مايو 5, 2024

د. محمد مرعي مرعي: كلنا شركاء
لم يكن أحد من مواطني سوريا يتصور قبل 2011 أن يصبح التباهي بالطائفية من سلوكيات وممارسات الحياة اليومية سواء من قبل اتباع طائفة سلطة آل الأسد أو مرتزقتها من أبناء الطوائف الأخرى لدرجة الرقص على الجثث والتقاط الصور مع الأسرى والسجناء السياسيين بل ومع المسروقات المنهوبة من منازل النازحين والمهجرين من بيوتهم قسرا ، بل وتعدى ذلك إلى أن أصبح من رفّعتهم سلطة الأسد من حثالة البشر ومتسكعين إلى مرتبة إعلاميين ومراسلين حربيين لها في المعارك مع الثوار الذين يقفون كالطاوويس بجانب الباصات الخضراء وهم يصرخون بوجوب أن يركب الشعب الاعزل المحاصر تلك الباصات لتهجيره إلى المناطق المحررة أو نحو خارج سوريا !
هل كانت تلك النزعات الطائفية وبشكل خاص لدى أبناء الطائفتين العلوية والشيعية كامنة طيلة 50 عاما لتنفلت حاليا من عقالها ، وتعلن على الملأ بأنهم ضد كل سوري لا يقبل آل الأسد في حكم سوريا بل ويطالبون بقتلهم وإنهاء حياتهم وتدمير وجودهم للخلاص منهم وإحلال مرتزقة شيعة من لبنان والعراق وايران والباكستان وافغانستان محلّهم ؟
نتساءل مع كل سوري حر يمتلك الوعي الوطني أو الإنساني : هل كانت سوريا دولة ومجتمعا مدة 50 عاما في مخاض صراع مجتمعي وبركان طوائفي وعرقي يغلي كصراع خفي بين مكوناته ولا يستطع الخروج لأن سطوة المخابرات الأسدية كانت تعيق ذلك بالقتل والترهيب ؟
أم أن النظام التربوي والتعليمي والثقافي والإعلامي وما يلحق به من منظمات ( الطلائع/ الشبيبة / الفتوة / الطلبة / والمنظمات الأخرى) كانت كلها هياكل كرتونية تخفي الغليان الذي تمور به الحياة المجتمعية السورية ؟
يعرف بدقة كل من كان يعيش وسط المنظمات الحكومية ( الجيش ، الأمن ، الإدارات بمختلف مسمياتها وقطاعاتها )أنها كانت تعج بالطائفية المفرطة بالتـوظيف وبالترقيات والتدريب والحوافز وغيرها ) الأمر الذي جعل القطاع الحكومي السوري مفرخة للطائفية تنتظر الانفجار في أية لحظة .
قد يبرّر البعض غلواء أبناء الطائفة العلوية تجاه الغير كونهم كانوا في غالبيتهم منتفعين من سلطة آل الأسد بمستويات متباينة بين (حياة البطر وحياة العبيد) ، لكن ماذا يبرّر لأبناء الطائفة الشيعية صغيرة الحجم جدا في سوريا أو مثيلاتها هذا الافراط في الكراهية والحقد تجاه أبناء سوريا من الثائرين على حكم آل الأسد ، هل هؤلاء ينتمون لسوريا تاريخيا أم أن وجودهم مرتبط بولائهم الطائفي لايران فارس الشيعية ونوازعها القومية ضد كل عربي ومسلم بالعالم ؟
كيف سيتم التعايش مستقبلا مع هؤلاء الطاتفيين بشكل متوحش سيما من قبل من دفع دما وتشريدا وسرقة لممتلكاته ؟ وهل التباهي بالطائفية المقرفة ظهرت كإحدى تداعيات الثورة السورية أم كانت متأصّلة في الوطن السوري قبل ذلك نتيجة أفعال وسلوكيات سلطة آل الأسد ومرتزقتها ؟
اقرأ:
د. محمد مرعي مرعي: تهافت طروحات الإدارات الذاتية للمحافظات السورية أمريكية روسية



المصدر: د. محمد مرعي مرعي: هل التباهي بالطائفية المقرفة من تداعيات الثورة السورية أم تأصّل قبل ذلك ؟

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك