، الآخرون الذين كانت متطرفة في تسامحها معهم لتحفظ وجودهم ودينهم وقوميتهم، متطرفة في ترحيبها بمن جاء منهم فارا من اضطهاد في بلادهم فأعطته “صدر البيت” فطردها في أول فرصة.
نعم هم متطرفون في تسامحهم وسوريتهم، هم متطرفون في حبهم لـ”حلب” … حلبهم، متطرفون في إصرارهم على ثورتهم والاستمرار بها وإيمانهم بنصرها، متطرفون في إصرارهم على حمل فرشاة وبندقية وأغنية حب وهتافهم “الله وأكبر”.
هما متطرفان لأنهما ليسا طائفيين كالقتلة “الأقلويين” الذين يحاصرونهم ويهجرونهم، هما متطرفان لأنهما كملايين أرواح الثورة؛ التي يحمل كل روح منها ثورته وحبه للحرية وسوريا، ويحمل الكثير من الأحلام الصغيرة البسيطة، يحلم بالأمان والحرية وصباح فيروزي هادئ، نعم فحلمها الصباحي خاصة جريمة كما حبهما جريمة، جريمة تفسد الصورة التي يرغب برسمها عنهما القتلة الطائفيون الأقلويون، المحليون والمستوردون، والقادمون من كل مزابل الأرض والتاريخ.
ليس مهماً اسمهما، فهما ثورتنا، بأحلامها وحبها ونقائها، هما حنيننا  لمدننا التي نشتاقها وتشتاقنا حتى قبل أن نغادرها كما يشتاقان “حلب” قبل فراقها، هما معاناتنا اليوم وآمالنا غداً، هما كما ثنائية الحب والحرية ولدت معا وستبقى معا يخلدها التاريخ كما ثورتنا، هما كثورتنا عشقنا وهوانا …. فهنا ثورتي … هنا بندقيتي … هنا حبي … هنا حلبي،
هنا جذوري هنا قلبي هنا لغـتي … فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟ (نزار قباني)،
وراجعين يا هوا.
فواز تللو
دمشقي سوري عاشق لحلب وثورة الحرية
اقرأ:
فواز تللو:(جبهة فتح الشام) – ثورة أم إرهاب وخوارج



المصدر: فواز تللو: ثورة وحب وحلب … راجعين يا هوا

انشر الموضوع