مايو 11, 2024

د. وليد اليوسف: كلنا شركاء

عندما قصفت طائرات قاتل الشعب السوري خان شيخون بالغازات الكيماوية السامة، ظن السوريون أن بشار الأسد وطيرانه المجرم بحقهم لأكثر من ست سنين سوف يفلت من أي نوع من العقاب. ولذلك تمالك السوريين شعور بالإحباط من عدم مبالاة المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية إزاء كل الجرائم التي يرتكبها رأس الإرهاب في العالم بشار الأسد. إلا أن السوريين تلقوا قرار دونالد ترامب بتوجيه ضربة قوية إلى مطار الشعيرات وتدمير طائراته التي ألقت بحممها الكيماوية على أطفال خان شيخون بالفرح والهتاف والترحيب. لقد هتف السوريون بحياة الرئيس ترامب ونددنوا بمواقف سلفه باراك أوباما المخزية والتي تسببت في إمعان المجرم بشار الأسد والسفاح بوتين وحليفهما الولي السفيه القابع في قم المدنسة في قتل المزيد من أطفال ونساء وشيوخ وشباب سورية .

يقول السوريون صحيح أن الفعل الأمريكي جاء متأخر وصحيح أنه فعل محدود في زمانه ومكانه ونطاقه التدميري وهدفه السياسي، إلا أن هذه الضربة تنطوي على مؤشرات واضحة لتغيير جدي في منحى السياسة الأمريكية في تعاطيها مع الملف السوري. فقد عان السوريون من سياسة باراك أوباما ووزير خارجيته كيري والتي اتسمت بالكذب والمراوغة لصالح نظام القتل في سورية وغض الطرف عن تدخل إيران بميليشيتها الإرهابية والطائفية في الشأن السوري على حساب الدم السوري ودمار البنية التحتية في كافة مناحي الحياة في سورية. ومن هذا المنطلق راح السوريون يهتفون ضد أوباما بعبارات تؤكد أنه رئيس لا يستحق أن يذكر بخير وأنه ذهب غير مأسوف عليه.

ورغم هذا التأييد القوي للضربة  العسكرية الامريكية لمطار الشعيرات، فإن السوريين لا يزالون يتطلعون لمزيد من هذه الضربات لشل كافة  الأسلحة الجوية التي تذيق السوريين شتى الويلات بشكل يومي. وعليه فلا عجب أن  يهتف السوريون بحياة دونالد ترامب رغم يقينهم أن الأجندة الأمريكية لا تتسع كثيرا لمصلحتهم ولا لتخليصهم من بين براثن بشار وبوتن والولي السفيه. يدرك السوريون أن أمريكا تقدم مصلحتها ومصلحة  إسرائيل على كل مصالح الشعوب العربية ولا تقدم على أي عمل إلا بما يتوافق وهذه المصلحة. يقول السوريون إذا كان تحقيق المصالح الأمريكية يفضي إلى زوال نظام القتل في سوريا وإلى إرساء الأمن والسلام في سورية وللسوريين فمرحبا به وعاش ترامب وسلمت يداه وخاب أوباما ورحل إلى… التاريخ!

المصدر : كلنا شركاء

انشر الموضوع