مايو 12, 2024

رزق العبي: كلنا شركاء
عانت مدينة سراقب خلال الأسابيع الماضية، من قصف عنيف شنّته قوات النظام والعدوان الروسي، على المدينة، والذي تسبب بتعطيل كافة مفاصل الحياة، وكان الدور والحضور الأبرز لفريق الدفاع المدني، الذي أعلن الجاهزية التامة واستنفر بكافة طواقمه، وبكادر لا يتجاوز 21 عنصراً، إلا أنه أنقذ العديد من الحالات، إضافة لتقديم النصائح للأهالي للتعامل مع العنف المفروض.
“أسامة باريش” رئيس مركز الدفاع المدني قال في حديث لـ “كلنا شركاء”: “عملنا في ظروف صعبة جداً، خصوصاً بعدما تعطّلت الإطفائية، إضافة لاستهداف سيارة الإسعاف، وقمنا خلال الهجمة العنيفة بتصليح الآليتان، وإعادتهما للعمل، نظراً للحاجة الماسّة لهما، ولكن أكثر ما كنّا نعاني منه، قلّة الدعم المادي المقدم، حيث أننا كنا نحصل على محروقات الآليات باستدانتها من كازية تابعة لأحد الأصدقاء”.
وتابع “باريش”: “خلال القصف هنالك آليات لم تهدأ لحظة واحدة، وكانت تعمل على إزالة الأنقاض، وفتح الطرقات لتسهيل عمليات الإسعاف، التي تحصل بشكل آني، حجم الدمار كبير جداً، وفي كل متر من سراقب هنالك دمار، وحائط متهدم أو بيت بأكمله، الصور والفيديوهات لم تعكس إلا جزءاً بسيطاً من الواقع”.
مركز الدفاع المدني العامل في المدينة، أعلن في وقت سابق أن الأخيرة منكوبة بكل المقاييس، جراء استمرار استهدافها بالطيران الروسي وطيران النظام، وأوضح المركز أن الطيران لم يستثنِ مكاناً حيوياً إلا وقصفه بكافة أنواع الأسلحة، ما تسبب بدمار واسع في المدينة، وحركة نزوح غير مسبوقة، أدت إلى تعطيل كافة أشكال الحياة.
وطالب المركز بضرورة مدّ يد العون لآلاف الأسر التي افترشت معظمها الأراضي الزراعية، وتقديم كل ما يلزم لمساعدتها.
رئيس مركز الدفاع المدني في سراقب قال: “إن الفريق العامل طوال فترة القصف يتألف من 19 عنصراً، إضافة لثلاثة عناصر متطوعين، والفريق بالمجمل مكلّف بمتابعة الحالات في سراقب وريفها، وهو مستعد لمؤازرة باقي المناطق في حال حدوث أمر كبير، إلا أن الفريق حالياً مسخّر فقط للمدينة، لكونها تتعرض لحملة عنيف جداً”.
وحول المعدات المتوفرة قال: “في المركز آليات عملت وتعمل بشكل متواصل، إلا أننا بحاجة لرافعات كبيرة بسبب سخونة الأوضاع، واعتراضنا لحالات تتطلب جهداً ومعدات ليست موجودة، خصوصاً وأن لدينا آلية يجب تنسيقها، وبشكل عام ينقصنا سيارة خدمة، وآليات ثقيلة، عدا عن أن سيارة إطفاء للمدينة لا تكفي، علماً أننا رفعنا تلك المطالب للدفاع المدني”.
وفيما يخصّ الأمور المالية أكد “باريش”: “بالنسبة لتأمين وقود للآليات نقوم بالاستدانة من إحدى الكازيات، بسبب نقص السيولة المادية، ونحاول التواصل مع طرف يؤمن احتياطي مالي لنكون قادرين على تلبية النداء العاجل الذي يعترضنا، نحن نعمل بظروف استثنائية جداً، مصروفنا خلال خمسة أيام محروقات 1000 دولار، علماً أن المصروف الشهري كلياً لا يتجاوز 700 دولار”.
وحول أوقات العمل قال “بارش”: “إن فريق الدفاع المدني في سراقب، مستنفر بشكل كامل، خلال 24 ساعة، بما في ذلك الأكل والشرب والنوم، والفريق مقسم إلى ثلاثة أقسام، مع معداته، وموزعين على أطراف المدينة، وعندما تضرب الطائرة يتوجه الفريق ويعمل أولاً على إخلاء المدنيين ويبدأ عمله، وقد تعرض الفريق لغارتين بشكل مباشر، واقتصرت الأضرار البشرية على بعض الإصابات الخفيفة، وخرجت سيارة إسعاف لدينا عن الخدمة، ولكن أصلحناها وأعدناها للخدمة، وكذلك تعرضت سيارة الإطفاء للضرر، ولكن أصلحناها، من خلال شخص قدم خدماته لتصليحها، وعادت إلى الخدمة”.
ووجه فريق الدفاع المدني، عبر رئيسه “باريش” نصائح لأهالي المدينة، طالب فيها بضرورة إخلاء المدينة، لكون الحملة العسكرية تتزايد يوماً بعد يوم، وأن يقتصر تواجدهم فقط للضرورة، وفي وقت طلوع الشمس، لقضاء بعض الحاجيات.
اقرأ:
القصف أشبعها دماراً… سراقب مدينةٌ منكوبةٌ بكلّ المقاييس




المصدر: رئيس مركز الدفاع المدني في سراقب لـ (كلنا شركاء): المدينة مدمرة والأهالي يفترشون العراء

انشر الموضوع