أبريل 30, 2024

د. محمد مرعي مرعي: كلنا شركاء
عرف التاريخ الروسي الدموي بثقافة ( ايفان الرهيب ) الذي كان يستمتع بقتل كل البشر الذين يلتقي بهم ويعيش حالة من السادية والزهو حين يرى دماء ضحاياه تجري أمامه ، وورث حكام روسيا قبل وبعد الاتحاد السوفييتي تلك الثقافة المتوحشة والموغلة في سفك دماء الأبرياء إرضاء لنزعات دموية ورثوها أبا عن جد . لهذا ، لم يعرف التاريخ البشري أنذل من حكام روسيا في فترات الحروب سواء أكانت ضدهم أو هم انخرطوا فيها دون مبرّر كما هو حالهم ومن يحالفهم ( ايران فارس الشيعية وعصابات آل الأسد الطائفية ) في الحرب على الشعب السوري الثائر .
نذكّر بوتين وجنرالاته وطياريه المجرمين أن هتلر لم يقبل أن يقصف جيشه مدرسة الباليه ولا أفران الخبز ولا الأسواق الشعبية في بطرس بورغ المحاذية لمواقع جيوشه أثناء حصارها للمدينة لمدة 4 سنوات  كي لا يسجّل التاريخ أن الجيش الهتلري قتل مدنيين ، في حين أن جيوش بوتين روسيا ( كما يذكر الخبراء العسكريين ) لا تستهدف في سوريا الثورة سوى المدنيين وتقصف طائراتها وصواريخها البالستية التي تحمل عشرات الأطنان من القنابل القاتلة مراكز تجمّع المدنيين حصرا وتدمّر أحياء بكاملها دون إصابة مقاتل واحد ، في حين أن جيوش أمريكا وحلفائها ( المجرمة بحق الشعب السوري كذلك ) تقصف مواقع عسكرية وتصيب فقط المقاتلين دون أن تدمر حائطا واحدا ( إنه الفرق بين الأسلحة الذكية وبين السلاح الغبي التدميري والقاتل الروسي ) وهكذا يستمر جيش روسيا في قصف المدنيين العزل يوميا في مناطق تجمعاتهم لشراء حاجات الطعام من الأسواق الشعبية أو للعلاج لما تبقى من مشافي في أماكن سكناهم بتنسيق تام مع حلفائهم من ميليشيات ايران فارس الشيعية التي تقتل المدنيين السوريين انتقاما انكسار تاريخي فارسي أمام العرب أو عصابات آل الأسد الطائفية التي يقتل ضباطها وجنودها السوريين اشباعا لنزعات طائفية تربوا عليها في جيش سوريا الأسد .هذا يؤكد أن حكام تلك البلاد أو قادة جيوشها أو ضباطها وجنودها لا يعرفون الحس الانساني ولا القيم البشرية وما زالوا يعيشون في عالم الوحشية كأنهم في غابات يفترس فيها الكائن المتوحش من يجده في طريقه .
يترجم سلوك جيش بوتين أن روسيا عاشت كل تاريخها هزائم أمام الأمم الأخرى الأمر الذي ولّد في أغوار بنى تفكير حكامها الانتقام من أي بشر يتسنى لهم قتلهم بشكل شنيع ، وهذا يبدو جليا مع غارات طيران روسيا وصواريخها بعيدة المدى التي دخلت محتلّة لسوريا بعلاقة منفعة متبادلة في القتل والنهب والتدمير وتهجير السكان مع سلطة آل الأسد التي لا شرعية لها ولا قيمة في سوريا سوى لدى مرتزقة ولصوص ومجرمين انتفعوا منها ،إنه التوحش الروسي الذي يجعل بوتين وجنرالاته وجيشه يزهو مبتهجا حين يقتل سوريين بسطاء وفقراء في أسواق الخضر في ادلب ومدنها وأحياء حلب المحاصرة ومدنها وغيرها من المدن السورية بشكل متكرّر يوميا دون أي رادع انساني كونهم لا يمتلكون الضمير ولا الأخلاق ولا الحس البشري ، وإنه عار انتصار المتوحّش على المدنيين في الأسواق الشعبية ؟
اقرأ:
د. محمد مرعي مرعي: بناء الإنسان.. المرحلة الأصعب ما بعد سوريا الأسد



المصدر: د. محمد مرعي مرعي: التوحّش الروسي على المدنيين في الأسواق الشعبية.. ثقافة ايفان الرهيب

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك