أبريل 29, 2024

تعود الأجواء الاحتفالية بشهر رمضان المبارك هذا العام بين المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية، بعد توقف دام عامين بسبب جائحة كورونا.

ورغم أن الوباء لم ينته بعد، فإن ما يقرب من 77% من السكان في أميركا تلقوا لقاحات ضد فيروس كورونا، وفقا لبيانات منظمة “يو إس إيه فاكتس” (Usafacts)، مما يجعل التجمع مطمئنا نوعا ما.

في العادة، يتحمل المسلمون المغتربون قضاء رمضان بشكل مختلف عن المألوف في بلادهم العربية أو الإسلامية، وزادت من معاناتهم الإجراءات الاحترازية التي صاحبت جائحة كورونا خلال العامين الماضيين، فكيف يكون شكل رمضانهم الأول بعد تخفيف الإجراءات؟

احتفال دون إجراءات

في منطقة غير بعيدة عن العاصمة الأميركية (واشنطن)، يقع مركز دار الهجرة الإسلامي في منطقة فولز تشيرش بولاية فرجينيا، ليخدم ما يقرب من 40 ألف مسلم يقيمون في منطقته، بحسب الموقع الرسمي للمركز.

اعتاد المركز الاحتفال بشهر رمضان المبارك كل عام من خلال الإفطار الجماعي وأداء صلاة التراويح والمسابقات الدينية، لكن مع انتشار وباء كورونا تغير كل شيء، وتوقفت الاحتفالات بشكلها المعتاد.

يقول سيف عبد الرحمن مسؤول العلاقات الحكومية والعامة في مسجد دار الهجرة بفرجينيا “تعود أجواء رمضان هذا العام إلى سابق عهدها قبل وباء كورونا، نظرا لنسبة التطعيمات الكبيرة ضد وباء كورونا. سنحتفل كما في السنوات السابقة دون إجراءات محددة”.

لكن هناك اشتراطات محددة اتفق عليها القائمون على مركز دار الهجرة قبل اتخاذ قرار التجمع بين أبناء الجالية المسلمة هذا العام، سواء في باحة المسجد أو الأبنية الملحقة به خلال شهر رمضان.

تعود أجواء رمضان هذا العام إلى سابق عهدها قبل وباء كورونا (الجزيرة)

التراويح دون تباعد

يؤكد سيف أن إجراء استطلاع بين أبناء الجالية المسلمة كان من أهم الوسائل لاتخاذ قرار استئناف الأنشطة والطقوس الرمضانية، ويضيف “كان الهدف من الاستطلاع هو التأكد من نسبة الذين تلقوا اللقاح، وكنا اتخذنا قرارا بأنه إذا وصلت النسبة إلى 75% بين أبناء الجالية فيمكن التجمع، ولا نشترط اتباع إجراءات محددة كالتباعد الاجتماعي مثلا أثناء الصلاة”.

وأظهرت نتيجة الاستطلاع -بحسب سيف- أن 78% من أبناء الجالية تلقوا الجرعة الأولى والثانية والثالثة أيضا، لذلك لا توجد إجراءات محددة في الصلاة.

ويوضح سيف أن صلاة التراويح العام الماضي كانت تقام على مجموعتين، في كل مجموعة عدد محدد جدا، حفاظا على التباعد الاجتماعي بين المصلين، مضيفا “لكن هذا العام ستقام التراويح بشكلها المعتاد بمجموعة واحدة وليس كما العام السابق”.

برامج الإفطار الجماعي

ومن أشكال الاحتفالات المميزة في رمضان استضافة المسجد إفطارا جماعيا كل يوم. وخلال العامين الماضيين تغير الأمر، وأصبحت وجبات الإفطار توزع على الصائمين لتناولها في منازلهم.

ويؤكد سيف أن الإفطار الجماعي سيعود هذا العام داخل المسجد بصورته المعتادة. ويحضر كل يوم للإفطار حوالي 600 شخص، ويصل العدد في نهاية كل أسبوع إلى 750 شخصا.

ويضيف “بعض الناس لا يأتون إلى الإفطار اليومي بسبب ظروف خاصة بهم، هؤلاء نبعث لهم بالإفطار يوميا إلى منازلهم”.

ويقول “نقوم في دار الهجرة بتحضير إفطار أسبوعي للمحتجزين في السجون حول المسجد، وهناك برنامج إفطار أسبوعي للمسؤولين المحليين من رجال الشرطة والإطفاء والإسعاف، سيأتون هذا العام كما كان معتادا قبل كورونا، إلى المسجد لتناول الإفطار”.

مضيفا أن هناك برنامجا أسبوعيا آخر توقف خلال فترة كورونا، لكنه سيعود هذا العام، وهو “جذب صديق غير مسلم” للمشاركة في الإفطار داخل المسجد.

الاعتكاف بعد كورونا

في الأيام العشرة الأواخر من شهر رمضان، يفضل البعض الاعتكاف في المسجد والانقطاع للعبادة، وهو ما كان يحدث في مسجد دار الهجرة كل عام، لكنه توقف منذ عامين.

يقول سيف “لم نتخذ حتى الآن قرارا نهائيا بخصوص الاعتكاف داخل المسجد”، مضيفا أن الأمر كان اعتياديا قبل الوباء، حيث يقوم الراغبون في الاعتكاف بتسجيل أسمائهم قبل بداية رمضان، لمعرفة ومتابعة من سيتبقى في المسجد.

وأوضح أن أعداد المعتكفين كانت تصل إلى 100 شخص، تزداد أحيانا وتنقص أحيانا أخرى، “لكننا حتى تلك اللحظة لم نتخذ قرارا نهائيا”.

أنشطة الصغار

تعود الأنشطة الرمضانية هذا العام بعد توقفها، وهي مخصصة بشكل أساسي للأطفال، بحسب مسؤول العلاقات الحكومية والعامة بمسجد دار الهجرة، الذي يشير إلى أن هناك مسابقات دينية تقام للأطفال على شكل ألعاب بعد صلاة التراويح، وفي آخر شهر رمضان تقام مسابقة حفظ القرآن للأطفال وتقدم لهم الجوائز.

وأضاف “بالنسبة للأطفال الأكبر سنا، في وقت التراويح يصلون 4 ركعات من التراويح، ويشتركون في مسابقات مختلفة عن المعلومات الدينية، وهي أنشطة مختلفة كانت قد توقفت بسبب الوباء، لكنها ستعود بعد انقطاع”.

عودة الأنشطة والدروس والصلاة إلى المساجد في رمضان بحذر (الجزيرة)

قرارات غير نهائية

ورغم كل تلك الاستعدادات للاحتفال بشهر رمضان، فإن القائمين على دار الهجرة لا يعتبرون أن تلك القرارات نهائية، فما زال فيروس كورونا موجودا، وسيحسم الأمر في النهاية أعداد الإصابات ومدى تزايدها.

يقول سيف “نتابع أعداد إصابات كورونا، وكنا قد اتخذنا قرارا بأنه إذا تجاوزت الإصابات في أي وقت 10% من سكان منطقة فولز تشيرش التي نتبعها، فسنعود لاتباع الإجراءات المعتادة في تلك الحالة. لكن الإصابات اليوم في المنطقة لا تتجاوز 4%، ونأمل ألا تزداد”.

مزيد من الأخبار http://www.qamishly.com

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك