أبريل 16, 2024

كافأت معاهد الصحة الوطنية الأمريكية عالم الطفيليات أدلر ديلمان 1.8 مليون دولار لأنه استقصى كيف تُفاجأ أجسامنا بهجوم الديدان الطفيلية رغم نشاط الجهاز المناعي، وقال العالم في جامعة كاليفورنيا بريفرسايد لموقع Business Insider  أنه من كبار محبي الخيال العلمي، خاصة سلسلة أفلام Alien “وفكرة أن يوجد شيءٌ بداخلك دون علمك تبدو قادمة من هذه الأفلام، لكن يتضح أن لدينا مثل هذه الأشياء على كوكب الأرض”.

هناك بالطبع مليارات البشر -نحو ربع سكان الأرض- مصابون بديدان طفيلية من نوعٍ ما، تُعرف أيضاً بالديدان الخيطية، حسب ديلمان، وهذه الديدان في أغلب الوقت تتسلل إلى أجسادنا خفية، وقد تسبب العمى والقصور الإدراكي بل والموت.

ما نعرفه حتى الآن، وفقاً لديلمان، هو أن الديدان الخيطية تطلق بصاقاً ساماً يساعدها في تجنب الرصد من جهاز المناعة. وبدراسة الكيفية التي يثبط بها السم أجزاء من جهازنا المناعي، يأمل ديلمان في مساعدة العلماء في اكتشاف طريقة أفضل لمعالجة الأمراض المناعية الذاتية القاتلة، مثل داء الأمعاء المتهيجة أو الداء البطني.

ركز بحث ديلمان على التعرف على البروتينات المعينة في سم الديدان الخيطية التي تخدع الجهاز المناعي وتدفعه إلى تجاهل وجودها.

درس مختبره 500 نوع مختلف من البروتينات التي تطلقها الديدان الخيطية وتصيب ذبابة الفاكهة، لأن “الذباب أقل تكلفة وأسهل في التعامل معه، والطفيليات التي تؤثر على الحشرات تطلق البروتينات نفسها في الثدييات”.

تطلب البحث إصابة الذباب بأنواع مختلفة من سم الديدان، وسبب هذا موت بعض الذبابات في غضون ساعات، لأن الديدان الخيطية التي تصيب الحشرات تقتل المضيف، على عكس التي تصيب البشر. لكن ذبابات أخرى تعطلت فيها الاستجابة المناعية بصورة كبيرة، وهذه هي العملية التي يأمل ديلمان في سبر أغوارها.

لكن جمع ما يكفي من السم لإجراء هذه الاختبارات يمثل تحدياً كبيراً، لأنه يتطلب “حلب” الديدان الخيطية المجهرية. “ستحتاج إلى ملايين الديدان للحصول على كمية يمكن قياسها من السم”، وفقاً لديلمان.

استعمال سم الديدان بعلاج أمراض المناعة الذاتية: لا يصعب تخيل لماذا قد ترغب الديدان الخيطية في السيطرة على الالتهاب المعوي في المضيف، فأنواع عديدة من الديدان، منها الديدان الخطافية والسرمية الدودية، تعيش في أمعائنا. لذا فإن الاستجابة المناعية يمكن أن تقتل الدودة بسهولة أو تطردها من الجسم. ومن أجل ذلك، تحتاج الديدان الخيطية إلى أن تسيطر على هذا الالتهاب.

لا يعرف العلماء كيف يمكن للديدان فعل هذا، لكنهم يفترضون أنها تفرز مزيجاً من البروتينات في جسم المضيف.

وقال ديلمان إن هذا الكوكتيل “يمكن تجربته باعتباره سبيلاً لعلاج” الأمراض ذاتية المناعة، نظراً لأن إصابة الشخص بالديدان الخيطية لعلاجه من مرض المناعة الذاتية ليس فكرة مقبولة. “لكن قد يمكننا يوماً ما استعمال البروتينات في تطوير عقاقير تحقق الهدف نفسه”. 

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك