مارس 28, 2024

أصدرت محكمة ماليزية، الثلاثاء 28 يوليو/تموز 2020، حكماً بالسجن 12 عاماً على رئيس الوزراء السابق نجيب عبدالرزاق، بعد أن أدانته بالفساد، وذلك في أول محاكمة تتعلق بفضيحة مالية بمليارات الدولارات في صندوق الاستثمار الحكومي (1إم.دي.بي)، والتي امتدت إلى دول الخليج وهوليوود.

السجن والغرامة: في قضية تعد على نطاق واسع اختباراً لجهود ماليزيا من أجل القضاء على الفساد، وقد تكون لها تداعيات سياسية كبيرة، حكم قاضي المحكمة العليا محمد نزلان محمد غزالي، بالسجن 12 عاماً على نجيب، وغرامة قدرها 210 ملايين رينغيت (49.4 مليون دولار) بتهمة إساءة استغلال السلطة.

كما قضت المحكمة كذلك بسجن نجيب (67 عاماً) عشر سنوات عن كل تهمة، من ثلاث بخيانة الأمانة، وثلاث بغسل الأموال من أجل الحصول دون سند قانوني على نحو عشرة ملايين دولار من وحدة إس.آر.سي إنترناشونال التي كانت تابعة للصندوق.

قال القاضي “بعد النظر في جميع الأدلة في هذه المحاكمة، أجد أن الادعاء أثبت قضيته بنجاح دون أي شك منطقي”. وأمر بأن تنفذ الأحكام بالتزامن مع بعضها البعض.

لن يسجن فوراً: لكن القاضي قبل طلباً قدمه محامو نجيب بإرجاء تنفيذ حكم السجن والعقوبة المالية، لكنه طلب من نجيب دفع كفالة إضافية والحضور إلى قسم للشرطة مرتين شهرياً.

كان نجيب قد دفع ببراءته، وقال إنه سيطعن على حكم المحكمة الاتحادية الماليزية إذا ما أدين. وثمة احتمال بأن تلغي المحكمة العليا الحكم جزئياً أو كلياً لدى استئنافه، غير أن ذلك قد يستغرق سنوات.


رئيس الوزراء السابق نجيب عبدالرزاق/ رويترز
رئيس الوزراء السابق نجيب عبدالرزاق/ رويترز

سرقة مليار دولار: الملايين العشرة تقريباً الخاصة بقضية شركة إس.آر.سي ما هي إلا نزر يسير من الأموال المتهم نجيب بالحصول عليها بشكل غير قانوني من صندوق الاستثمار الحكومي الماليزي (1إم.دي.بي).

يقول الادعاء إن أكثر من مليار دولار من أموال الصندوق وصلت إلى حساباته الشخصية، ويواجه بشأنها إجمالاً 42 اتهاماً جنائياً. وكان نجيب قاد ماليزيا لقرابة عشر سنوات قبل أن يخسر الانتخابات عام 2018.

بينما تقول الولايات المتحدة والسلطات الماليزية إن 4.5 مليار دولار في المجمل يُعتقد أنها سُرقت من الصندوق الذي أسسه نجيب، واستخدمت في أرجاء مختلفة من العالم لشراء قطع فنية ويخت فاخر وتمويل فيلم (وولف أوف وول ستريت) “ذئب وول ستريت”.

ألماس وردي: قال المدعون أيضاً إن 27 مليون دولار استُخدمت لشراء عقد من الألماس الوردي لزوجة نجيب، روسمة منصور، وبعض الأموال ذهب لتمويل حملات نجيب الانتخابية.

قال مسؤولون أمريكيون إن حجم الأموال المسروقة “من الشعب الماليزي مذهل”، ووصف وزير العدل الأمريكي السابق جيف سيشنز الفضيحة بأنها أسوأ أشكال الفساد الحكومي.

بينما تحوم اتهامات الفساد المتعلقة بصندوق (1إم.دي.بي) حول نجيب منذ أكثر من خمس سنوات، لكن لم تفتح التحقيقات إلا بعد هزيمته في انتخابات عام 2018 التي جاءت بخلفه مهاتير محمد.

في حين دفع محامو نجيب بأنه تعرض للتضليل من جانب رجل الأعمال الماليزي جو لو ومسؤولين غيره بالصندوق، على نحو جعله يظن أن الأموال التي تدخل حساباته الشخصية منحاً من الأسرة الحاكمة في السعودية، وليست مختلسة من وحدة إس.آر.سي كما يقول الادعاء. وينفي “لو” ارتكاب أي مخالفات.

ماذا قال نجيب؟ قال القاضي غزالي في المحكمة إن احتمال تعرض نجيب للتضليل “احتمال بعيد”. 

بينما أدلى نجيب ببيان مقتضب في المحكمة قبل صدور الحكم، إذ قال إنه لم يطلب أو يخطط مطلقاً لوصول الـ42 مليون رينغيت إلى حسابه. وأضاف “لا أدلة أو شهوداً على ذلك”.

تزايدت شعبية نجيب منذ هزيمته في انتخابات 2018، بعد أن قام بحملة مكثفة لتغيير صورته في الأذهان، وانتهج أسلوباً أكثر كياسة لاستبدال صورته كأحد أثرياء الصفوة.

كما عاد حزبه إلى السلطة، في فبراير/شباط، في إطار تحالف قاده رئيس الوزراء الحالي محيي الدين ياسين.

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك