أبريل 24, 2024


ترك برس
قال عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين زنكي المعارضة في سوريا، ياسر اليوسف، أن القصف الجوي والهجوم البري على مدينة حلب -التي يسكنها 300 ألف مدني محاصر تقريبا – فرضت على الثوار الاستجابة لمطلب الوسيط التركي للقاء ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية.
وأشار اليوسف، خلال تصريح للجزيرة نت، أن موسكو تعمل بأقصى جهدها لإعادة إنتاج خريطة نفوذ خاص بها في سوريا، وهي لن توفر أي شيء في سبيل ذلك “حتى الحيلة والخديعة”.
وعن خيار الثوار السوريين بعد فشل المحادثات، قال اليوسف: “سنقاتل في شوارع حلب ونفجر كل الزوايا ونحولها إلى جحيم على الإيرانيين وعصاباتهم ومن معهم”.
وأكد القيادي السوري الذي شاركت حركته في جولة المحادثات في أنقرة، أن المعارضة السورية قدمت ثلاثة مطالب للروس هي “وقف القصف العشوائي على مدينة حلب، وحماية أهالي المدينة عوضا عن الحديث عن تهجيرهم، وتطبيق المبادرة الإنسانية الأممية”.
واستدرك بالقول إن الجانب الروسي كرر ذات مطالبه بخروج الثوار وتسليم حلب “ولكن هذه المرة بشكل دبلوماسي”، موضحا أن الروس ناقشوا إدخال المساعدات الإنسانية وخروج الجرحى ووقف القصف الجوي، ولكنهم ربطوا تنفيذ ذلك بحلفائهم من الإيرانيين والمليشيات الأخرى التي تقاتل على الأرض.
وأضاف أن الروس عادوا وتنصلوا لاحقا من أي استحقاق، وطالبوا بخروج الثوار والاستسلام، و”سمعوا ردنا عليهم وهو الرفض لتهجير أهالي حلب وتسليمها للمليشيات الطائفية”.
وحول أسباب انعقاد جلسات الحوار مع الروس في أنقرة، أكد اليوسف أن القصف الجوي والهجوم البري على مدينة حلب -التي يسكنها 300 ألف مدني محاصر تقريبا- فرضت على الثوار الاستجابة لمطلب الوسيط التركي للقاء ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية.
وأجريت المحادثات بمشاركة فصائل الجبهة الشامية وفيلق الشام وجيش المجاهدين وأحرار الشام، التي تمثل أهم فصائل المعارضة المسلحة المقاتلة في مدينة حلب.
من جهته، أكد الباحث والأكاديمي السوري محمد الجمال أن وجود تركيا كطرف ثالث ضامن لمجريات الاتفاق ويحظى بثقة ممثلي الشعب السوري وله مصالح مشتركة معه، يزيد من فرص نجاح المفاوضات ولكن بصورة نسبية وبحدود أقل من طموح الشعب السوري.
واعتبر الجمال أن التفاوض يشكل مدخلا وحيدا لحل الأزمات، خاصة عندما يتعلق الأمر بعدوان خارجي على شعب في وطنه، كما هو حال روسيا المعتدية على الشعب السوري.
وأضاف أن معلومات رشحت بأن روسيا تسعى للخروج من “المستنقع السوري” قبل أن تصل إلى ما وصل إليه الاتحاد السوفياتي سابقا في أفغانستان، وأن الشعور في موسكو بات يتعزز بأن أميركا وأعداءها التقليديين قد ورّطوها في الأزمة السورية.
ورأى الجمال أن المفاوضات يمكن أن تشكل مدخلا للتسوية الشاملة من باب الاتفاق على بنود مرحلية وتفاهمات مبدئية، لكنه استبعد حدوث ذلك في المستقبل القريب.
وأوضح أن الروس يريدون حفظ مصالحهم في سوريا، ولم يعد يهمهم كثيرا بقاء نظام الأسد، مرجحا التوصل إلى التسوية على حساب بقاء الأسد.
كما أشار إلى أن الخلاف الروسي الإيراني يدفع روسيا لـــ”تسوية أحادية سريعة” مع مكونات الثورة بالتنسيق مع الأتراك، قبل فرض إيران لواقع على الأرض قد لا يناسب المصالح الروسية.
وجاء استخدام روسيا لحق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف القتال لمدة سبعة أيام في حلب، ليبدد الآمال بإمكانية إحراز تقدم في جولات الحوار التي جمعت موسكو بفصائل من المعارضة السورية في أنقرة.
وفيما اعتبرت فصائل المعارضة أن الفيتو الروسي أوصل جولات الحوار التي رعتها تركيا إلى طريق مسدود، رأى باحثون سياسيون أن مجرد التقاء الجانبين برعاية تركية يمكن أن يمثل مدخلا لتسوية شاملة للقتال المحتدم في سوريا منذ خمس سنوات.
وكانت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية قد نقلت يوم الجمعة الماضي عن أعضاء من المعارضة السورية المسلحة قولهم إن تركيا تتوسط في المحادثات التي أجريت في أنقرة، لإدخال البضائع الأساسية من وقود وغذاء ودواء، ولبحث وقف الغارات على المدينة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتباحث فيها الروس مع ممثلين للمعارضة، ومع ذلك قالت بعض المصادر المطلعة على المحادثات إنها المرة الأولى التي يشارك فيها عدد كبير من فصائل المعارضة.
وأضافت أنه بالرغم من التقدم القليل الذي حققته المحادثات، إلا أنها تؤكد التغيرات السياسية في الشرق الأوسط، إذ تبدو الجهات الإقليمية الفاعلة أكثر استعدادا الآن لتجاوز واشنطن بحثا عن اتفاقيات مع روسيا التي تحرص على تطوير صورة قوة صاعدة يمكن أن تساعد في وساطة مثله هذه الاتفاقات.



المصدر: حول انعقاد المباحثات السرّية بين المعارضة السورية وروسيا في تركيا

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك