مايو 16, 2024

حذيفة العبد: كلنا شركاء
يومٌ واحدٌ بعد العام هو ما مضى من عمر الحكم السوري عمار السحّار في العاصمة الألمانية برلين، لكنه خلالها سابق الزمن وبطموحه وعزيمته منقطعي النظير وصل إلى ملاعب كرة القدم ليقود مبارياتٍ في بلادٍ تُصنّف في طليعة دول العالم في دنيا كرة القدم.
استطاع ابن مدينة حماة خلال فترةٍ وجيزة في ألمانيا شقّ طريقه في الملاعب، فبعد أربعة أشهرٍ فقط قضاها في برلين، خاض ثلاث مبارياتٍ تجريبية نال على إثرها ثقة اتحاد الرياضة في برلين ورٌشح بعدها ليقود مباريات الدرجة الأولى لدوري مقاطعة برلين الألمانية.
يقول الحكم “السحّار” (27 عاماً) في اتصالٍ مع “كلنا شركاء” إنه خرج من حماة عام 2014 واتجه بدايةً إلى لبنان، إلا أن “الجوّ العام في لبنان وما يعانيه السوريون هناك من عنصرية، على حدّ تعبيره، كانت دافعاً له للسفر إلى تركيا ومنها باتجاه أوروبا. مشيراً إلى الوضع في لبنان مشابهٍ إلى حدٍّ ما لما عليه الحال في سوريا، حيث ينقسم اللبنانيون إلى مؤيدٍ لحكم بشار الأسد وآخرين معارضون.
واستدرك الحكم السوري قائلاً: بالطبع هذا لا يشمل الشعب اللبناني عموماً، ففي الوسط الرياضي الذي كنت أعمل معه كانوا على درجة عالية من التفاهم والاحترام المتبادل، لكنّ “الجوّ العام كان عكس ذلك”، ورغم هذه الظروف في لبنان عمل لمدةٍ تقارب العام في التحكيم وتدريب السباحة.
هذه الظروف دعته للتفكير جدياً لمغادرة لبنان، وهو ما كان نهاية عام 2015، حيث أفاد أنه سافر برفقة زوجته التي كانت في ذلك الوقت حاملاً بابنه البكر إلى تركيا بالطيران ومنها بحراً إلى اليونان، وتابعا المسير إلى أن وصلوا ألمانيا مطلع تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2015 الماضي.
في برلين بدأت مرحلة إعادة تأهيل نفسي في المجال الرياضي تزامناً مع تعلّم اللغة الألمانية، نظراً للحاجة الماسة للغة للتواصل مع اللاعبين والكادر الإداري في الملعب، بحسب “السحّار”.
ولأن طموحه لم يقف عند حدود، يسعى “عمار السحّار” حالياً للصعود إلى الدوري الإقليمي، ويطمح للوصول أيضاً إلى الدوري الألماني الممتاز (البونسدليغا)، المصنّف بين أقوى أربعة دوريات على مستوى العالم.
وفي اتصاله مع “كلنا شركاء” أوضح الحكم السوري أن مشواره الرياضي في سوريا بدأ عملياً عام 2006، حين قاد مبارياتٍ على مستوى محافظة حماة، وفي عام 2008 قاد مباريات الدرجة الثانية، وفي عام 2010 قاد مباريات الدرجة الأولى من الدوري السوري.
وحول المعيشة في ألمانيا التي اختار الهجرة إليها، أوضح سحّار أن المعيشة هناك مريحةٌ من عدّة نواحٍ، وخاصةً من ناحية الحرية الفكرة والدينية التي يعيشونها هناك.
وقبل أسابيع فقط، أفردت مجلةٌ ألمانيةٌ مختصة بشؤون الحكام ملفاً كاملاً عن الحكم السوري الذي وصل ألمانيا وشقّ طريق النجاح هناك، وحمل تقرير المجلة عنوان (عبر طريق البلقان …وصل الحكم الى البرلين ليغا)، وتحدث عن وصوله إلى ألمانيا ودخوله ضمن حكّام النخبة في العاصمة الالمانية برلين.
وكان التلفزيون الألماني في أيلول/سبتمبر الماضي أعدّ تقريراً عن خطواته الأولى والأداء الجيد في ميدان التحكيم الألماني عبر البرنامج (kick off) وتحت عنوان (أهلا وسهلا بالحكم).

ولم تكن قصّة الحكم “السحّار” في عالم كرة القدم بالنسبة للاجئين السوريين في ألمانيا، فقد منح الاتحاد الألماني لكرة القدم السوري حمدي القادري فرصة إدارة مباراة في الدوري الألماني، في بادرة لاقت اهتماماً كبيراً من وسائل الإعلام الألمانية والعالمية، خاصة أن هذا اللاجئ تربطه علاقة سابقة بالصافرة.
وانتقل القادري إلى ألمانيا بعد اندلاع الثورة في سوريا وتهدّم منزله، مما اضطره إلى الهروب إلى الأردن ثم التحول بعد ذلك إلى ألمانيا بصحبة زوجته وأبنائه الأربعة.
اللاجئ السوري كان يعمل كحكم كرة قدم في سوريا وشارك أيضا كحكم عالمي في مونديال ألمانيا قبل عشرة أعوام. والآن استطاع القادري أن يعود لمزاولة مهنته القديمة، وأصبح يحكّم في مباريات الدوري المحلي في بافاريا، بحسب التلفزيون الألماني.

اقرأ:
سوري نقش اسمه في (غينيس) يصنع أكبر مصحف في العالم




المصدر: حكمٌ سوريٌّ يقود مواجهات دوري برلين وعازمٌ على الوصول إلى (البوندسليغا)

انشر الموضوع