زيد العمر: كلنا شركاء
يوم بعد يوم، يزداد طمع الشبيحة ويلجؤون إلى أساليب جديدة للسرقة والاحتيال ولو كان ذلك على حساب الشعب أو ممتلكات الدولة، فاتخذوا شعارهم السرقة والتعفيش في غياب المراقبة القانونية من النظام، حتى وصل بهم المطاف إلى استغلال الأماكن العامة لملء جيوبهم من أموال الشعب.
شبيحة مدينة حماة والأشخاص أصحاب النفوذ داخل المدينة توجهوا إلى الحدائق العامة والتي هي “ملك الشعب” كما هو مكتوب على بابها، وجعلوا منها مصدراً للدخل في ظل الهدوء الذي تعيشه المدينة، حيث ينتشر الأهالي في الحدائق العامة عند قدوم فصل الصيف هربا من حرارة الطقس.
وناشد أهالي مدينة حماة المسؤولين في المدينة بالتدخل ومحاسبة الأشخاص الذين استغلوا المتنزه العام في حي “البرناوي” أو ما يطلق عليه “شرفة البرناوي”، بعد أن فرضوا مبلغ 3000 ليرة أجرة طاولة و5 كراسي من اجل الجلوس في أرض تابعة للدولة دون أي طلب آخر على تلك الشرفة، وجعلوا أسعار المشروبات تضاهي الأسعار في المطاعم الفاخرة، الأمر الذي أصابهم بحالة من الاستياء، خصوصاً في ظل عدم قدرتهم على التنزه في المطاعم والمنتزهات نظراً لكلفتها الباهظة والتي تتجاوز فاتورتها الـ 10 آلاف ليرة.
ولم يكتف المستغلون بذلك، بل منعوا من يأتي بكراسيه معه ليخفف عن نفسه تكاليف النزهة، بحجة أنهم يدفعون للبلدية ضريبة لتلك الكراسي التي وضعوها، وأن كلفة “شمة الهوا” في حماة تتجاوز كل الحدود.
وفي السياق صرح الناشط الإعلامي إبن مدينة حماة “إياد أبو الجود” أن حي “البرناوي” يقع في الشمال الغربي لمدينة حماة وهو حي مستحدث البناء بُني منذ عشرين عاماً تقريباً وتسكن فيه العديد من العائلات الغنية من أبناء مدينة حماة، واشتهر هذا الحي بإطلالته المميزة على أغلب مناطق مدينة حماة ومن بينها قلعة حماة الأثرية.
وتابع “أبو الجود” أنه من عادات أهالي مدينة حماة الخروج للتنزه خصوصا في يوم الجمعة، وبعد موجة غلاء الأسعار التي أصابت كل شيء توجه الأهالي إلى الأماكن العامة تخفيفاً للتكاليف، ولكن بعد سيطرة الشبيحة واللجان الشعبية عليها، جعلوها مصدر دخل لهم بفرضهم مبالغ مادية مقابل الجلوس في تلك الحدائق التي حولوها ملكاً لهم.
وختم “إياد” حديثه أن قصر المحافظ مطل على تلك الشرفة، أي ما يحدث من تجاوزات الشبيحة هو تحت أنظاره، ولكن سلطة الشبيحة واللجان الشعبية أكبر من كل شيء.
المصدر : كلنا شركاء
