مايو 2, 2024


حبيب صالح: كلنا شركاء
 معركة حلب بكل مضاعفاتها ,وزخمها وانتصاراتها!! تؤكد الحقيقة الكبرى ,ان النصر للشعوب ,والهزيمة الساحقة والأكيدة للغزاة والطغاة والمستبدين !!!ماقدمه مقاتلو حلب الاماجد من صنوف وفنون القتال والهجوم ,والمواجهة ,أصبح بكل المقاييس العسكرية ,يشكل ابداعا وعبقرية وفروسية في جميع فنون واصناف القتال والمواجهة !!!
ورغم ان العدو الاسدي ,والعدو الايراني ,بما فيه كل ما وضعه الغزاة الروس من غزارة النيران الجويه ,تحول في اي ايام ,ميدانيا وتكتيكيا وقتاليا,الى افلاس عسكري, وفشل ذريع للتكتيكات التي استخدمتها كل هذه الاطراف ,في مواجهة مجموعات من المقاومة السورية الحلبية ,؟الاقل تسليحا ,وعددا ,ومؤنا وقدرات ميدانيه على الحركة والمناوره ….لكونهم يقعون تحت حصار خانق من جميع الجهات !وكان العدو طليقا ,يمتلك عمقا ومساحات شاسعة للمناوره والالتفاف والذخيره والامداد !!
ورغم كل هذا ,ورغم قيادة العدو التي اشرف عليها قادة عسكريون محترفون ,اقول رغم ذلك ,فقد كان الجانب الوطني المقاوم ,يقوده خيرة ابناء هذا الوطن ,من ضباط متمرسون خبراء ,ومقاتلين اشد صلابة وعنادا اسطوريا ,بكل المقايسس العسكريه !!انجز خلال العمليات توحيد جميع الجهود ,وساهم المواطنون بكل مايملكون في هذه الملحمة الكبرى للجيش والشعب !!وكان ابرز واهم ماجرى في تلك الملحمه ,هوتجاوز التكتيكات التقليدية في المواجهه,واستخدام الانفاق بكثره ,والالتفاف على كوادر العدو ,الذين خاضوا هذه الحرب والحصار ,من خلال مواقع ثابته ,لم يخرجو منها ,تجنبا للخسائر ,الا عندما اضطر هؤلاء الى ترك الميدان ,لعجزهم وتطويقهم ,حيث تحولت مصادر نيران المقاومه لتاتي العدو من الخلف ,وتحول الاداء المعجز في هذه المعركه من الدفاع الى الهجوم ,عبر جميع مراحل المعركه ,ومن اتجاهات متعدده ,ومن حواري ,وشوارع فرعيه ,لم يتصور العدو ان المقاومين سيتمكنون من تحقيق هذه الالتفافات ,خلف خطوط العدو …لانها مجازفات شديدة الخطوره ومكلفة بشريا ….وتخضع لحسابات وتطورات قد لاتكون في الحسبان, او مضمونة النتائج !!
حمل المقاومون ذخيرتهم على اكتافهم ,حيث لم يكن يتوفر اي سبيل للأليات ,والطرق مقطوعه ومغلقه بالحواجز الإسمنتية وكل المعوقات !!!كان معركة حلب على مختلف مراحلها اشبه بمعركة تحرير قلعة ديان بيان فو بقيادة الجنرال الفيتنامي الشهير “جياب ” عام 1954, في كوريا !!فقد رأى الجنرال انه لابد لتجنب الطيران والتفوق المطلق للقوات الغازيه ,وهى قوات فرنسيه اساسا,يومها !فقام الجنود الفيتناميون والكوريون والمتطوعون الشيوعيون بحفر الانفاق من قاعدة القلعه, بشكل عمودي حتى قمتها !!وبدا ضخ القوات والذخائر الى قمة القلعه ,وانقض المقاتلون المحررون على عشرات الاف من جنود الاعداء من الاعلى ,فكانت مجزرة كبرى في صفوف الجيوش المتحالفه ,واسر الالاف ,وهربت الالاف الاخرى,وهزمت فرنسا وانسحبت بعدها من شبه قارة الهند الصينيه !لم يبقى امام جنرالات الجيوش التقليديه سوى الدهشة والحيرة والهزيمه !!كذلك في معركة سايجون عاصمة فيتنام الجنوبيه ,التي قادها ذات الجنرال “”جياب ” الاشهر,و الذي اصبح وزيرا للدفاع في فييتنام الشماليه!عام 1975,حيث كان الطيران الاميريكي يمارس تفوقا جويا مطلقا ,وتضع اميريكا في المعركة الاخيره قبل سقوط سايغون اكثر من مائتي الف جندي ,لمنع الثوار من تجاوز التحصينات والوصول الى المدينه الكبرى ذات الملايين الثمانيه !تصوروا ان خمسمائة طائره قاذفه كانت تشارك طيلة المعركه ,لتوفر الغطاء والحماية للقوات الامريكيه وقوات الجنرال فان ثيو رئيس كوريا الجنوبيه !!وراح الثوار يصلون الليل بالنهار ويحفرون الانفاق ويقاتلون من تحت الارض وفوقها !!الى أن اضطر الامريكيون والفيتناميون الى الهروب والانسحابات غير المنظمه ,والاستسلام !!لتحصل اكبر معركة من معارك تحرير الشعوب من الغزاة في التاريخ !!!!!
معركة حلب !!عسكريا ووطنيا ومقاومة شكلت تحولا مبدعا في التكتيك العسكري ,من واقع الحصار الخانق ومن الامداد وقطع الطرق وتدمير البنى الاساسيه !!معركة حلب بكل مراحلها وقصر زمانها والعتاد البشري المقاوم الذي جرى استخدامه وتطبيق,تكيكاته ميدانيا ,فيها !!!انما يجعل هذه المعركه سجلا سافرا من اسفار العبقرية العسكريه السورية المقاومه !!ويضع معركة حلب في عداد المعارك الكبرى في تاريخ العسكرية المعاصره !!
بقى ان يعبر السوريون عن اعتزازهم بابنائهم ومقاوميهم ورجالهم ويطلقوا الامال والاحلام ,نحو ملحمة التحرير الكبرى لسوريه !!واسقاط نظام القتلة والاستبداد وحلفائهم من الغزاة الايرانيين والروس ,وصغار العملاء من مختلف التسميات والبلدان !!ولا اخطر على معركة حلب الكبرى ولا على المعارك القادمة لاستكمال تحرير سوريه ,سو ى من يريدون الاستفراس على حساب تضحيات فرسان حلب وغيرهم ,وسرقة مجد حلب, عبر بعض اثارة الغبار الطائفي والنعيق التكفيري ,والاستفراس على صفحات الفيسبوك ,لمن هم في اميريكا او اوربا او دول الخليج,وكثيرون منهم لم يعرفوا الوطن منذ عشرات السنين !والبعض الاخر مما ترك الوطن في غمرة اجتياحه من الغزاة ,تاركين الابناء الشرعيين للوطن يقاتلون دون حاضنة او دعم !! !!!!المجد والعقبى لمن قاتلوا فقط ,والسلام لروح الشهداء ,والنصر الشامل قادم للوطنيين الاوفياء,دون ان يسرقه او يدعي فيه , او يلطخه احد !!
شكر لمحرري حلب !!!لقد صدقتم العهد والوعد ,وكنتم الابناء البرره لهذا الوطن الباقي !!



المصدر: حبيب صالح: حلب ثانياً وثالثاً ودائماً !!!!

انشر الموضوع


اشترك بالإعلام الفوري بالاخبار الجديدة بالإيميل .. ضع بريدك