مايو 18, 2024

عدي عودة: كلنا شركاء
تزداد معاناة المدنيين في حي القابون الدمشقي، والأحياء الأخرى المحاصرة بدمشق، مع دخول فصل الشتاء، بسبب قلة العمل وانتشار البطالة في المنطقة من جهة، ومن جهة أخرى بسبب ارتفاع تكاليف المعيشية، نتيجة الحصار المطبق من قبل قوات النظام على الحي.
ويعاني أهالي حي القابون من غلاء المحروقات كالغاز والمازوت والبنزين، والتي تستخدم للطهي والغسيل والتدفئة وغيرها، حيث يصل سعر أسطوانة الغاز في الحي إلى 11 ألف ليرة سورية، بينما سعرها في مناطق سيطرة النظام لا يتجاوز 2000 ليرة، ويصل سعر ليتر المازوت في الحي أيضاً إلى نحو 425 ليرة.
وتلجأ بعض العائلات إلى العديد من الطرق لتأمين وسائل التدفئة، كقطع أغضان الأشجار، أو جمع أكياس النايلون والبلاستيك من الطرقات والشوارع، وأما الحطب فهو شبه مفقود، بسبب قلة الأشجار والمناطق الزراعية التي تتواجد فيها الأشجار، وبلغ سعر كيلو الحطب هذا العام، عن وجد، 150 ليرة سورية، في حين كان العام الماضي يتراوح سعره بين 100 و110 ليرات سورية.
وقال “حازم” أحد أهالي حي القابون، لـ “كلنا شركاء”: “مع دخولنا في فصل الشتاء، تحتاج الأهالي، وبشكل كبير، إلى مواد للتدفئة، ولا يستطيع كل أهالي الحي شراءها، ومعظمهم يذهبون إلى المزارع والحقول والشوارع لجمعها، وفي بعض الأحيان يقومون بتكسير أثاث المنازل من خزائن وطاولات وغيرها، ليتدفؤوا عليها، وحتى المؤسسات في الحي تقوم بتوزيع كيس من الحطب بوزن 50 كيلو غرام لا يكفي لشيء”.
ومن جهته، قال “أبو الوليد”، أحد بائعي الحطب في حي القابون، لـ “كلنا شركاء”: “ارتفعت أسعار الحطب قليلاً عما كانت عليه الشتاء الماضي، وكافة أنواع الأخشاب التي نبيعها، سواء كانت مشمش أو زيتون، هي من النوع الرطب ويصعب على الأهالي حرقها، بسبب رطوبتها الزائدة، لأن أغلبها من شروش الأشجار، لكن الأهالي مجبرون على شرائها، لأنه الحل الأسهل والأوفر للفقراء في الحي”.
وأضاف: “في الآونة الأخيرة باتت تأتي الأخشاب إلى حي القابون من غوطة دمشق الشرقية، لوفرتها هناك وكثرة المناطق الزراعية فيها، فيتم نشرها وإرسالها إلى القابون وبيعها لأصحاب المحال والبسطات في شوارع الحي، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه، ستفقد غوطتنا كافة أشجارها التي يبلغ عمرها عشرات السنين”.
ويذكر أن أهالي حي القابون يعانون من نقص الخدمات المعيشية والأساسية، وارتفاع أسعارها، بالرغم من وجود هدنة في المنطقة بين الثوار وقوات النظام منذ بداية شباط 2014.
اقرأ:
(النصيحة بجمل) عرضٌ مسرحيٌ في حي القابون بدمشق لنُصح الطلاب




المصدر: شتاءٌ قاسٍ يتوعّد ساكني حي القابون الدمشقي

انشر الموضوع