مايو 15, 2024

رزق العبي: كلنا شركاء
بدأ السوريون يحضّرون للعيد الثاني عشر من عُمرِ الثورة السورية، وسط الدمار الذي خلّفته طائرات النظام، عيدٌ بطعم الغياب، كما يقال، حيث لا بيت إلا وفيه صورةٌ لشهيد، أو معتقل أو مختفٍ في ظروف غامضة، إلا أنّ الفاعل واحد وفي جميع الحالات.
وفي ريف إدلب، ورغم حركة الطيران التي لا تكاد تفارق سماء المحافظة، بدأت الأسواق تشهد نشاطاً خلافَ الأيام السابقة، إلا أن للغلاء أثر سلبي على عمليات البيع والشراء.
أسعار الحلويات ترهق الجيوب
وقال “فارس العباس” وهو صاحب محل حلويات في مدينة “كفرنبل” لـ “كلنا شركاء”: “السوق مزدحم تماماً إلا أن الحركة الشرائية شبه معدومة لعدة أسباب، منها حزن الناس على الشهداء والقصف المتواصل على المنطقة، وربما غلاء الأسعار نسبة لسعر الدولار”.
وأثناء جولة “كلنا شركاء” على أسواق معرة النعمان وكفرنبل بريف إدلب، وبعض بلدات جبل الزاوية، تفاوتت أسعار الحلويات إلا أنها تتراوح في حدود (الناعم 1000 ليرة سورية، البيتيفور 1200 ليرة، شعيبيات 100 ليرة للقرص الواحد).
“عزو الشيخ” صاحب معمل حلويات قال لـ “كلنا شركاء”: “بالنسبة لنا وباعتبارنا افتتحنا المعمل منذ شهرين تقريباً فقد صنعنا أصنافاً متعددة وذات جودة عالية وبأسعار منافسة، وهذا السبب الذي جعل الإقبال أكثر من غيره عندنا، لأن الشخص ذو الدخل المحدود يبحث عن السعر الأرخص، ونحن قدمنا له السعر والجودة في آن واحد، وبالنسبة للأسعار (الناعم وسوارة الست والفيصلية 750 ليرة، والبيتيفور 800 ليرة، والمبرومة يتراوح سعرها بين 5000-5500-6000-6500 ليرة للكيلو الواحد)، بالإضافة للموالح والمكسرات تبدأ من 700 ليرة”.
ملابس عيد الفطر موجودة
ويعتبر شراء الملابس من أهم الأمور التي تميّز العيد عن غيره، إلا أنها شهدت أسعاراً جنونية خاصة كون معظمها يأتي من مناطق النظام، أو من تركيا، وهذا ما تحدث عن “أبو حسان” وهو تاجر ألبسة في جبل الزاوية، وتابع: “بالنسبة للألبسة بشكل عام الحركة أقل من عيد الفطر ومن العام الماضي تحديداً، وتصنف دون الوسط وذلك يعود لسببين، الأول أن معظم الناس وخاصة محدودي الدخل يلبسون نفس لباس عيد الفطر، والثاني الأوضاع في حلب حيث أننا كنا نعتمد بشكل رئيسي على سوق حلب في تجارتنا، ما أدى إلى زيادة الأسعار بشكل كبير مقارنة مع عيد الفطر، فبنطال الجينز كان يباع العام الماضي بـ 3000 ليرة أما الآن سعره 5000 ليرة وأكثر، البلوزة الرجالية 2500-3500 ليرة، طقم ولادي كامل جودة عادية 6000-7000 ليرة، سعر أقل طقم نسائي 8000 ليرة”.

حلويات منزلية
وبدأ الأهالي بالتوافد على الأسواق منذ يومين تقريبا، إلا أنه يشهد ذروته اليوم، الذي يعتبر يوم الوقفة، وقال “أبو حمود” من بلدة “البارة” في حديث لـ “كلنا شركاء”: “لم يبقَ مكان في قلوبنا للفرح بسبب الأوضاع التي يعرفها الجميع وهي تشمل كافة طبقات المنطقة والشعب السوري بشكل عام، ولكننا نمارس حياتنا الطبيعية وأعيادنا لنثبت للنظام الغاشم أننا أقوى منه، ومهما تمادى في ظلمه لنا فإننا صامدون”.
وأما “أم عبد المجيد” من مدينة “معرة النعمان”، فقد قالت لـ “كلنا شركاء”: “لم يعد للعيد مكاناً في بيتي، فزوجي شهيد، وأنا أعيل أربعة أطفال وأناضل من أجلهم، ولكن بفضل الله أهل الخير يساعدونني، وقد اشتريت لأطفالي لباساً جديداً وحلويات للعيد، فقط كي أدخل الفرحة إلى قلوبهم، لأنه مهما يكن فهم أطفال ويحق لهم ما يحق لباقي الأطفال”.
“أحمد” من بلدة “حاس”، قال لـ “كلنا شركاء”: “أنا أب لطفلين وبدون عمل حاليا، لذلك فأنا غير قادر على شراء شيء في ظل هذه الظروف والأسعار التي لا تتناسب أبداً مع وضعنا، فأنا لا أكاد أملك قوت عائلتي”.
ومن جانبها، قالت “أم يونس”: “نحن معتادون على صنع حلويات العيد في المنزل، ولا يحبذ أفراد عائلتي وأحفادي الحلويات الجاهزة، فأنا صاحبة باع طويل في صنع كعك العيد والبرازق بسمسم والبيتيفور والغريبة”، مكملة بضحكة ونوع من تلطيف الأجواء “أتحدى كل محلات الحلويات في كفرنبل أن تصنع مثل الحلويات التي أصنعها”.
مجازر مع العيد
وعكّرت غارات جوية أجواء تحضيرات العيد في مدينة إدلب بعدما ارتكبت مجزرة مروعة راح ضحيتها حوالي 250 مدنياً بين قتيل وجريح، حيث تركّزت الغارات يوم أمس على المجمع الاستهلاكي والسوق الرئيسي في مدينة إدلب، اللذان كان يغصّان بالمدنيين الذين خرجوا مع أطفالهم لشراء ملابس العيد.

اقرأ:
الكيلو تجاوز ألف ليرة… تين إدلب في طريقه إلى التصدير


المصدر: على وقع المجازر… تحضيراتٌ خجولةٌ للعيد في ريف إدلب

انشر الموضوع