مايو 17, 2024

إياس العمر: كلنا شركاء
أصبح فصل الشتاء من أثقل الفصول على السوريين في الداخل، كونه بات يرهق كاهل الأسر نتيجة ارتفاع أسعار وسائل التدفئة والمحروقات بشكل جنوني، ولاسيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، ولكن فصل شتاء هذا العام، والسادس منذ انطلاق الثورة السورية، حمل معه عدداً من المستجدات في محافظة درعا، فأسعار المحروقات والحطب اختلفت عن شتاء العام الماضي 2015.
وشهد سعر المازوت انخفاضاً ملحوظاً في أسعاره عما كانت عليه في فصل الشتاء الماضي، بينما ارتفعت أسعار الحطب بشكل كبير، وقال “عيسى العامر” أحد تجار المحروقات لـ “كلنا شركاء”، إن طلب الأهالي لمادة المازوت ازداد بشكل كبير جداً هذا العام على عكس الأعوام الثلاثة الماضية، وبات المازوت المادة الأكثر طلباً للاستخدام في التدفئة، كون سعر اللتر الواحد يتراوح بين 275 ليرة سورية و325 ليرة سورية، وذلك بحسب مصدر المادة، فالمازوت النظامي (أي القادم من مناطق النظام)، يكون سعره أعلى من سعر المازوت القادم من مناطق سيطرة تنظيم “داعش” عبر وسطاء تابعين لأجهزة النظام الأمنية.
وأشار إلى أن سعر المازوت انخفض عن العام الماضي إلى أكثر من 125 ليرة سورية، وتزامن الانخفاض مع ارتفاع سعر صرف الليرة سورية، فالأسر التي تعتمد في دخلها على أبنائها من المغتربين أصبح سعر المازوت قريب لحد ما من سعره قبل الثورة، بالنظر لفرق تصريف الليرة السورية، فسعر اللتر كان تقريباً أكثر من نصف دولار في العام 2011، وهو قريب من هذا السعر الآن بالنظر لارتفاع سعر الصرف.
وبدوره، قال “سمير الحريري” تاجر حطب في ريف درعا الشرقي، لـ “كلنا شركاء”، إن أسعار الحطب ارتفعت من 45 ألف ليرة سورية في العام الماضي إلى أكثر من 60 ألف ليرة سورية في العام الحالي، وذلك نتيجة عمليات التحطيب الكبيرة التي تمت في الأعوام الماضية، مما أدى إلى انخفاض العرض، فعمليات التحطيب خلال الأعوام الماضية لم تكن تتم بشكل منظم، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الحطب.
وأضاف بأنه خلال الأشهر الماضية كان ملاحظاً وصول عمليات التحطيب لبعض الحدائق العامة، وأضاف بأن ارتفاع سعر الحطب أدى إلى انخفاض الطلب عليه مقارنة بالأعوام الماضية، فالأهالي يفضلون شراء 500 لتر من مادة المازوت على شراء 2 طن من الحطب، وذلك نظراً لسهولة استخدام المازوت بالمقارنة مع الحطب، ولاسيما لمن لديه أطفال أو كبار في السن.
وقال “تيسير المسالمة”، أحد أهالي مدينة درعا، لـ “كلنا شركاء”، إنه يوجد تفاوت واضح في المجتمع، فمن لديه مغتربون في الخارج لا يكترث كثيراً بارتفاع سعر مادة المازوت أو انخفاضه، بينما من يعمل في الداخل بمتوسط دخل 30 ألف ليرة سورية هو بحاجة لأن يعمل طوال فصل الشتاء من أجل تأمين ثمن 500 لتر من المازوت بمبلغ يصل إلى 150 ألف ليرة سورية، لذلك يعتمد على استخدام مدافئ الحطب أو الغاز، فسعر أسطوانة الغاز 6500 ليرة سورية، مشيراً إلى أنه يستخدم الغاز في التدفئة وأن أسرته بشكل متوسط بحاجة 12 أسطوانة غاز طيلة فصل الشتاء، يصل ثمنها إلى 78 ألف ليرة سورية، أي نصف تكلفة المازوت.
وأشار إلى أن فصل الشتاء أصبح هاجس معظم الأسر، فمعظم مصاريف الأسرة السنوية تأتي في نفس الفترة، وهو موسم الأعياد وعودة المدارس، بالإضافة لمونة فصل الشتاء.
وأردف “المسالمة” بأن التكافل الاجتماعي هو من يخفف بعض الأعباء على الأسر المحتاجة، فعدد من المنظمات في الداخل السوري بدأت مؤخراً بإعداد مشاريع لدعم الأهالي في فصل الشتاء.
ويذكر أن مجلس محافظة درعا أطلق حملة تهدف لجمع مبلغ مليون دولار أمريكي لتقديم الدعم لعشرة آلاف أسرة في محافظة درعا، لتأمين مواد التدفئة في فصل الشتاء، وقد بدأت عدد من المنظمات العاملة في الداخل مشاريع مشابهة تستهدف على وجه التحديد الأسر في المخيمات.
اقرأ:
درعا بين جبهات القتال والمصالحات المحلية



المصدر: شتاء درعا لهذا العام… انخفاضٌ بأسعار المازوت وارتفاعٌ بأسعار الحطب

انشر الموضوع