أبريل 24, 2024

صفقة السلاح و مقتل ريجيني .. نواب إيطاليون يسائلون الحكومة ووالداه يتهمانها بالخيانة. دعا النائب الإيطالي إيراسمو بالازوتو رئيس اللجنة البرلمانية التي تحقق في مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر رئيس الوزراء جوزيبي كونتي إلى توضيح حيثيات صفقة السلاح الكبيرة مع مصر، فيما قال والدا الطالب القتيل إن الحكومة الإيطالية خانتهما.

ونقلت صحيفة لاستامبا عن النائب بالازوتو قوله إن الحكومة الإيطالية نكثت الوعود التي قدمتها لعائلة ريجيني الذي عثر عليه مقتولا في مصر قبل حوالي أربعة أعوام ونصف، وتعهدت روما مرارا لوالديه بالعمل على كشف الحقيقة وتقديم الجناة المحاكمة.

وريجيني (28 عاما) هو طالب وباحث إيطالي اختفى وسط القاهرة في 25 يناير/كانون الثاني 2016 بالتزامن مع الذكرى الخامسة لثورة يناير، قبل العثور على جثته وعليها آثار تعذيب في 3 فبراير/شباط من العام ذاته.

وفي محاولة من السلطات المصرية لغسل يدها من الاتهامات بقتله قدمت وزارة الداخلية في 25 مارس/آذار 2016 رواية ثبت زيفها لاحقا زعمت فيها أنها قتلت عصابة مكونة من 5 أشخاص في تبادل لإطلاق النار بإحدى ضواحي القاهرة، وعثرت بحوزتهم على متعلقات ريجيني.

ومنذ ذلك التاريخ توترت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيطاليا، وتلقفت الصحف ووسائل الإعلام الإيطالية والدولية قضية مقتل ريجيني، وتبنتها منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية بهدف الضغط على السلطات المصرية لكشف ملابسات القضية.

وعلى ضوء ذلك، انتقدت الصحيفة صفقة السلاح الكبيرة التي ستبيع بموجبها إيطاليا لمصر فرقاطتين وأربع سفن بحرية و20 زورقا و24 طائرة مقاتلة و24 طائرة للتدريب مقابل مليارات الدولارات، وقالت إن “هذه هي أكبر صفقة من نوعها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لتصبح مصر أكبر زبون لأنظمة التسلح الإيطالية”.

كما دعا بالازوتو رئيس الحكومة كونتي لتوضيح العلاقات مع نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والذي أجرى معه قبل يومين مكالمة هاتفية، وكانت الصفقة العسكرية بين البلدين أهم مواضيعها.

وأضافت الصحيفة أن قضية مقتل ريجيني باتت معيارا للحكم على أمور كثيرة، بينها القيم الديمقراطية والتوازن بين القوة الناعمة والقوة الصلبة ومكانة إيطاليا في فضاء البحر الأبيض المتوسط.

صفقة العار
وأشاد المتحدث باسم منظمة العفو الدولية في إيطاليا ريكاردو نوري بمبادرة النواب الإيطاليين لمساءلة الحكومة بشأن قضية ريجيني، ووصف الصفقة العسكرية بين مصر وإيطاليا بأنها ليست “طلبية القرن” ولكنها “عار القرن”.

وتساءلت الصحيفة عن مبررات تعامل إيطاليا مع مصر التي حلت في المرتبة 166 من أصل 180 في ترتيب “مراسلون بلا حدود” بشأن حرية الصحافة، وتعتبر ساحة سجن كبيرة للمعارضين.

وأشارت الصحيفة إلى قضية باتريك زكي -وهو طالب مصري في جامعة بولونيا الإيطالية- الذي لا يزال السجن منذ أربعة أشهر، فيما أطلقت السلطات سراح عدد من المجرمين بسبب فيروس كورونا.

من جهة أخرى، نقلت صحيفة لاريبوبليكا عن باولا وكلاوديو ريجيني -وهما والدا الطالب جوليو ريجيني- قولهما إن حكومة بلادهما خانتهما عندما قررت إبرام صفقة تسلح كبيرة مع مصر، وقالا إن تلك الأسلحة ستكون أداة في يد السلطات المصرية لانتهاك حقوق الإنسان.

وأضاف والدا ريجيني “نشعر بالخيانة، وأيضا بالإهانة والغضب من الاستخدام الذي تقوم به الحكومة لملف ريجيني، في كل مرة يتم إبرام اتفاق تجاري مع مصر ووصف حكومة السيسي بأنها صديقة فإن ذلك يعتبر بمثابة إطلاق رصاصة على اسم ريجيني وكأنهم يريدون التخلص من قضيته”.

ووصفت الصحيفة تلك الصفقة العسكرية بأنها حساسة للغاية، لأنها دليل جديد على العلاقة السياسية والتجارية القوية بين روما والقاهرة رغم أن الأخيرة لم تكن خلال الأعوام الماضية متعاونة من أجل الكشف عن الأطراف المتورطة في مقتل الطالب ريجيني.

ونقلت لاريبوبليكا قبل أيام عن مصدر في رئاسة الوزراء الإيطالية قوله إن تلك الصفقة التي تقدر قيمتها بحوالي 9 مليارات دولار تعد بمثابة “مهمة القرن”، لما تمثله من قيم سياسية وتجارية وصناعية.

اقرأ أيضًا:

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك