مايو 8, 2024

تشرين – هناء غانم:
يكتسب تطوير العلاقات التجارية السورية – الإيرانية بعداً استراتيجياً لما يمتلكه البلدان من تنوع في الخبرات الصناعية والزراعية والتجارية، وموقعهما الجغرافي المتميز في قلب قارات العالم، لكن ظروف الحصار والحرب المفروضة على البلدين تعوقان الاستثمار الأمثل للمزايا التنافسية التي يتمتع بها البلدان، ولهذا تشهد العلاقات الثنائية حالياً ورشة عمل حقيقية على الصعد كلها لتذليل مختلف العقبات وصولاً إلى الاستفادة المثلى من ثروات البلدين الصديقين، وفي هذا الإطار أوضح عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية السورية- الإيرانية المشتركة جورج داؤود في حديث لـ«تشرين» أن زيارة الرئيس الإيراني اليوم إلى سورية بعد سنوات طويلة غاية في الأهمية، موضحاً الأهمية الكبيرة للتحالف الاقتصادي المنظم مع إيران الذي يؤسس لمسار اقتصادي للسنوات المقبلة التي تكمن في جعل الاقتصاد السوري الموجود في إيران بوابة للعديد من الدول في شمال وغرب آسيا اقتصادياً، وجعل الاقتصاد الإيراني الموجود في سورية أيضاً نافذة على البحر المتوسط وباقي الدول.

داؤود: التحالف الاقتصادي المنظّم مع إيران يؤسس لمسار اقتصادي للسنوات المقبلة

ولفت داؤود إلى انعقاد المؤتمر الاقتصادي السوري – الإيراني بين رجال الأعمال في كلا البلدين والذي تضمن بين جنباته خبراء ومختصين من القطاع الخاص والإعلان عن رؤية للتحديث الاقتصادي المشترك الذي يساهم في الانفتاح ودعم التعاون الاقتصادي والصناعي مع سورية لكي ترتقي إلى مستوى العلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين الشقيقين، منوهاً إلى أن سورية تحتاج من إيران التقنية العالية والمنافسة على المستوى العالمي بالخبرات والتجارب الرائدة التي وصلتها الصناعة الإيرانية في مختلف المجالات والصناعات البتروكيميائية والكهربائية والإلكترونية والنسيجية وتطوير خطوط الإنتاج.
وكذلك فإن سورية أيضاً لديها صناعات متطورة بحاجة لها إيران، وذكر داؤود أن آلية العمل المشتركة ولكي تطبق تحتاج للعديد من الأمور ولوسائل نقل ولتبادل القطع لدفع ثمن البضائع المشتركة إضافة إلى تعديل بعض الأنظمة القانونية التشريعية والمواصفات القياسية، لافتاً إلى أنه يوجد بعض المنتجات التي يحتاجها السوق الإيراني يجب دعمها والاستثمار فيها مثل القطاع النسيجي كالألبسة التي هي مرغوبة جداً من الإيرانيين للاستثمار فيها في سورية وأيضاً المنتجات الزراعية فهي مرغوبة، لافتاً إلى وجود دراسات لتوسيع فكرة صناعة السيارات، لكن العقوبات الجائرة المفروضة على البلدين تعرقل ذلك، لافتاً إلى أنه رغم كل المعوقات هناك بيئة استثمارية واعدة في سورية يجب استثمارها بالرغم مما نعانيه كسوريين من ارتفاع الضرائب وارتفاع سعر حوامل الطاقة، لكن قياساً مع باقي الدول ودول الجوار تعد أقل بكثير، لذلك هي بيئة استثمارية واعدة رغم كل ما جرى، فضلاً عن اليد العاملة الماهرة والمواد الأولية والمنافذ البحرية وإطلالة سورية وموقعها الجغرافي المتميز.
وذكر أنه تم التوصل إلى اتفاق على خفض الرسوم الجمركية إلى صفر بالمئة باستثناء بعض المواد الممنوع استيرادها. وسنرى النتائج قريباً، موضحاً أنه يمكن الاستفادة من تخفيض الرسوم الجمركية إلى 0% لأن نسبة 4% الحالية ليست بالرقم السهل قياساً مع حجم المواد التي يتم استيرادها وتصديرها وعند تخفيضها إلى صفر قد تكون مثلاً بدل نقل.
وعرج داؤود على ما تتميز به الصناعة والمنتج السوري من مزايا تنافسية في السوق الإيراني، خاصة أن الغرفة السورية – الإيرانية المشتركة قد أقامت عدة لجان بين البلدين تعنى بالمجالات الاقتصادية الصناعية والزراعية والعلمية والطبية والمصرفية والطبية والنقل والسياحة لاسيما الدينية وبدأت تأخذ دورها الحقيقي على أرض الواقع، مبيناً أن القطاع الخاص لديه مرونة أكثر من القطاع العام، مضيفاً: إن العمل جارِ لتجاوز المعوقات التي تقف بوجه تنفيذ الاتفاقيات وأنه تم تقديم مقترحات شاملة تعنى بجميع القطاعات وبمفاصل معوقات العمل.

داؤود بيّن أن الطريق البري مقطوع والشحن يأخذ عدة أيام وإذا تم تفعيل طريق السكك الحديدية فستصل البضائع خلال ستة أيام بتكلفة 30% من تكلفة الشحن الحالية. وعن دفع ثمن البضائع أضاف: “نسعى لإنشاء بنك مشترك بالعملة المحلية من الجانبين لتفعيل دور هذا البنك بالدفع والتبادل النقدي لثمن البضائع، وأشار إلى أن سورية تصدر إلى إيران المنتجات النسيجية والمنتجات الزراعية كزيت الزيتون وبعض المنتجات الطبيعية التي تعنى بالجمال والسيدات، مبيناً أن البضائع السورية منافسة في إيران لكن يجب على المنتج أن يعرف الذوق الاستهلاكي للبلد المصدر له، أما أبرز الواردات من إيران فهي كهربائية كالبطاريات والجرارات وبعض المواد الأولية الكيميائية.

اللحام: لقاء القادة نقطة انطلاق لتوسع العلاقات الاقتصادية

انطلاقة جديدة
أما رئيس غرفة تجارة دمشق محمد أبو الهدى اللحام فقد أكد في حديث لـ«تشرين» أن لقاء الرئيسين يعد نقطة انطلاق جديدة لتوسع آفاق العلاقات السورية – الإيرانية على المستوى الاقتصادي لترتقي إلى مستوى العلاقات السياسية، مؤكداً أن التعاون الاقتصادي بين البلدين يعد حاجة وضرورة ملحة نظراً للتضخم الحالي في الأسعار والأزمات التي تواجهها المنطقة، مؤكداً وجوب زيادة حجم التبادل التجاري وخاصة صادرات سورية إلى إيران، داعياً إلى ضرورة تبادل الزيارات بين رجال الأعمال في كلا البلدين ومعتبراً أن هذه الزيارات شبه معدومة، علماً أنها من أسس بناء العلاقات الاقتصادية، وليت لدينا أرقام وإحصاءات عن حجم التبادل التجاري بين البلدين، لذلك لابد من العمل على تجاوز للصعوبات المتمثلة بطرق النقل وتسديد القيم نظراً للعقوبات المفروضة على البلدين في آن واحد، وضرورة تكثيف الجهود وتحقيق شراكات في مختلف القطاعات تعود بالفائدة على البلدين.

انشر الموضوع