أبريل 24, 2024


زويا العنداري: كلنا شركاء
مع بدء الثورة السّورية منذ أربعة أعوام بدأ الحراك السّلمي في محافظة السّويداء متمثلاً بنخبة من طلاب ومثقفي المحافظة وبعض نقاباتها وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أشكالا مختلفة لهذا الحراك كالإعتصامات السّلمية و إشعال الشموع في بعض السّاحات مع ترديد النشيد الوطني. وكردة فعل على ازدياد درجة العنف والقتل من قبل النظام، تطورت شعارات المظاهرات السّلمية للتندد ببطش النظام والمطالبة بالحرية وبدولةٍ مدنيّة. بقيت المعارضة محصورة بهذه النخبة في المحافظة ولكن كما كان متوقعاً أُلصقت بهم تهمٌ مجهزة من قبل النظام وأتباعه في المحافظة كالتخوين والعمالة، ومن أسوئها تلك التي سفّهت مطلب الحرية واعتباره مطلبا للفلتان (على حد تعبيرهم) على خلاف باقي المحافظات. وبذلك وللأسف فشل الخطاب العلماني كوسيلة لجذب الرأي العام. و على الرغم من انخراط عددٍ كبيرٍ من معارضي المحافظة في صفوف الثورة لم يستطيعوا زج محافظتهم بها، و بقيت السّويداء حيادية وتحت سيطرة النظام.
ومن حوالي ما يقارب العامان بدأ يتداول الناشطون اسم الشّيخ وحيد البلعوس كرجل ديني اختلف معه مفهومنا لرجل الدين التقليدي المسيّس. وأصبح بخطابه الوطني المحنك المتواضع يمثل ظاهرة تمرد جديدة في المحافظة نجحت في لفِّ جمهور شعبي حوله. تباينت أراء المثقفين من المعارضة حول شخصه في البداية وبعضهم من انتقد تواضع خطابه، لكنها كانت “الحنكة” التي غفلتها خطاباتهم المنمقة فسرعان ما جذبهم لصفوفه وأصبح أملاً جديداً لهم. وما زاد من شعبيته مواقفه الوطنية في وأد فتن النظام ومنع الخدمة الإلزامية في جيش الأسد، حيث نجح في تصويب سهامه على النظام من دون معركة معلنة. ورغم الفترة الزمنية المحدودة نسبياً لظاهرة مشايخ الكرامة إلا أنها باتت تُشكل الخطر الأكبر على النظام وأعوانه في المحافظة.
في يوم الجمعة ٤/ ٩/ ٢٠١٥ تم اغتيال الشيخ وحيد البلعوس مع مجموعة من رفاقه شيوخ الكرامة والمتهم الأول هو النظام، ليصبح الشيخ رمزاً وطنياً لهذه المدينة. ويبقى السّؤال هنا هل سيكون هذا التارخ نهضة جديدة للمحافظة أم لا؟




الخبر كاملا هنا: زويا العنداري:تفوق الخطاب الديني على الخطاب العلماني

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك