مايو 18, 2024

حماة- محمد فرحة:
في لغة الأرقام التي هي عادة لغة الإقناع، تعدّت المعدلات المطرية اليوم أضعاف ما يقابلها للفترة نفسها من العام الماضي والأعوام التي سبقته، ما يشي بأننا مع موسم مطري جيد سيعوّض السنين السابقة، لكن السؤال الأهم: هل نحصد من هذه المياه المطرية ما يكفي؟ وهل سدودنا فنياً بوضع جيد؟
بداية، لابدّ من الإشارة إلى أن لدينا مليون هكتار تعتمد على مياه الأمطار في سورية، و٦٩٠ ألف هكتار تروى بمياه المشاريع الزراعية، في حين تبلغ واردات مياه نهر العاصي السنوية ٤٠٠ مليون متر مكعب، منها ٨٠ مليوناً حصة لبنان الشقيق وفقاً لاتفاق عام ١٩٩٤.
نعود للحديث عن كميات المطر التي هطلت منذ بداية فصل الشتاء الحالي وحتى اليوم، فقد تعدّت بكثير ما يقابلها للفترة نفسها من العام الماضي، ففي مجال محافظة حماة؛ بلغت في بلدة وادي العيون ٦٠٣ مم يقابلها للفترة نفسها من العام الماضي وفقاً لحديث مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير ٢٠٦مم، وفي عين حلاقيم ٥٢١ مقابل ٢٧٥ وفي مصياف المدينة، بلغت ٥٠٠ مم مقابل ٢١٦ العام الماضي، وفي مدينة حماة ١١٠ مم مقابل ٥٤ مم.
لكن مازالت هذه المعدلات في المناطق الشرقية دون المستوى المطلوب، حيث بلغت في مدينة سلمية ٨٦ مم، يقابلها للفترة نفسها من العام الماضي ٧٨ مم، في حين ما زالت ناحية السعن- بادية حماة الشرقية دون الخمسين مم، وفي محمية وادي العزيب ٨٠ كم عن حماة مازالت ٤٢ مم.
وكما الحال في مجال منطقة مصياف هو الحال أيضاً في مجال سهل الغاب الخيّر، إذ تعدّت الأمطار اليوم ما يقابلها للفترة نفسها من العام الماضي بشكل كبير وملحوظ، وتدفقت مياه الينابيع في كل من ينابيع طاحون الحلاوة ونهر البارد وأبو قبيس، وهو الذي انخفضت مناسيب تدفقه إلى أكثر من خمسين بالمئة خلال الصيف المنصرم.
غير أن السؤال الكبير والملحّ الآن هو: هل يتم حصد وتخزين هذه المياه أم تبقى تذهب هدراً بلا طائل، ونتحدث هنا عن واردات مياه سهل الغاب الذي يردد البعض حوله مقولة” يغرق شتاء ويعطش صيفاً” ؟
مدير موارد حماة المائية الدكتور مطيع عبشي، أوضح لـ”تشرين”، أن مجمع سدّي أفاميا مازال بوضع فني يتعذر ضخ المياه إلى سدّيه، وكانت أول خطوة قمنا بها أننا أنهينا تأهيل محطة ضخّ التوينة، في حين كما هو معلوم، أن نهر الساروت يصب في سد محردة.
تعود” تشرين” وتسأل: ما الفائدة من عملية تأهيل محطة ضخ التوينة، مادامت السدود التي ستضخ المياه إليها بوضع فني غير جيد ولم يتم استلام هذه المحطة بعد؟
يجيب مدير موارد حماة المائية: حال استلامنا للمحطة المذكورة، سوف نقوم بعملية الضخ لأقنية الري الـ / ٣٠٠٠ ، ٣٠٠٥ عبر شبكات الرّي، بعد إغلاق هذه الأقنية، فهي تستوعب أكبر قدر ممكن من المياه عند إغلاقها عبر بوابات، ليستفاد من مياهها صيفاً.. وهنا انتهى كلام مدير موارد حماة المائية..
لكن تبقى قضية الحصاد المائي لدينا دون المستوى المطلوب، سواء أكان الأمر في مناطق الاستقرار الأولى والثانية أو في أعماق بادية حماة وحمص وريف دمشق.
ما يؤكد أن كل ما نسمعه من تصريحات واجتماعات لا يتعدّى عما يدور في قاعات هذه الاجتماعات، فالعبرة دوماً في النتائج والمكاسب على الأرض.
وإن كل قطرة ماء تذهب هدراً شتاء لها ثمنها صيفاً، فهل نحسن جيداً حصاد المياه، مصدر أمننا المائي والغذائي معاً؟.

تابعونا على تويتر

انشر الموضوع