مايو 18, 2024

عتاب محمود: كلنا شركاء
أيها السوريون:
إذا شعرتم بضيق, أو (قرف) من تصرف بعض المحسوبين على الثورة؛؛؛ فحدثتكم أنفسكم بالعودة لحضن (الوطن),,
حينها ,
ما عليكم سوى النظر في الصورة المرفقة !!!!,
أو بإمكانكم  قراءة سطرين من (أي) كتاب “تربية قومية” يقع تحت أيديكم, من تلك الكتب التي كان يدرسها الطلاب السوريين في مختلف مراحل التعليم:
(الروضة, الابتدائي, الاعدادي , الثانوي, الجامعي, ما بعد الجامعي).
بعدها, ستستعيدون حماسكم للثورة,
وستقولون حتماً: ” الله يخزيك ياشيطان”…
فأهم (سبب) لكره السوريين لبيت “الأسد”, وقيامهم بالثورة, , هو ما درسوه في كتب “التربية القومية الاشتراكية”, في المدارس والجامعات.
حيث كان النظام السوري (الممانع) يفرض على الطلاب حفظ  أقوال حافظ الأسد (التافهة)!!!, عن ظهر قلب, وكأنّها أقوال مقدسة, لا يأتيها الباطل من بين يديها, أو من خلفها.
في نفس الوقت الذي كان  الطالب السوري يشاهد فيه  كذب وفساد وطائفية وإجرام “حافظ الأسد”, في كل تفصيل من تفاصيل الحياة اليومية.
على سبيل المثال:
فقد كنا ندرس في الجامعة أقوال حافظ الأسد التي يتحدث فيها (بشكل صريح) بأنّه لن يقبل بالصلح مع الرئيس المصري (حسني مبارك), إلا بعد إلغاء اتفاقيات “كامب ديفيد”, بين مصر وإسرائيل,,
كنا ندرس تلك الأقوال,  مع أنها كانت كانت تعود لسبع سنوات سابقة , من ذلك التاريخ,,,
وكنا نحفظ تلك الأقوال, بينما كانت الأحداث على الأرض تخبرنا بأنّ (الكذّاب) “حافظ الأسد”, كان قد صالح “حسني مبارك”  قبل سنوات,
رغم أن حسني مبارك لم يقم بإلغاء الاتفاقيات المذكورة,,,
بل أكثر من ذلك,
فقد كان ” حسني مبارك”  يزور “حافظ الأسد” أسبوعيا, في تلك الفترة,
بينما نحن ندرس ونحفظ تلك الأقوال,
و وأذكر أنها جاءت (أيضاً) في الامتحان,
وأذكر أيضاً,, أنني أجبت عنها وأنا أضحك, كما يلي:
قال السيد الرئيس: لن نتصالح مع النظام المصري, حتى يتم إلغاء اتفاقيات كامب ديفيد.
من جهة أخرى,
دعوني أروي لكم القصة (الطرفة) التالية عن مادة التربية القومية,,,,
كان أحد أصدقائي يدرس في كلية الهندسة المدنية بجامعة حلب, وكان طالباً مجتهداً جداً, حيث وصل معدله في الفصل الدراسي الأول في السنة الأولى من الجامعة لحدود (81) بالمئة,
وكانت مادة التربية القومية من المقررات المفروضة في الفصل الدراسي الثاني في كلية الهندسة المدنية بحلب,,
يروي صديقي تلك القصة, قائلاً:
جاءنا مدرس لتلك المادة يسمي نفسه الدكتور “أسعد”, علمنا لاحقاً أنّه لا يحمل سوى الشهادة الثانوية, وأن من وهبه لقب دكتور هو “رفعت الأسد” في أيام عزّه,,,,
وحيث أنّه لم يكن (ذلك الدكتور) يفهم شيء في تلك المادة, أو في أي مادة أخرى,
فقد بدأنا نسأل عنه في كلية الاقتصاد, المكان الذي جاءنا منه…
كانت الأجوبة متطابقة,,, , وهي:
هذا (الدكتور) يقيس بالشبر,
والمقصود :
أنّ ذلك (الدكتور), لا يقوم بعملية تصحيح حقيقية لأوراق الامتحان, وإنما كان يقيس كمية الحل التي يكتبها الطالب بـ الشبر,
ثم يضع العلامة التي يراها (هو) مناسبة, كما أنّ نسبة النجاح عنده متدنية جداً,,,
يضيف صديقي:
ولأنني أحرص على بقاء معدلي السنوي مرتفعاً,
ولأنّ ذلك الدكتور (الجحش) لا يُؤمن جانبه,
ولأنّ كل الدنيا أكدت لي أنّ الدراسة لن تنفع في الحصول على علامة مرتفعة عند ذلك (الثور),
لذلك,
رحت أبحث عن أقرباء ذلك (الدكتور), بغية التقرب منه, حتى علمت أنّ ابنة أخته “نعيمة”, تسكن في البناية المجاورة لنا,,,
أرسلتُ أمي, وذهبت معها جارتنا “أم مصطفى” ,, للتعرف على “نعيمة”, وأخذن معهنّ هدية جميلة , عبارة عن قطرميز “مربى باذنجان” صنعته الوالدة,,,
بعدها,
تكررت الزيارات والعزومات, والغاية طبعاً هو الوصول لذلك (الثور),,,
قبل الامتحان بنحو أسبوعين,
فتحت والدتي الموضوع مع “نعيمة”, فتجاوبت “نعيمة” مع والدتي, وقالت لها: تكرمي, ألف طلب مثل هذا الطلب,,,
ولكنّ والدتي شددت عليها قائلة:
ابني درس المادة بشكل ممتاز, ولكن لا مانع من الحصول على توصية منكِ.
يكمل صديقي:
جاءت أسئلة الامتحان (مادة التربية القومية) سهلة وبسيطة, وأجبت عنها بالكامل, لأنني حضرت المادة لمدة شهرين,,, والمفروض أن تكون علامتي فوق (95) علامة,,,
ظهرت النتائج, بعدها بعدة أسابيع,
لقد أعطاني ذلك الدكتور علامة (48+2), وهي الحد الأدنى للنجاح في المادة,
تلك النتيجة تسببت في مرضي لمدة أسبوع,
كما تسببت في نزول معدلي العام نحو (5) علامات,,,
لم أنم لمدة أسبوع (ومرضت كما ذكرت) من شدة القهر, والاحساس بالظلم,
خاصة, وأنني أجبت إجابات كاملة عن كل الأسئلة,
كما أنّ “نعيمة” أوصت بي ؟؟؟؟,,,
المهم:
في الأسبوع التالي, ذهبت إلى ذلك (الدكتور),
وقلت له:
يا دكتور أنا اسمي فلان الفلاني,,,
قبل أن أكمل كلامي,,, قام ذلك (الدكتور) من وراء مكتبه, وصافحني بحرارة,,,
وسألني: مو أنت اللي وصتني فيك بنت اختي “نعيمة”؟
أجبته: نعم !!!
قال (فرحاً): شلون شفتلي النتيجة, مو عجبتك؟
قلت له: شلون  عجبتني يا دكتور ؟؟؟
أنا درست المادة بشكل ممتاز, وأجبت على جميع الأسئلة بشكل ممتاز, ثم كانت نتيجتي (48+2), وهو ما تسبب بنزول معدلي العام (5) درجات,,,
قال مذهولاً: يا زلمة , الله يسامحكم,,
  “نعيمة” قالتلي خلليه ينجح,,, ما قالتلي عطيه علامة عالية,,,
شو كنت خسران أنا,, عوض ما أكتب العلامة (48),, بساويها (84),,,
شو خسران آآآه قللي, شو خسران أنا.


المصدر: عتاب محمود: مادة.. (التربية القومية الاشتراكية) , الدواء الناجع؟؟؟

انشر الموضوع