مايو 8, 2024

د.غسان المفلح: كلنا شركاء
بتاريخ 24.8.2016 استطاع الجيش الحر تحرير مدينة جرابلس من قبضة داعش، بتمهيد ارضي تركي وغطاء جوي. هذا التدخل التركي المباشر أثار لدينا نحن السوريون  معركة لفظية حامية الوطيس. اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بنيران هذه المعركة. تحرير جرابلس من داعش انجاز يحسب للجيش الحر ولتركيا. لان داعش مركب استخباراتي فاشي مافوق دولتي، عابر للدول، احتلالي واستيطاني بشع. احتلالي لان قادته عموما غير سوريين، وخليفته عراقي ينام كل ليلة بحضن استخباراتي مختلف. رغبتي في التحرر من هذا المركب، لا تقل عن رغبتي من تحرير سورية من الاحتلال الاسدي. داعش مهمتها الاجهاز على حلم الشعب السوري بالانعتاق من فاشية الاسدية. لا يهم من أسسها او مولها او دربها. داعش وجه أوباما الأكثر فاشية بعد الاسدية في تزمين الثورة السورية، وتأكيد أنها ليست أكثر من ملف أمني، يحتاج لادارة السي أي ايه والاف بي أي.
من جهة أخرى التدخل التركي قطع الطريق على قيادة قنديل بمفاجأة لم تكن متوقعة. أولا على كذبة روج افا من جهة، وسحبت منها التلزيم الأمريكي بمحاربة داعش دون القضاء عليها. ما كانت تفعله قيادة قنديل تجهيز روج آفا لتكون قاعدة لوجستية من أجل كفاحها المسلح في تركيا. غير آبهة لا بالشعب السوري بكرده وعربه، ولا تريد ان تفك ارتباطها بمحور الممانعة. محور الممانعة هو الظهير الوحيد للقاعدة المسلحة الانتي تركية. من جهة أخرى قيادة قنديل لا تناضل من أجل حل القضية الكردية في تركيا، كما يتصور أهلنا الكرد، بل مشروع قنديل سلطة على الطريقة الاسدية في تركيا. حمراء من الخارج وبيضاء بنجمة معقوفة من الداخل. دليل بسيط ان حزب الشعوب الديمقراطي بزعامة صلاح ديمرتاش لا يشكل نوابه الكرد في البرلمان اكثر من ربع كتلته البرلمانية وما تبقى خليط يساري في جذره معاد للديمقراطية. الأرضية الديمقراطية متوفرة في تركيا من أجل نضال كردي تحرري سياسي وحقوقي. هذه الطريقة القنديلة استطاعت بتوفير قاعدة كبيرة لدى كرد سورية بقوة السلاح الاسدي منذ أيام الاب وحتى الآن. تعتقد قيادة قنديل أن تلزيمها بمحاربة داعش، سوف يجعلها تفتك بكل المناطق العربية والكردية، المتاخمة للحدود مع تركيا، من أجل تجهيز هذه القاعدة اللوجستية. هذا مافعلته بتل ابيض وثم تل رفعت وبعدها منبج. كانت بصدد التقدم باتجاه جرابلس التي تسيطر عليها داعش. وصل الامر لتمرير هذا التلزيم من جهة والوقوف مع الاسدية من جهة أخرى إلى شيطنة الثورة والمجتمع السوري برمته عربا وكردا من الذين لايوافقوا سياساتهم. بعد ان حرروا 90% من محافظة الحسكة وابقوا على مربع امني للاسد. جاءت قضية جرابلس. لكن ما اود الإشارة له أن هنالك كثر من الأصدقاء الكرد للأسف، تماشوا مع لعبة قنديل في شيطنة الثورة والمجتمع السوري. رغم هذه الصورة القاتمة للشمال السوري بين داعش وقنديل، وإدارة دولية للصراع بطريقة خسيسة ودموية على حساب شعبنا السوري. جاء التدخل التركي في جرابلس لربما غير شيئا في المعادلة. لماذا كنت ضد التدخل التركي: أولا- لأن هذا التدخل جاء نتيجة لمعطيات داخلية تركية خاصة بعد الانقلاب الفاشل.
ثانيا- يجب توضيح ان هذا التدخل محدود بحدود المساومات الدولية والإقليمية الرخيصة.
ثالثا- الشعب التركي لا يستحق ان يتورط في صراع تتحكم فيه اطراف دولية أخرى. او ربما بجانب منه. الشعب التركي الذي قدم للسوريين ما لم يقدمه شعب في المنطقة.
رابعا- التدخل في طرابلس جاء وكانه معركة داخلية تركية. بين حزب العمال الكوردستاني- قنديل وبين الجيش التركي.
خامسا- لماذا لم يتم دعم الجيش الحر سابقا بنفس الطريقة رغم معرفة تركيا بنوايا داعش وقنديل؟
سادسا- لا نريد ان تتحول جرابلس إلى قاعدة تركية في سورية، كالقاعدة الامريكية في القامشلي او الروسية في حميميم او الإيرانية في قلب الأسد. قاعدة تدير تركيا من خلالها سياساتها على الطريقة الروسية. يجب توضيح ذلك للسوريين. أوباما يريد توريط تركيا منذ زمن في قتال داعش، لماذا الان بالذات وافق الرئيس التركي؟
سابعا- التدخل بلا أفق واضح سيزيد من حالة الاتقان الكردي السوري مع العربي السوري، وهذا ما تريده قيادة قنديل وداعميها. يعني قاعدة في جرابلس وانتهى الامر وهذا هو المخيف في الواقع. مع ذلك علينا الانتظار قهرا، نحن السوريون على عالم كانت صورته بشار الأسد يقتل أطفالا بالكيماوي ويكافئ.
الخاتمة الائتلاف في سبات ترويضي .. كنا نتمنى ان يصدر عن الائتلاف ولو تقدير موقف عن الخطوة التركية يشرح فيها للسوريين ولو جانبا صغيرا لا نعرفه في هذه الخطوة.
أما هيئة التفاوض تنتظر جنيف على احر من الجمر لكي نرى اشخاصها.




المصدر: د.غسان المفلح: لماذا ضد التدخل التركي؟

انشر الموضوع