مايو 16, 2024

خالد المحاميد: كلنا شركاء

جنيف 4 كانت مناورات تكتيكية من المبعوث الدولي لغاية في نفس يعقوب ،طبعا لم تخرج بشيء يستحق أن نقدمه لشعبنا وكأننا جئنا من أجل الحصول على فوتغراف يعرضها المبعوث الدولي في مؤتمره الصحفي وهي أشبه بالمسرحية لأعظم ثورة شعب قام ضد جلاده .

شعب طالب بحقه كبقية شعوب العالم أن يعيش بكرامة وحرية وحتى أبسط الأمور العدالة والقانون…ولكن هناك قوى عظمى وإقليمية وشقيقة تآمرت مع جلاده لوأد هذا الرضيع وتحطيم حلم هذا الشعب ..

إن مسارات جنيف التي وضعت وورش العمل التي تكلم عنها المبعوث الدولي تعيدنا إلى عامين حيث كانت مطروحة من المبعوث الأممي ولم تكن لها سيقان تدخل بها قصر الأمم المتحدة لتفعل ..

وكانت النتيجة بأن دفع الشعب السوري بكامل مكوناته أكثر من مئتين ألف شهيد ودمار يكلف إعادة بنائه 150 مليار دولار ..

إن هذه المسارات تجمل بين الحين والآخر حسب تجاذابات الدول الراعية للقرارات الأمميه…

منذ بيان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 21118لعام 2013 وبياني فيينا وقرار 2254 حبرا على ورق لم تنفذ منها أي بند لا في الأمور الانسانية ولا في إعادة بناء الثقة ووقف الأعمال العدائية ..

وإن أي قرار أممي بدون إلزام والتزام وموعد زمني محدد يصبح خارج الصلاحية.

نعم ذهبت إلى جنيف 3و4 وكنا نحاور أنفسنا في الدرجة الأولى أقصد المعارضة مع المعارضة وأحيانا مع المبعوث الدولي…

ولقد طالبت الهيئة العليا بطلب رسمي للدخول في مفاوضات مباشرة مع النظام ولم نرى جوابا حتى هذه اللحظة من المبعوث الأممي،،

وفي اجتماع بين الهيئة ووفدها في جنيف 3 مع الأصدقاء والدول الراعية للمفاوضات بالضغط من أجل فتح مفاوضات مباشرة مع النظام وجاء الرد من دولتين عظمتين لهما حق الفيتو في مجلس الأمن ((إننا نرى ان المسافة بعيدة بينكم وبين النظام وعندما نرى تقارب في وجهات النظر سوف نسمح بالمفاوضات المباشرة مع النظام ))

أي علينا أن نعترف معارضة ونظام بأن القرار حتى بالمفاوضات المباشرة والجلوس وجها لوجه تحدده الدول الراعية ..

ما تم في الرياض من اجتماع لقوى الثورة والمعارضة في 11 ديسمبر 2015 لم يكن بخيار المملكة العربية السعودية بل بتكليف من اجتماع فيينا 2 وبحظور 17 دولة ومن بينها أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي وإيران ، ولقد تم هذا الاجتماع وجمع اكبر تشكيل لقوى الثورة والمعارضة السورية من الإئتلاف وهيئة التنسيق وتيار بناء الدولة ومن شخصيات مستقلة ورجال أعمال وضباط منشقين عن النظام ومن كانو في جسم النظام من سياسيين وأصحاب قرار ومن كانو مشاركين في اجتماعي موسكو والقاهرة ، وكان هدف هذا المؤتمر تشكيل وفد تفاوضي للجلوس أمام النظام .ولكن للأسف ان هذا المؤتمر لم يحقق أهداف بعض الدول وبدأت باللعب على ما سمي اليوم بالمنصات ..

إن مخرجات القاهرة ( خارطة الطريق ووثيقة العهد ))تتقاطع بشكل كبير مع مخرجات الرياض، وأنا شاركت باجتماع موسكو والقاهرة وكان اجتماع موسكو اجتماع تشاوري دعت له روسيا الاتحادية بين أطراف المعارضة والنظام ولم يخرج عنه أي بيان .وفي ذلك الوقت ظنت موسكو انه البديل من أجل إيجاد حل..

لذلك أستطيع أن أقول ان القاهرة والرياض توأم من حيث المخرجات والهدف وهو ما يقوم عليه بيان جنيف 1.

إن الوضع في سوريا يزداد تعقيدا وخاصة بعد دخول جميع القوى الدولية والإقليمية ويزداد الشرخ الاجتماعي والتشتت العائلي وظهور جماعات لها أجندا دولية وعقيدة تكفيرية مرتبطة بالقاعدة ..

إن الحل في سوريا يجب ان لا يأتي من الأعلى بل يبنى من الواقع الذي على الأرض وإن أهم ما يجب عمله في المرحلة الانتقالية هو إعادة تكوين الجيش، وجعله جيش عقائدي وطني يمثل جميع مكونات الشعب السوري مبني على اللاطائفية ..وإيجاد مجلس قضائي مستقل له صلاحيات مطلقة من أجل تحقيق العدالة الانتقالية وجبر الخواطر ورد المظالم .

نحن نحارب من أجل دولة ديمقراطية مدنية تبنى على أساس المواطنة وبناء عقد اجتماعي جديد في سوريا .دولة القانون والمواطنة بالتساوي في جميع الحقوق والواجبات..

اعتقد التقسيم لا يمكن أن يحدث في سوريا فالنظام والمعارضة العامل المشترك بينهما هو وحدة تراب سوريا وجميع القرارات الأممية أكدت في بياناتها ضرورة وحدة تراب سوريا .وأن أي تقسيم في سوريا سوف تعاد معاهدة سايكس  بيكو عام 1916 لذلك من مصلحة الدول الإقليمية محاربة هذا المشروع.

إن أساس القضاء على الإرهاب يتبلور في الحل السياسي العادل والمنصف وإن محاربة الاٍرهاب هي مهمة دوليه واقليمية وبمشاركة جميع السوريين من نظام ومعارضة …..

المصدر : كلنا شركاء

انشر الموضوع