مايو 11, 2024

قالت صحيفة “فزغلياد” الروسية إن انخفاض الدخل وارتفاع الأسعار ومعدلات البطالة فضلا عن إغراق البلدان في الظلام، هو الثمن الذي يتعين على الأميركيين العاديين والأوروبيين دفعه في ظل الحرب الاقتصادية ضد موسكو.

وأوضحت في تقرير لها أن الظرف الراهن ووضع روسيا تحت مدفعية العقوبات الدولية من شأنه المساس بالسياسة الداخلية للدول الغربية، التي يشعر سكانها ولأول مرة بتأثير المواجهة العالمية مع روسيا، مشيرة إلى توقعات المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، بأن تكلفة عواقب العملية الروسية في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على الاقتصاد الروسي تتعدى تكلفة تفشي جائحة “كوفيد-19” في العالم.

وأضاف التقرير أن معدل التضخم السنوي بالولايات المتحدة الأميركية سجل أعلى مستوى له منذ 40 عاما، متجاوزا نسبة 7%، ويرجع ذلك بالأساس إلى ارتفاع أسعار النفط، مبينا أنه نتيجة لارتفاع الأسعار؛ باتت الحرب الاقتصادية ضد روسيا تكتسب بُعدا شعبيا في الولايات المتحدة، فيما تتوقع بريطانيا انخفاض مستوى المعيشة السنوي بمقدار 2500 جنيه إسترليني لكل أسرة.

أمثلة من فرنسا وألمانيا

ويلفت الكاتب إلى أن فرنسا دعت مواطنيها إلى خفض معدل استعمال الأجهزة الكهربائية، بينما أعلنت ألمانيا عن زيادة تكلفة الغاز بنسبة 25% بداية من مايو/أيار، ورغم أن إطلاق خط أنابيب “نورد ستريم 2” من شأنه المساهمة في تخفيض تكلفة الغاز، فإن برلين تجاهلت مصلحة رعاياها وأصدرت قرارا رسميا يقضي بإيقاف اعتماد هذا الخط على خلفية اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وعليه بات محتوما على الأوروبيين والأميركيين دفع ثمن تضييق الخناق الاقتصادي على روسيا من جيوبهم الخاصة.

ويشير التقرير إلى أنه لا ينبغي التقليل من شأن مستوى دعم المجتمع الغربي لأوكرانيا؛ خاصة في ظل تبني وسائل الإعلام في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وجهة النظر الأميركية والأوكرانية في ما يتعلق بالأزمة الروسية-الأوكرانية؛ حيث اعتبرت جمهورية التشيك ودول البلطيق أن دعم العملية الروسية في أوكرانيا جريمة جنائية.

كما قفزت شعبية الرئيس الفرنسي من 25% إلى 33% عقب دعمه لأوكرانيا وإبداء استعداده للعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا وعدم تردده في فرض عقوبات ضد روسيا، وهو الأمر الذي يضمن إعادة انتخابه في الجولة الثانية بالانتخابات المقرر عقدها في ربيع العام الجاري، بينما انخفضت فرص فوز السياسي الفرنسي اليميني المتطرف والمرشح الرئاسي إريك زمور، الذي يقدم تصورا مختلفا للعلاقات مع روسيا، وبدا في وقت سابق كمنافس جاد للمالك الحالي لقصر الإليزيه.

الأرباح الضائعة

ويقول التقرير إن العقوبات التي فُرضت على روسيا بعد ضمها جزيرة القرم عام 2014 كبّدت الغرب خسائر كبيرة؛ مشيرا إلى أن الغرب صنف ذلك في خانة الأرباح الضائعة، أي العائدات التي كان يمكن للشركات الكبرى تحقيقها لولا فرض العقوبات، ففي ذلك الوقت؛ قيدت العقوبات قدرة المزارعين الأوروبيين وغيرهم من المنتجين الزراعيين على الإنتاج بعد إغلاق موسكو السوق الروسية ردا على العقوبات التي طالتها، لكن الإعانات الإضافية التي قدمتها بروكسل للمزارعين ساعدت على مجابهة تداعيات الظرف الاستثنائي آنذاك.

وتؤكد الصحيفة أن رابط الاقتصاد الروسي باقتصاديات الغرب متين لدرجة أن الفجوة الحالية تهدد الأغلبية، الأغنياء والفقراء على حد سواء، وذلك على الرغم من النجاح في استبدال الواردات الروسية بعد فرض عقوبات على روسيا عام 2014.

الأنانية الوطنية

وتتابع بأن الناخبين أناس عاديون، ولهذا فإن الوضع الراهن ينمي مطالبة الناخبين بـ”الأنانية الوطنية” في أوروبا ويعزز وجهات نظر “الانعزاليين الجدد” مثل دونالد ترامب في الولايات المتحدة.

ونوه الكاتب إلى أن مسحا أجراه خبراء البنك المركزي، كشف أن معدل التضخم في روسيا بلغ نسبة 20%، بينما تتراوح هذه النسبة بين 8 و9% بالولايات المتحدة وبين 7 و8% في بريطانيا، كما انخفض معدل الناتج المحلي الإجمالي الروسي بنسبة 8% في العام الجاري، مبينا أنه في ظل بحث الأوروبيين، الذين يبتعدون عن تبني موقف معاد لروسيا، عن طرق أخرى أقل تكلفة لحل الخلافات مع موسكو، فسوف يشهد الاقتصاد الروسي نوعا من الانتعاش.

مزيد من الأخبار http://www.qamishly.com

انشر الموضوع