مايو 16, 2024

عبد الرزاق الصبيح: كلنا شركاء
تمكّنت كتائب الثّوار أمس الاثنين السيطرة على مدينة حلفايا إحدى كبريات مدن ريف حماة الشمالي، بالإضافة إلى عدة مواقع وقرى لقوات النظام في محيطها، عقب معارك لم تدم سوى ساعات استطاع الثّوار خلالها التقدّم في هذه النقاط الهامّة شمال حماة.
وعقب سيطرة الثوار على المدينة أمس الاثنين، زارت “كلنا شركاء” حلفايا، التي لم يستطع أهلها إخفاء أفراحهم بهذا التّحرير، واستطاع الثوّار رؤية ذويهم بعد سنوات من سيطرة قوات النظام على المدينة، حيث أن المدينة شهدت تحريرا مماثلاً عام 2014 وآخر سبقه عام 2013.
وتظهر الصّور من داخل مدينة حلفايا حواجز لنظام بشار الأسد، وكذلك السّاحة العامّة في المدينة، وكذلك لحظات خروج المدنيين عن طريق الجسر الذي ام بناؤه من قبل الثوار قبل فترة، وتظهر الصور الخاصة حرق إطارات بكميات كبيرة من أجل التغطية على عمل الطائرات الحربية والمروحية.

انهيار سريع لخطوط الجفاع
بدأ الثّوار العمل على تحرير حلفايا منذ عدّة أشهر، حيث تم في البداية صنع جسر على نهر العاصي، كي يكون طريق خروج آمن للمدنيين، كما تمت دراسة نقاط قوات النظام ومراقبتها وكيفية تموضع دباباته ومدرّعاته فيها، ومراقبة قوات النظام وتحركات الشبيحة بدقّة.
بدأت المعركة على عدّة محاور وتم استهداف حواجز النظام على امتداد الرّيف الشّمالي لحماة، حيث بدأ التمهيد بالأسلحة الثقيلة، واستطاعت كتائب الثّوار السّيطرة على عدّة مناطق مهمة في الريف الشمالي لحماة، وأيضا بعد تنفيذ عملية تفجير عربة مفخخة في محيط مدينة طيبة الامام، بينما استهدفت طائرات النظام الحربية المنطقة بعشرات الغارات الجوية وقسم منها بالقنابل العنقودية، كما تم إلقاء براميل متفجرة، وتم استهداف المنطقة بمئات القذائف الصاروخية.
وكانت نتيجة المعركة التي استمرت لساعات قليلة فقط، هي السيطرة على مدينة حلفايا وقرية المصاصنة وقرية الزلاقيات وحواجز أبو حسن والخيم والمفقس والعضايد و حاجز الخربة قرب قرية معركبة وحاجز جب الدكتور وحواجز ونقاط عسكرية أخرى، كما تمكنت كتائب الثوار من أسر ضابط برتبة عالية، و تدمير أربع دبابات في حاجز جب الدكتور، و عربتي “بي ام بي” و تدمير خمسة قواعد كورنيت، وكذلك تدمير رشاش 14.5 ميليمتر.
وتعتبر مدينة حلفايا من المدن المهمّة في الريف الشّمالي لحماة، كونها قريبة جداً من مدينة محردة، حيث محطتها الحرارية، وتبعد عنها أقل من كيلو متر واحد، وكذلك معسكر (دير محردة) الذي حولته قوات النظام منذ أعوام إلى أحد أهم نقاط تمركز قواتها في المنطقة، كما أنها قريبة من مدينة طيّبة الإمام، حيث تقع إلى الشرق منها، وتشرف على عدّة حواجز للنظام.
سلاح ردع
كتائب الثّوار كانت قد حذرت النظام من استهداف مدينة حلفايا، جاء ذلك على لسان عدة قادة عسكريين هدّدوا باستهداف المحطة الحرارية، التي تغذي العديد من المناطق الموالية لنظام بشار الأسد بالكهرباء، والتي بات الثوار على أسوارها.
القائد العسكري “أبو علاء”، أحد عناصر جبهة فتح الشام وفي حديثه لـ “كلنا شركاء” في المدينة قال: ” تم في البداية بناء جسر وبعد السيطرة على حاجز الزلاقيات تم الانتقال إلى زلين ثم إلى مزرعة أبو سعيد الدعبول المطلّة على نهر العاصي ثم إلى مشفى حلفايا الذي كانت تتمركز فيه قوات الأسد، ومن ثم تم تمشيط المنطقة بشكل كامل”.
وأكد بأن المعارك سوف تستمر إلى مدينة حماة من أجل تحريرها، على حدّ تعبيره.
وشهدت المدينة نزوحاً كبيراً للمدنيين، حيث خرجت آلاف العائلات من حلفايا وحملوا أمتعتهم وتوجّهوا شمالاً إلى المناطق المحرّرة، وكان للجسر الذي بناه الثوار دور مهم في عملية إخراج المدنيين، وكان ذلك بعد غارات لقوات الأسد على المدينة.

اقرأ:
معركة حماة… كتائب الثوار تسيطر على مدينة حلفايا
معركة حماة.. انهيارٌ في خطوط الدفاع والثوار يسيطرون على (المصاصنة) و7 حواجز
معركة واحدة وأسماء عدة.. الثوار يبدأون هجوماً واسعاً شمال حماة




المصدر: حلفايا تعود إلى (حضن الثّورة) مرّة أخرى وهذه حكايتها

انشر الموضوع