أبريل 28, 2024

تحية الثورة والحرية  

يتوجه هذا الخطاب اليكم وأنتم في مؤتمر قمة عربية جديد، آملاً أن يفتح لقاؤكم صفحة جديدة في السياسات العربية، تعبر عن تطلعات أمتكم المتشوقة إلى اصلاح احوالها، وبلوغ أوضاع تتخذ فيها مواقف تتسم بالاستقلالية والكرامة، تجاه الدول الاجنبية، التي لا بد أن تعيد النظر في حساباتها من قضايانا ومصالحنا، بفضل ما ستتخذونه من قرارات وخطوات تنفيذية تؤسس تضامنا عربياً فاعلاً، يريد مواطنوكم أن يغدو حقيقة ملموسة في حياة دولكم وشعوبكم ، وأن لا يبقى مجرد كلمات منمقة سرعان ما تبددها رياح الخلافات العربية / العربية ،وتدخلات الخارج، التي لن تردع دون صحوة ضميرية عندكم كقيادات مسؤولة تعكسها سياسات مشتركة واجراءات واضحة يمليها تصميمكم على دحر مخاطر جمة تحدق بما بقي من الجسد العربي، بعد أن اسقطت مصر العزيزة على قلب كل عربي في بئر يبدو خروجها منها صعبا في المدى المنظور ، ودمرت العراق وسورية ، ووصلت علاماتها إلى بلدان الخليج واليمن : ذلك الموقع من الجسد العربي ، الذي يعني سقوطه انهيار العرب وذهاب ريحهم وايغال جميع بلدانهم في خراب يعلم الله وحده متى تخرج منه ، بينما يزهر ويورق استعمار ايران لاربعة من بلداننا، ويعود الاحتلال الروسي والفارسي إلى المشرق ، وتشرق اسرائىل وتغرب دون ان تجد من يجرأ على النظر إليها.

 بعد أن قوض النظام الاسدي دولة ومجتمع سورية وشطبهما من معادلات القوة معها لأمد غير منظور ، فلا عجب أن اخذت تتصرف وكأنها قوة تستطيع فرض سطوتها على منطقتنا إلى عقود قادمة ، ليس فقط من خلال انفرادها بقوة متفوقة، بل كذلك بما أنزلته من خراب ودمار بدولنا ومجتمعاتنا قوى طائفية وفاسدة، تابعة ومنعدمة الشرعية ، تمسك اليوم بخناق دمشق وبغداد وتغتصب اليمن ولبنان، بدعم من سادتها في طهران ، الذين يستأنفون معركة انتهت بهزيمته قبل خمسة عشر قرنا ، يجددونها اليوم لظنهم ان انتصارهم فيها تضمنه غفلتنا كعرب وخلافاتنا ، فهل سننصاع لهم ام سنواجههم ونفوت عليهم فرص الانتشاء باوهامهم وغرورهم، ونفهمهم بالقرارات التي ستتخذونها أن خروجهم من العراق وسورية واليمن ولبنان صار مطروح بصورة جدية على جدول اعمال امتنا السياسي ، التي صممت على منازلتهم في اوطانها كما في ايران نفسها ، حيث يسوم الملالي اخوتكم في الاحواز أشد العذاب ويخضعونهم لاقسى اضطهاد قومي وعنصري، ويقضون على مقومات وجودهم في ارضهم ،العربية . وليكن بعلمكم ، اصحاب الجلالة والفخامة والسمو ، أن من تتحاشون مواجهتهم لن يتوقفوا عن مواجهتكم إلا مرغمين، وأنكم لن تنجوا إلا بقدر ما تتخذونه من خطوات تنفيذية تترجم تصميمكم على قهرهم وكسر ارادتهم .

اصحاب الجلالة والفخامة والسمو

قال تولستوي ، الكاتب الروسي العظيم ، في احدى رواياته: إن هناك اوقاتا تكون فيها راحة الضمير ضربا من النذالة . ليس قول تولستوي موجها اليكم بالطبع ، لأننا نعلم أن ضمائر معظمكم غير مرتاحة لما يجري في سورية من مجازر مروعة ومذابح ابادية ، لكننا نطالبكم ان تشكلوا هيئة لدى جامعة الدول العربية تلاحق مرتكبي الجرائم حكام دمشق ، وتعمل لتقديمهم إلى محكمة الجنايات الدولية بقرار من الامم المتحدة تقترحه الهيئة وتنال موافقتها عليه .

صحيح أن بينكم من وقف ضد جرائم الاسد وايران وروسيا منذ بدأ قتلتهم بارتكابها ، ولكن بربكم، إلم يحن الوقت للتحقيق وقف نهائي وحاسم لابادة شعب شقيق لكم ولتدمير ما اقامه من عمران طيلة إلاف السنين ؟!، وكيف ستحولون دون وصول الاجرام الى بلدانكم إذا لم تسلموا مقعد سورية في الجامعة العربية إلى ممثلي شعبها الحقيقيين ، ومثله مقعدها في الامم المتحدة، وكيف ستتفادون المصير السوري دون تشكيل لجنة عربية عليا تكونون اعضاء فيها تدرس وتلبي حاجات السوريين داخل وخارج وطنهم ، وتساعدهم على انقاذ هويتهم التي قرر النظام الاسدي القضاء عليها ، وبلوغ حل سياسي يطبق وثيقة جنيف والقرارات ٢١١٨ و ٢٢٥٤ ، عبر ضغوط تمارسونها على روسيا وأميركا ، إلى جانب تزويد الجيش الحر بما يحتاج اليه من سلاح حديث يرد عن شعبه السحق اليومي الذي يتعرض له ، ويواجه بتحد جيشي روسيا وايران وميليشيات المرتزقة اللبنانيين والعراقيين والافغان والباكستانيين ، ويطردهم من وطنه بالقوة، ان رفضوا مغادرته طوعيا بقرار تتخذونه ويسعون لاحاطته بدعم دولي . لا داعلي لتذكيركم باخواتكم واخوتكم في مخيمات اللجوء والتهجير ، وبضرورة تخصيص موازنة قومية تمول تعليم اطفالهم، وامدادهم بما يحتاجون اليه من غذاء ودواء وكساء وسكن ، ونرجوا أن تتذكروا أن دعم شعب سورية هو واجب قومي نثق انكم لستم بحاجة إلى من يبين لكم اهمية الاستجابة له بصورة منظمة ومسنمرة ، إلى ان يخرج اخوتكم من محنتهم.

اصحاب الجلالة والفخامة والسمو

  ما نطالبكم به سيساعد بناتكم وابنائكم على الدفاع عن دول وشعوب امتهم ، ضد دجالي طهران الذين يعتدون على الاسلام وقيمه الرحمانية والانسانية السمحاء . وهو دعوة للتصدي المشترك والحاسم لعدو غزا جيشه ومرتزقته بلداننا وقرر توسيع غزوه وايصاله إلى كل مكان من وطننا التربي، ولا هدف له غير حماية اوطانكم وشعوبكم ايضا من التمزيق والتهجير والقتل تحت التعذيب وبالبراميل المتفجرة والاسلحة الكيميائية ، على غرار ما حدث ويحدث يوميا في سورية ؟. دعونا إذن نضع ايدينا في ايدي بعضنا البعض وندافع عن امتنا في سورية ، التي يتوقف مصير العرب على معركتها ، فإن انتصر قتلة شعبها بارهابييهم ومرتزقتهم  تشجعوا واعتقدوا أن هزيمة العزب غدت ممكنة بل وحتمية . أما إذا انقذنا ما بقي من دولة ومجتمع في سورية ، انقذنا في الوقت نفسه كل بلد بل ومواطن عربي  ، ووضعنا بلداننا وامتنا العربية على طريق الاستقلال والحرية، وضمنا امن وسلامة اوطانها.

 اصحاب الجلالة والفخامة والسمو

     لا نريد منكم اعلانات عاطفية او كلامية ، لأنها لن توقف قتل اطفالنا وامهاتنا وآبائنا . ولا نريد كلمات بل افعالا توقف زحف الموت علينا اليوم وعليكم غدا ، فزودونا بما يحمي وجودنا ووجودكم من عون، واذا كانت “عاصفة الحزم” تحمي اليمن منذ عامين ، فإن نسمة منها تكفي لانتصار عاصفة البطولة التي يبديها السوريون في مواجهة من استدعاهم الاسد إلى بلادنا من وحوش وقتلة ايران ولبنان والعراق وافغانستان وباكستان واوزبكستان وروسيا وبلدان اميركية لاتينية وافريقية كثيرة، وتكفي لاخراج شعبنا في يوم غير بعيد من مقتلة يرفض هؤلاء الغزاة والمرتزقة وقفها .

اصحاب الجلالة والفخامة والسمو

 نتمنى لمؤتمركم النجاح في التصدى لظروف عصيبة ،لم يسبق لأي مؤتمر قمة عربية ان واجه ما يماثلها ، شرط تجاوزها انخراطكم الفاعل في المسألة السورية ، التي لا يجوز ان تكون مسألة برانية بالنسبة لأي منك، سواء طبقنا عليها معايير الانتماء القومي أم القيم الانسانية . اخرجوا سورية من نار الحقد والطغيان التي تحرق شعبها ، كي لا يبقى لكم من السياسة غير الندم !.

٢٤/٣/٢٠١٧                                                     ناشطات وناشطون سوريات وسوريون

المصدر : كلنا شركاء

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك