مايو 15, 2024

تشرين – لمى سليمان:
لم يعد تعدد المهن حكراً على الرجال، إذ تمتهن المرأة في ظل الظروف الحالية مهناً عديدة لتقي عائلتها شر الضنك .. المرأة العاملة المعيلة، ولمواجهة الظروف الحالية، حوّلت هواياتها إلى مهن تدرّ عليها دخلاً معقولاً رغم كل الظروف التي تعوقها. فكيف استغلت المرأة العاملة هوايتها لتساند عائلتها، وما الصعوبات والمطالبات، وكيف عمل اتحاد العمال على مساعدة المرأة العاملة في تخطّيها؟
“تشرين” التقت عدداً من النساء العاملات اللاتي حولن هواياتهن إلى مهن، اللواتي تحدثن عن تجارب عديدة والصعوبات و كيفية التسويق.
تذكر السيدة سيلين قواس أنها تعمل في تسليك الأحجار الكريمة بأسلاك النحاس لصناعة مجوهرات وحلي، وقد بدأت بتعلمها عبر الإنترنت، و شيئاً فشيئاً أتقنت المهنة وبدأت بالعمل، كان الأمر بالبداية مجرد هواية لها ثم تحول إلى عمل، ولفتت إلى أنها تضطر لشراء المواد الأولية من الأسواق رغم غلاء بعضها ولكن المنفعة المادية و الإقبال الكبير على الشراء من قبل السيدات شجعها على العمل، و كانت فرصة التسويق الأولى هي المعارض التي يقيمها اتحاد العمال.
نهى حجازي مهندسة في نقابة عمال البناء والإسمنت ترى أنه أصبح من الضروري للمرأة العاملة أن تبحث عن عمل ثانٍ لدعم أسرتها ومن هنا جاءت فكرة تدوير الأقمشة المستعملة.
وتضيف: نستطيع أن نصنع من لا شيء شيئاً مفيداً، وقد بدأت الفكرة باتباع الدورات المقامة في اتحاد العمال لتحويل الهواية إلى مهنة للمساعدة في دعم اقتصاد الأسرة وفي الوقت نفسه نستطيع استثمار بعض الأشياء القديمة، كالألبسة لصناعة أشياء جديدة كالأغطية مثلاً، ومن ثم بيعها بأسعار مخفضة مقارنة بأسعار السوق.
وأما عن تسويق المنتجات فيبدأ الأمر كالعادة بين الأصدقاء والمقربين ومن ثم عن طريق المعارض أو الإنترنت.
من جانبها أوضحت المهندسة سامية السيد أن الفن والهواية في ظل الظروف التي نعيشها اليوم، يجب أن يكونان مرتبطين بالدخل المادي، ولذلك جمعت فريقاً مكوناً من٣٠ امرأة عاملة معيلة، مابين طالبات جامعيات و موظفات وحتى جدات متقاعدات أو من ذوات الهمم، يجمعهن هدف أساس هو الدعم الاقتصادي للأسرة، وباستخدام الصنّارة و خيطان الصوف استطعن أن يضفن فناً إلى أي قطعة تبدو عادية، ليتم دمجها بالخشب أو القماش وحتى الجلد الطبيعي ليتم بيعها.
وبرأي السيد فإنّ المشكلة الأساسية هي غلاء المواد الأولية اللازمة للعمل وضعف السوق والتسويق، الأمر الذي يخفض قيمة العائد المادي الذي يعملن لأجله.
وعلى ما يبدو فإنّ تراجع القوة الشرائية وضيق السوق وضعف سبل التسويق المتاحة هي أهم أسباب عزوف بعض السيدات عن العمل، فمنهن من طالبت بفتح باب الوزارات، كوزارة السياحة والصناعة لتسويق منتجاتهن، في حين رغبت الأخريات بأسواق خارجية لتصريف المنتجات ذات الجودة العالية، إضافة إلى رغبة كبيرة من قبل بعضهن بعودة الاتحاد النسائي لضمان حقوق المرأة العاملة و مساندتها.
عن كيفية الاستجابة لمطالبات المرأة العاملة المعيلة ومساعدتها، يوضح رئيس اتحاد عمال دمشق وريفها عدنان الطوطو لـ”تشرين”: أنه خلال فترة الحرب التي مرت بها سورية، قدمت الطبقة العاملة الكثير من الجهد والعرق والدم والشهداء، وبشكل خاص وفي هذه الظروف الصعبة التي مررنا بها، كان لابدّ من اجتراح الحلول وإيجاد فرص عمل، تساعد الأسرة في المعيشة الضنكى التي تعانيها، وكان من الواجب الدخول بعمق الى داخل الأسرة لنجد ما يمكن المساعدة به، وعلى أساس ذلك أقمنا الدورات المهنية مثل دورات الخياطة والحلاقة النسائية وصناعة المنظفات والصابون وتدوير الأقمشة، إضافة إلى اللغات والمعلوماتية والمحاسبة”.
وأضاف الطوطو : تم تأهيل عدد كبير من أبناء الطبقة العاملة، والدورات لا تشمل فقط المرأة العاملة، وإنما أفراد أسرتها ليتمكن المتدرب أن يحمل هذه الشهادة ويجد فرصة عمل تليق به وتساعده في المعيشة.
كما بين الطوطو أنه يقام في كل سنة معرض لتسويق منتجات المرأة العاملة، يكون من نتاج الدورات.
وبالنسبة لمعرض هذه السنة فقد تم بمشاركة 50 سيدة من أبناء الطبقة العاملة وأسرهن، وهذه الدورات مجانية وتشمل كافه أبناء الطبقة العاملة من دون استثناء في كل الوزارات.
كما اقمنا، يتابع الطوطو، 20 مركز تدريب للدورات المجانية لأبناء الطبقة العاملة للأساسي والثانوي، بما يقارب 3500 طالب وطالبة، منهم 428 حصلوا تقريباً على العلامة التامة وأقيم حفل مركزي لتكريم المتفوقين.
وبالنسبة لتسويق المنتجات التي تشتغلها المرأة العاملة أوضح الطوطو، أن المعارض تحتل المرتبة الأولى في تسويق المنتجات، ففي معرض العام الماضي تم تسويق ما يقارب 80% من المنتجات، وهذا العام وصل التسويق إلى ما يقارب 100% وبالنسبة للأسواق الخارجية فإن هناك دراسة لإيجاد نافذة تسويق بالاشتراك مع أي وزارة، كوزارة السياحة وغيرها أو أي فعالية أو شركات رائدة، لتقدم النفع لهن

بتسويق إنتاجهن، وهناك جهات طرحت أفكاراً للتعاون، كوزارة السياحة ومؤسسة الريادة، وبعد المعرض سيتم طرح أفكار على الوزارات للتعاون.
أما بالنسبة للقروض، فهناك مشروع تقديم قروض للعاملة التي تنشئ حرفة من الاتحاد العام على مستوى القطر، وسيتم تقديم قرض مناسب لقيمة المشروع وحجمه ومستلزماته، كما أن إقامة المشاريع ضمن مباني الاتحاد واستقدام بعض مواد الأولية مثل ماكينات الخياطة وبعض التجهيزات اللازمة للعمل ضمن الاتحاد، يختصر المواصلات، لافتاً إلى أن أي فكرة يتم طرحها في المكتب التنفيذي وتثبت جدواها سيتم تبنيها.

تابعونا على تويتر

انشر الموضوع